واحة الأدب

ألماظ …قصة قصيرة

كتبت : علا محمد

بعد حمام صباحى ساخن خرجت منه تتهادى على نغمات أغنيتها المفضلة ، ألقت نظرة على زوجها الذى كان على وضعه الذى تركته عليه منذ ما يقرب النصف ساعة محملقا فى جريدته المفضلة بنفس النظرة البلهاء وربما لم يغير الصفحة من وقتها ، حلت فوطة شعرها وبدأت فى دهنه بزيتها الذى اشترته ولم تكمل ثمنه حتى الآن  ، مطلقة العنان لذخات من قطرات الماء انطلقت لتصل لوجه زوجها الذى استقبلها متأففا ماسحا إياها من على نظارته بطرف كمه فى غضب صامت، بطرف عينيها تأملت قوامها فى المرآه وابتسمت فى غرور وكيف لا وهى كانت ومازالت المطمح والمطمع لكل رجال الحارة منذ مراهقتها وحتى الآن ،تمشط شعرها  وتتركه منطلقا غجريا  ثم تبدأ فى دهان يديها وكعبيها بالكريمات المرطبة كما نصحتها البنت اللى بتعمل فيديوهات عالنت ،تكحل عينيها بالكحل الثقيل اللى اشترته بالشيئ الفلانى لتتشبه بنجمات المسلسلات التى طالما أضاعت الكثير من وقتها فى متابعتهم والبكاء على مآسيهم ومشاكلهم ، تفتح درجها باحثة عن أحمر الشفاه القانى الحمرة لتلون شفتيها الممتلئتين وتطبع قبلتها اليومية على المرآه

مثل نجمات الاعلانات والأفلام، من دولابها أخرجت عبايتها السوداء الجديدة ذات التطريز الكثير الخرز والترتر ،ترتديها وتستمتع ببريقها وومضاتها أمام المرآه ،تضع قرطيها الكبيرين فى أذنيها  والأساور المطلية بالذهب القشرة فى يديها فتثير ضجة وجلبة تكسر صمت المكان ، تستعد نعيمة ألماظ كما تطلق عليها صديقاتها لرجاحة عقلها وأفكارها المبتكرة لحل مشكلاتهن العويصة للإنطلاق لخروجتها اليومية لقضاء  بعض الوقت مع جاراتها ، تتذكر أنها نسيت أهم شيئ ، تفتح حقيبتها وتخرج زجاجة عطرها المفضلة سهر الليالى وتغرق نفسها فى سحابة عطرية خانقة ثم تفتح الباب ملقية نظرة اخيرة على قارئ الجريدة المستغرق قائلة له فى ضجر

” سلام يا راجل”

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى