مقالات

العالم لا يستطيع الانتظار كثيرًا كي نتحرك لحماية البيئة

بقلم

المهندس وليد شتا

 

يحل نهاية هذا الأسبوع اليوم العالمي للبيئة الذي يحتفل العالم به على مدار 40 عاما من أجل تسليط الضوء على ما ينبغي أن نقوم به من إجراءات لاصلاح الأضرار التي سببناها للبيئة. أود أن أؤكد على الرسالة الخاصة بهذا العام، فقد تجاهلنا الضرر الذي أحدثناه على العالم من حولنا ويكفي استعراض الأدلة على ذلك. فعلى مدار القرن الماضي، دمرت البشرية نصف أراضي المستنقعات في جميع أنحاء العالم، بينما البحار تعاني، حيث فقدت حوالي 50% من الشعاب المرجانية علمًا بأن تلك النسبة قد تزيد إلى 90% بحلول عام 2050.

 

هذا الضرر قد يصبح غير قابل للاصلاح إذا لم نتحرك الآن وبسرعة. فقد تعلمنا درسًا مهما على مدار العام الماضي وهو أننا لا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي آملين أن يحل أحد غيرنا ما نواجهه من مشكلات. من هذا المنطلق، يطرح المسئولون عن يوم البيئة العالمي لهذا العام خطة طموحة تهدف إلى استعادة المنظومة البيئة السليمة التي كان عليها عالمنا من قبل. تقترح الخطة القيام بإحياء زراعة مليارات الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية، على قمم الجبال وفي أعماق البحار  على مدار عشر سنوات.

 

الفكرة الأساسية لهذا المقترح بسيطة، وهي أن المنظومات البيئية السليمة تستطيع بل ستقوم بدعم سبل العيش للبشرية، ومواجهة التغير المناخي ووقف انهيار التنوع البيئي.

 

يقول وليد شتا، الرئيس الإقليمي لشنايدر إلكتريك في مصر وشمال أفريقيا والمشرق العربي، “يبدو الأمر مثاليًا من الناحية النظرية، كما أن الكثير من سكان العالم داعمون لفكرة الحفاظ على البيئة واستعادتها. لكن نجاح هذه الخطة مرهون بدعم مجتمع الأعمال والشركات. لقد راعت شركتنا عوامل الاستدامة وتطبيق الأساليب الصديقة البيئية في عملياتنا على مدار العقدين الماضيين، ونأمل أن نشارك تجربتنا في مجال حماية البيئة مع مجتمع الأعمال والشركات الأخرى.

 

في هذا الصدد نثمن الدور الذي تقوم به الدولة المصرية في سبيل الحفاظ على البيئة من خلال إطلاق الحملات والمبادرات التي تهدف إلى نشر الوعي البيئي والعمل على جعل البيئة وموضوعاتها محط تركيز المواطن في مصر. كما أننا نشيد بالجهود الحكومية الرامية إلى دعم المنتجات الصديقة للبيئة، والتصدي لتلوث الهواء فضلًا عن مواجهة ظاهرة التغير المناخي.

 

وقد توجت جهود مصر باستضافة مؤتمر التنوع البيولوجي تحت عنوان “الاستثمار في التنوع البيولوجي من أجل صحة ورفاهية الإنسان وحماية الكوكب” والذي شهد مشاركة 195 دولة عام 2018، وهي الفعالية التي تشهدها قارة أفريقيا والوطن العربي للمرة الأولى وتحت رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ومشاركة الأمين العام للأمم المتحدة. وتولت مصر رئاسة مؤتمر التنوع البيولوجي في الفترة ما بين عامي 2018 و2020.

 

وأود أن نشارك العالم الجهود التي بذلناها في هذا الصدد كي تحذو الشركات حذونا.

 

دمج عوامل الاستدامة في أنظمة عمل الشركة وتحديد الأهداف

 

لنتحدث بداية عن الأساسيات، فإذا أردتم معرفة حجم التأثير الكبير الذي يمكن أن تحدثوه على العالم من حولكم، ينبغي أولا أن تكونوا على دراية بالقضايا الكبرى وكيف يمكن أن توائموا أهدافكم معها. في هذا الصدد، ربطنا كافة أنشطتنا وعملياتنا بأهداف التنمية المستدامة الـ 17 التي وضعتها الأمم المتحدة ونحتاج إلى تحقيقها بحلول عام 2030. يمكننا من خلال هذه الأهداف تقدير حجم التأثير الذي نريد إحداثه، وتبيين مدى أهميته لكل الأطراف ذات العلاقة.

 

بعد معرفة حجم التأثير الذي تريد أن تصنعه، حدد مؤشرات الأداء الرئيسية والمخطط الزمني المتعلق بإحداث التغيير المطلوب، واحرص على قياس التقدم المحرز خطوة بخطوة. يمكن أيضًا اتخاذ خطوة جريئة تتمثل في ربط الرواتب والعلاوات بأداء الاستدامة.

 

أعلن عن أهدافك واطلب من الشركاء المساهمة في تنفيذها

 

بعد تحديد الأهداف وكيفية قياس التقدم المحرز، أعلن عن خطتك لأن الشفافية أمر محوري في رحلتنا لتحقيق الاستدامة. لقد قمنا مؤخرا بنشر خطتنا الجديدة للاستدامة والتي تمتد لخمس سنوات مع إعداد تقرير بشأن التقدم المحقق كل ربع سنة. كما أننا نطلب من شركائنا المساهمة في الخطة ومساعدتهم في إيجاد الطرق التي يمكنهم من خلالها تحسين الاستدامة في عملياتهم وأنشطتهم عبر مشاركة المعرفة والتخطيط القابل للتنفيذ.

 

تكوين نموذج عمل يدعم الاقتصاد الأخضر

 

آخر خطوة في هذا المسار هو بناء نماذج عمل داعمة للاقتصاد الأخضر لأن هذا التوجه كفيل بإتاحة فرص عظيمة، حيث بلغ حجم الاقتصاد الأخضر قبل عامين حوالي 8 تريليون دولار كما أنه أحد القطاعات التي تشهد نموًا سريعًا مقارنة بقطاعات أخرى. ينبغي لقادة الأعمال حاليًا أن يتبنوا هذا التوجه وبذل الجهود لتزويد العملاء بقيمة كبيرة من جراء استخدام المنتجات والخدمات التي ينجم عنها حماية البيئة.

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى