ملفات وحوارات

لوحة شرف  لصدر العباسية والشيخ زايد بالدويقة

تقرير أعدته سماح سعيد:

تحدثنا  فى تقرير سابق  عن مستشفى صدر العمرانية وكم المعاناة التى عايشتها من التعامل غير اللائق  بالمرضى إلى الفوضى واللامبالاة بالعاملين هناك ، و هنا سأتحدث عن نماذج مضيئة لمستشفيات وزارة الصحة ، فعندما جاءت الإسعاف لتأخد والدتى  إلى مستشفى عزل الشيخ زايد فى منطقة منشية ناصر بالقاهرة  ، وصلنا فى الساعة الثانية والنصف من صباح يوم السبت 16 أكتوبر وعلى مدار الساعة قاموا بإجراء  التحليلات والأشعة من جديد ،  وعن ابتساماتهم و ترحيبهم واسلوبهم المرح فى التعامل معنا فحدث ولاحرج ، إلى أن غادرتنى أمى إلى غرفتها بالعزل والذى استمر على مدى 11 يوما منهم 6 فى العناية المركزة .

كان النهار بدأ يشقشق  فسألنى الجميع بالمستشفى كيف سترجعين إلى بيتك فى هذا الوقت ؟ ،فقلت لهم لا بأس سأستقل تاكسي لمكان سكنى فبادر عامل الإسعاف قائلا : أصلي الفجر وأوصلك لأقرب  منطقة لسكنك  ، وبالفعل ذهبت معه هو وزميله  واوصلونى لباب المنزل ، ومن ظهر يوم السبت تابعت مع الدكتور ياسر هانى حالة والدتى والذى لم يمل على مدار تلك الأيام من الرد على اتصالاتى أو الاستفسار، إلى ان خرجت والدتى وهى الآن فى تمام الصحة والعافية بفضل الله ومجهود ملائكة الرحمة أمثالهم.

ومن الجدير بالذكر أن مستشفى الشيخ زايد آل نهيان أنشئت منذ عام 2013 بتكلفة بلغت 270 مليون جنيه مصري بدعم إماراتي من صندوق أبوظبي للتنمية، ويقع  في منطقة منشية ناصر بمدينة نصر وهو حي شعبي لمحدودى الدخل لعلاج  1000 مريض يومياً ولخدمة نصف مليون مواطن مصرى

وينقسم المستشفى إلى قسم طوارئ وملحق به أربع سيارات إسعاف ،و استقبال يضم غرفة عمليات كبرى ومعمل تحاليل، وغرفة للانعاش، وتضم  140 طبيباً و120ممرضة و60 موظفاً، هذا وتشمل 150 سريراً تتوزع مابين العناية المركزة و القسم الداخلى والطوارئ ووحدة الغسيل الكلوي والتي تضم 30 سريرا لخدمة 80 مريضا وأخيرا وحدة علاج التصلب المتعدد لخدمة 2230 مريضا .

يضاف الى ذلك وحدة علاج  السكتة الدماغية و التشخيص عن بعد ، وكذلك بنك الدم ومعمل تحاليل طبية، وقسم أشعة، وقسما للعيادات الخارجية يضم 14عيادة و يشرف عليها اختصاصيون واستشاريون في جميع التخصصات، وقد شارك المستشفى بالعديد من البرامج الرئاسية منها صحة المرأة، والتشخيص المبكر للأمراض الوراثية لحديثي الولادة ،وقوائم الإنتظار،إلى أن تحول إلى عزل كامل لمرضى كورونا .

مستشفى الشيخ زايد بالدويقة

أما عن قصتى مع مستشفى صدر العباسية فلن أزد الكثير عن  سابقيهم سواء فى  لياقتهم فى التعامل أو التواضع والتعاون معى ومع كم المرضى الذى رأيتهم هناك، فقد فكانت سبقت ابنتي  الصغيرة  والدتى باصابتها بفيروس كورونا ،وفى اليوم الخامس عندما فشلت المسكنات وأدوية البرد فى علاجها طلبت الدكتور محمد عيد مدير صدر العباسية  للاستشارة فما كان منه إلا أنه سرعان مع أتصل بى وطلب منى إحضارها للمستشفى لأخذ مسحة وعمل اللازم، وبالفعل ذهبنا انا وزوجي وابنتى الي هناك وما رأينا إلا الاهتمام وحسن المعاملة، وهذا ليس بجديد على صرح بقيمة وعظمة وتاريخ تلك المستشفى العريقة لاننى ترددت عليها أكثر من مرة اما للعلاج أو بطبيعة عملى كصحفية مسئولة عن وزارة الصحة .

نبذة تاريخية عن مستشفى صدر العباسية

منذ نشأة وزارة الصحة المصرية في عام 1936 وهى تولى إهتماماً كبيراً بمرضى الأمراض الصدرية والدرن كان قرار  الدكتور محمد شاهين باشا (وكيل وزارة الداخلية للشئون الصحية ) وهو أول وزير صحة بمصر بإنشاء العديد من المستشفيات والمستوصفات لأداء الخدمة الصحية في هذا المجال ،وكان إنشاء صدر العباسية كأول مستشفى نوعي متخصص في علاج الأمراض الصدرية عامة ومرضى الدرن خاصة .

تم إفتتاحه رسمياً عام 1938 بسعة أربعمائة سرير و زيادته لاحقاً إلى مايقرب من الف سرير ، وفي عام 2002 قامت الإدارة العامة للأمراض الصدرية بوزارة الصحة بإجراء دراسة عن مدى إنتشار الدرن المقاوم للأدوية في مصر والتي تم بناء على نتائجها إتخاذ الإجراءات التنفيذية لعلاج تلك الحالات ،حيث كان لمصر السبق في علاج مرضى الدرن المقاوم للأدوية في منطقة الشرق الأوسط بإفتتاح قسم بسعة خمسة وستين سريرا لعلاج هؤلاء المرضى بالمستشفى عام 2006 ،ومازال المستشفى يقوم بأداء دوره الفعال في مجال علاج مرضى الجهاز التنفسي .

أردت أن استشهد ب3 نماذج للمستشفيات لاوضح أن الفارق هو الإدارة وليست الإمكانيات المادية ، فجميعهم يعانوا من أزمات اقتصادية ولكن هناك من يعرف قيمة الرسالة السامية التى وضع لأجلها وهى إنقاذ حياة المرضى، فكما أظهرت الوجه القبيح لمستشفى صدر العمرانية أردت تسليط الضوء على الوجه المشرق و  النماذج الناجحة فى إدارتها واطالب المسؤولين عن قطاع الصحة بمعاقبة أى مقصر وتكريم المجتهدين كى يصبحوا   نموذجا يحتذى به في العطاء و الأداء المتميز خاصة انهم يمثلون ملائكة الرحمة و يتعاملون مع مرضي غالبا ما يكونوا في أضعف حالاتهم.

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى