دنيا ودين

د/ أحمد علي سليمان: الإسلام يستهدف ربط الناس بخالقهم وإشاعة الرحمة ومجابهة العشوائيات السلوكية والفكرية، وإنقاذ البشرية من الفقر والجوع والمرض والتخلف

في إطار الحلقات الرمضانية الافتراضية اليومية، نظم المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الاثنين ١٤ رمضان ١٤٤٢ الموافق 26 إبريل 2021، محاضرةً بعنوان “التنمية الإيمانية والأخلاقية وأثرها على الفرد والمجتمعات المسلمة”، تحدث فيها الشيخ الدكتور/ أحمد علي سليمان، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جمهورية مصر العربية، والمدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية،  وذلك على مواقع التواصل الاجتماعي للمجلس.

وقال الدكتور/ أحمد علي سليمان إن شهر رمضان المبارك هو شهر التوبة والأوبئة والرحمة والقرآن والغفران والإحسان والقيام والدعاء والبرِّ وإفشاء السلام، مؤكدًا أن نبينا الكريم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) جاء برسالة الإسلام العالمية الخاتمة؛ لإنقاذ البشرية من أعدائها ومن أهمها الفقر والجوع والمرض والتخلف، وأن القرآن الكريم اشتمل على دستور كامل ومنهج عظيم لبناء الإنسان على أسس ربانية قويمة.

وأوضح أن قوة المجتمع تُقاس بمدى قوته الإيمانية والتربوية والأخلاقية والاجتماعية والعلمية والاقتصادية والعسكرية والسياسية، حيث قدَّم الإسلام منظومة قيمية متكاملة وفريدة من شأنها حال التمسك بها إصلاح الفرد والمجتمع وتنمية الحياة، وتحقيق التقدم والازدهار المنشود للأمة الإسلامية.

وأشار الدكتور/ أحمد علي سليمان إلى أن القيم الإسلامية تُعد مطلبًا دينيًّا أصيلاً، وأن منظومة القيم هي الأساس والقاعدة العامة التي يلزم أن تكون موجودة وفاعلة ومؤثرة لكي ينهض المجتمع ويتقدم ويزدهر، منوهًا أن التكافل الاجتماعي والبر في الإسلام ليس خاصًّا بالمسلمين فقط، بل يشمل كل البشر على اختلاف أديانهم.

وقدم الدكتور/ أحمد علي سليمان “روشتة” للصلاح والإصلاح والتقدم والازدهار، تتمثل في ضرورة تفعيل القيم الدافعة للتقدم في الفكر الإسلامي، ومن بينها قيم الإتقان والإحسان والتجويد والإبداع والمسؤولية، مع التحرك في سبعة خطوط متوازية، في إطار بناء الإنسان القادر على قيادة عمليات بناء المجتمع وتحقيق تقدمه وازدهاره، وهذه الخطوط هي إصلاح الشخص علاقته مع الله تعالى أولاً، وإصلاح الشخص علاقته بأهله ثانيا، وإصلاح الشخص علاقته مع أقاربه وذوي رحمه ثالثا، وإصلاح الشخص علاقته مع كل الناس رابعا، وإصلاح الشخص علاقته مع صحته النفسية والروحية والجسدية خامسا، وإصلاح الشخص علاقته مع عمله ورؤسائه وزملائه سادسا، وإصلاح الشخص علاقته مع شتى مفردات الطبيعة والكون سابعا وأخيرا.

جدير بالذكر أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة منظمة دولية غير حكومية، يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقراً له، حيث يُعتبر بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة، وتجديد فكرها وتحسين أدائها من أجل تحقيق غاية واحدة؛ وهي إدماج المجتمعات المسلمة في دولها؛ بصورة تحقق لأعضائها كمال المواطنة وتمام الانتماء للدين الإسلامي. ويسعى المجلس، من خلال المؤتمرات والندوات والأنشطة إلى توطين مفاهيم التعددية الدينية والعرقية والثقافية وترسيخ قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للأوطان وحفظ كرامة الإنسان واحترام عقيدته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى