مقالات

الأبناء واختيار الكلية

بقلم د.وسيم عزام
ان مرحلة الانتهاء من الدراسة الثانوية من اهم المراحل التى يجتازها طلاب الثانوية حيث يبدء كل طالب في البحث عن الطموحات واختيار تخصص بعينة ليلتحق به بالمرحلة الجامعية. متطلعا الي ابراز اضواء مستقبلة الذي يرسمة في خيالة ويحلم به. ومن هنا نجد ان الطالب في بعض الاحيان يقع في مأزق نتيجة اختلاف الاراء مع كلا من الاب والام, فكلاهما يحلم بمستقبل مشرق لابنائهم ليجعلهم في مصاف وابرز الخريجين في المجتمع. فدائما وابدا يحدث تسلط للاهالي في اختيار التخصصات والتدخل في رسم مستقبلهم من خلال اختيار كلية بعينها قد لا يريدها الابن او الابنة. وقد يري الطالب ان اختيار والدية لا يحقق طموحة وفيحدث مالا يحمد عقباه. حيث التدخل المفرط للاسرة في مستقبل الابناء بالتخطيط من جانب واحد واهمال رغبات الابناء والغاء شخصيتهم وهم لا يتفهمون ذلك اعتقادا منهم بانهم يعلمون اكثر ويتحلون بواسع الخبره وعلي دراية بما هو افضل لهم.
ان هذا التدخل قد يجعل الابن او الابنة يدخل في مجادلات ومهاترات مع والدية ويجعلة يسلك طريق التمرد مما يهدد من مستقبلة العلمي والخلقي. واثبت الدراسات التى تمت في بعض الدول العربية ان حوالي 18% من الاهل يقومون بالتدخل في شأن ابناءهم في اختيار التخصصات حيث ان بعض الاهالي يرغبون بشدة في جعل الابن يسلك مذهب والدية بتوريث مهنتة لزاما دون النظر لقدرات الابن او الابنة وما يرغبا به في تخصص معين. هذا يؤثر سلبا علي شخصية الابناء نفسيا واجتماعيا ومهنيا في المستقبل.
لذلك نجد أن هناك الكثير من الاسر يتدخلون في تحديد التخصّص الذي سيلتحق به ابنهم دون النظر إلى ما كان هذا التخصص سيتناسب مع قدراته النفسية وميوله العلمية والعقلية وأحلامه وطموحه أم لا.
فكل احلام الاهل تتركز في دخول ابناءهم كليات القمة سواء طب او هندسة لكي يتسابق الاهل في التفاخر بابنائهم وسط المجتمع والاهل والاحباب
. في بعض الأحيان انه قد يحقق الطالب التفوق في الكلية التي اختيرت له من قبل الأهل، لكنه بعد التخرج يلتحق بمهنة أخرى مخالفة لما درسه في تلك الكلية ولتخصصه، لكي يُرضي ذاته ورغبته في تحقيق حلمه، وفي نفس الوقت لم يخالف رأي والديه”.
ولهذا نجد أن سيطرة الوالدين على اختيارات أبنائهم تُنتج شخصا عديم الثقة في النفس ومحبطا، لا يستطيع حتى اتخاذ قرار في حياته دون الرجوع إليهما، فاقد الرضا عن الذات ومضطرب الهوية نتيجة لقمع حريته وحدوث شرخ في شخصيته..
أن تمسك الأهل برأيهم بشكل قهري يجعل الابن في تشتت نفسي قد يجعله عاجزا عن اختيار الطريق الأفضل بالنسبة إليه، ويضعف قدرته على النجاح وتحقيق أهدافه في الحياة.
، أن تدخل الآباء لفرض مستقبل بعينه على الأبناء، من شأنه أن يعلم الابن التبعية والاعتماد على الآخرين في كل شيء ويفقده الكثير من مقومات شخصيته بما في ذلك قدرته على اتخاذ القرارات، كذلك قد يعود الأمر بالسلب على مستقبله الدراسي والعلمي ليفشل في النهاية بالدراسة.
أن الابن يشعر بالقهر النفسي والاجتماعي عندما يقبل بالالتحاق بالكلية التي اختارها الأهل وبعد أن يتخرج ويحتك بسوق العمل يكتشف أنه غير قادر على مواجهة هذا العمل والتكيّف معه، وهو ما يجعله شخصا محبطا غير قادر على تحقيق ذاته ويتحطم مستقبله لمجرد انصياعه وراء رغبات الأهل.
أن ثقافة الاهل والرغبة في الوصول إلى مظهر اجتماعي مناسب في إطار من الأنانية الأبوية، كلها عوامل يكون ضحيتها الأبناء ومستقبلهم النفسي والعلمي، وللأسف هذه التدخلات الأبوية لا تقتصر على فئة أو مستوى اجتماعي معيّن، وإنما تمتد في كل طبقات وفئات المجتمع كإحدى الثقافات التي ترسّخت في المجتمع والتي لا يستطيع التخلي عنها..
فعلي الاهل النظر بعمق في احترام قدرات ورغبات ابناءهم ومساهمتهم في بناء مستقبلهم من خلال تنمية الافكار لديهم وتوجيهم وترك لهم مطلق الحرية في الاختيار والانسياق معهم في اختيارتهم ومساندتهم دوما حتي يصل الي ما يفهمة ويكون شخصا ناجحا له القدرة علي اتخاذ القرار ليخدم اسرتة ومجتمعة ووطنة. ويساعد في بناء بلده من خلال دعم ما يحبة. وكذلك ترك الابن او الابنة مطلق الحرية في الاختيار يعمل علي تهيئتة لدخول المجتمع الجامعي بكل تخصصاتة وحتي ينتج شخصا ناجحا مؤثرا في المجتمع. فعلي كل اب وام الانسياق وراء ابناءهم وبث فيهم روح الثقة ليحملوا راية الكفاح الممتزج بالنجاح وبداية مسيرة جديدة.
ومن ناحية اخري نري ان الجامعة لها دورا هاما في توجية وتنمية القدرات عند طلاب الجامعة والمقبلين لدخول التعليم الجامعي فنجد ان بجمعتنما جامعة طنطا يوجد مركز لتنمية القدرات والذي ينوي و يهدف لعمل ورش عمل للطلاب ألمقبلين لدخول الحياة الجامعية كما اكد ذلك السيد الاستاذ الدكتور محمود ذكي رئيس الجامعة والذي يبرز فية دور الجامعة في خدمة المجتمع والبيئة من هذا الاتجاه, حيث يهدف هذا المركز من عمل ملتقي فكري للشباب قبل بداية كتابة رغباتهم واختيار الجامعة والتخصص للمساعدة في تكوين الفكر التخصصي والمهني وتنمية روح الابداع عند الطلاب . ونوءكد ان جامعتنا جامعة طنطا لها الفضل الاعظم في قيادة جيل جديد من الشباب لاختيار كليتهم والانقياد لما هو يحقق متطلبات سوق العمل دون النظر الي كليات القمة ولكن القاء الضوء علي قدرات الطلاب القادمون من الثانوية علي مجتمع الجامعة المبهم لهم فكل الشكر لقيادت الجامعة بطنطا ورئيس الجامعة للاشتراك في رسم مستقبل مشرق لابناءنا والدعم الدائم لبناء شخصية تستطيع اتخاذ القرار.

بقلم دكتور وسيم عزام ..أستاذ بكلية الهندسة جامعة طنطا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى