مقالات

مُعلمة الدقهلية مُذنبة أم ضحية ؟

بقلم سماح سعيد:

حاصرتنا الأيام الماضية فضيحة مُعلمة المنصورة في أثناء رقصها مع زملائها فى إحدى البواخر النيلية فى رحلة ترفيهية نظمتها المدرسة إلى القاهرة ، وبين المؤيد لعقابها والمعارض تتضح حقيقة واحدة إننا شعب  يدمن الفضائح بدلا من سترها وان السوشيال ميديا كشفت ما يكمن بداخلنا من عوار أخلاقي ونواقص فى التربية وعقد نفسية .

حاولت النظر للموضوع من كافة جوانبه لأصل إلى نتيجة أن الكل مخطئ وليست المُعلمة فقط ، فالمُعلمة بلا شك مذنبة فى حق نفسها قبل حق أسرتها ومجتمعها ، ومن يبرر فعلتها بانها حرية شخصية ، فإن كنت رجلا فحدثنى ماذا لو رأيت زوجتك أو إبنتك أو أختك أو والدتك تتراقص هكذا وتتلامس بجسدها مع رجال غرباء عنها وعلى مرأى ومسمع من العامة؟ .

وإن دافعت عنها بعض السيدات من باب الشفقة فأقول لكم «لا خير فيمن لا يستحي من الناس» ، فتلك السيدة هى سفيرة لأسرتها بأخلاقها التى ربتها قبل أن تتزوج ، وبعد زواجها يجب أن تراعي زوجها وأبناءها فى سلوكياتها داخل البيت أو خارجه وفى السر وفى العلن لأنه سينعكس عليهم ، فهى بوتقة للأخلاق يتعلم منها الأجيال القادمة ،إذا ما صحت صحوا وإذا ما فسدت فسدوا ، ونحن فى نهاية الأمر مجتمع شرقى به مجموعة من العادات والتقاليد التى يجب مراعاتها ، فالتعامل مع زميل العمل له قوانينه فمن الجائز التحدث معه بحكم طبيعة عملكم وأحيانا الضحك والهزار ولكن فى حدود الأدب والإحترام .

والكلام لا يختص بمهنة التدريس فقط إنما كافة المهن سواء طبيبة أو مهندسة أو صحفية وغيرهم ، إن  المجتمع لم يشجع على خروج المرأة للعمل من أجل تبجحها وإنما مساواة بالرجل وضمان استقرار  أوضاعها المادية والأسرية، وأنا كامرأة لا أدعى المثالية ولا أملك جلدها لأننا فى النهاية بشر وكلنا خطاؤن وخير الخطائين التوابون، وهناك من تفعل أفعال يندى لها الجبين سرا ، وحتى فى العلن لا يأتى ما فعلته المُعلمة شيئا بجانب ما نراه فى الحفلات والمهرجانات سواء فى الإبتذال الشكلى أو السلوكى ، ومن هنا أنادي لكل من  يتشدق  بسيرة تلك السيدة أو تداول الفيديو اللعين لها ،حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوها حتى وإن أخطأت فيجب تقويمها وليس ذبحها .

وما أثار حفيظتى أن الجميع  تحدث عن المُعلمة فلماذا لم نتحدث عن زملائها من الرجال  الذين تبادلوا الرقص معها ، هل هذا حلال لهم وحرام عليها؟ ، الذى يرقص أمامها بالتأكيد له زوجة أو خطيبة ستغضب إذا ما رأته يتراقص مع زميلته بهذا المنظر ، ولماذا لم يقم المجتمع بنهش سيرتهم مثلما حدث مع المُعلمة ؟، وأخيرا أرى أن من صور هذا الفيديو وتداوله هو المذنب الحقيقي الذى ينبغى محاكمته حتى يكون عبرة لمن تسول له نفسه ، لأن ما فعله لا يقل جرما عن القتل والسرقة وغيرها من الجرائم التى يعاقب عليها القانون،  الفرق إن الأخرى تصيب الضحية بأذى مادي أو جسدي أما هنا فوقع الجريمة معنوي ونفسي ،فلنتقى الله فيما نفعل ولندع الخلق لخالقه هو من يحاسبه ولنبتعد قليلا عن دور القاضى والجلاد يا معشر المتطفلين فى ثوب الملائكة .

https://masrelbalad.net/2021/12/31/%d8%a3%d9%86%d8%b3%d9%81-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%8a%d9%85/

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة
زر الذهاب إلى الأعلى