“الكفاية الإنتاجية” و”تطوير التعليم” يتعاونان لاستقبال طلاب معهد “الكوزن” الياباني
شهد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومحمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مراسم توقيع بروتوكول تعاون بين مصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني وصندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء، وذلك بدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي “جايكا”.
يهدف البروتوكول إلى استقبال طلاب معهد الكوزن المصري الياباني بمركز التدريب المهني التابع لمصلحة الكفاية الإنتاجية بالعاشر من رمضان، ابتداءً من العام الدراسي المقبل، في إطار رؤية متكاملة لتطوير التعليم الهندسي والتكنولوجي وتوفير كوادر فنية مؤهلة تلبي متطلبات سوق العمل المحلي والدولي، خاصة في مجالات الإلكترونيات الدقيقة، الطاقة الخضراء، والرقائق الإلكترونية.
وقع الاتفاقية كل من اللواء مهندس إيهاب رمضان، رئيس مصلحة الكفاية الإنتاجية، والدكتورة رشا شرف، الأمين العام لصندوق تطوير التعليم، بحضور نخبة من مسؤولي “جايكا” والسفارة اليابانية بالقاهرة، والدكتور هاني هلال، وزير التعليم العالي الأسبق والأمين العام للشراكة المصرية اليابانية للتعليم.
كامل الوزير: “يوم مشهود للصناعة والتعليم الفني”
وفي كلمته، وصف الفريق كامل الوزير هذا اليوم بـ”المشهود” في مسيرة الصناعة والتعليم الفني بمصر، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يعزز تنفيذ المحور السادس من خطة الدولة العاجلة للنهوض بالصناعة، والذي يركز على تأهيل وتدريب الكوادر البشرية بالتعاون مع الكيانات الصناعية والجهات التعليمية.
وشدد الوزير على أهمية التنسيق بين مصلحة الكفاية الإنتاجية واتحاد الصناعات والغرف الصناعية لتأهيل الفنيين والعمال قبل التحاقهم بسوق العمل.
وأوضح أن الوزارة وقعت 40 بروتوكول تعاون مع كبرى الشركات الصناعية للمشاركة في تشغيل وتطوير مراكز التدريب التابعة للمصلحة، وفتح تخصصات جديدة تلبي احتياجات السوق.
وأكد حرص الدولة على الاستفادة من التجربة اليابانية في إعداد الكوادر الفنية، موجهًا الشكر للوزارات المعنية على دورها في دعم المركز التكنولوجي للصناعات الهندسية بالعاشر من رمضان، في ضوء التحديات الدولية الجديدة، خاصةً ما يتعلق بآلية تعديل حدود الكربون الأوروبية (CBAM) التي ستُطبق بدءًا من 2027.
عاشور: “تعاون ناجح مع جايكا.. ودعم لإنشاء جامعة النقل”
من جانبه، وصف الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، التعاون بأنه نموذج ناجح للشراكة مع “جايكا”، مؤكدًا أهمية برنامج “كوزن” الذي يُطبق بعد المرحلة الإعدادية لتخريج فنيين مؤهلين للعمل في قطاعات الصناعة المتقدمة.
وأشار الوزير إلى أن التجربة اليابانية في التعليم الفني والتكنولوجي أثبتت جدارتها، كما في نموذج الجامعة المصرية اليابانية، موجهًا الشكر للفريق كامل الوزير على دعمه لملف “جامعة النقل” المرتقبة، والتي ستكون منصة تعليمية متخصصة تواكب الطفرة في قطاعات النقل والصناعة.
عبد اللطيف: “التعليم الفني ركيزة التنمية الاقتصادية”
بدوره، أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن تطوير التعليم الفني هو أحد أعمدة بناء مستقبل مصر الصناعي والاقتصادي، مشيرًا إلى أن نموذج “كوزن” الياباني يعد من أنجح التجارب في تأهيل الفنيين، إلى جانب نموذج “دون بوسكو” الإيطالي.
وكشف الوزير عن جهود موسعة للتعاون مع الجانب الألماني لتأسيس مدارس ومراكز تميز فنية بمعايير دولية، تمنح خريجيها شهادات معترف بها عالميًا، وتتيح لهم العمل في كبرى الشركات داخل مصر وخارجها، موضحًا أن الوزارة تعمل على تعميم التعليم المزدوج الذي يجمع بين الدراسة النظرية والتدريب العملي داخل المصانع.
وأكد أن هذا التوجه سيسهم في جذب الاستثمارات الصناعية وتعزيز دور خريجي التعليم الفني في دعم الاقتصاد الوطني، مشددًا على التكامل القائم مع وزارة الصناعة لتوفير التدريب العملي بالمصانع الحكومية.
رشا شرف: “نقلة نوعية في جودة الخريج وربطه بسوق العمل”
وأوضحت الدكتورة رشا شرف، أمين عام صندوق تطوير التعليم، أن نظام “كوزن” التعليمي هو برنامج هندسي متكامل يستمر لخمس سنوات بعد المرحلة الإعدادية، ويعتمد على التدريب العملي والتجارب التطبيقية بشكل مكثف، بهدف إعداد خريجين ذوي مهارات تقنية متقدمة، تؤهلهم لمواصلة دراستهم في الجامعات التكنولوجية أو كليات الهندسة.
وأكدت أن البرنامج يمثل شراكة استراتيجية حقيقية بين الحكومة المصرية والجانب الياباني، ويعد خطوة نوعية لربط التعليم بسوق العمل المحلي والدولي.
إيهاب رمضان: “مركز العاشر من رمضان جاهز لاستقبال الطلاب”
ومن جانبه، أشار اللواء مهندس إيهاب رمضان، رئيس مصلحة الكفاية الإنتاجية، إلى أن البروتوكول يتضمن قبول أول دفعة من طلاب معهد “كوزن” في سبتمبر 2025، بمقر المركز المهني بالعاشر من رمضان، مشيرًا إلى أن المركز يتمتع ببنية تحتية متطورة من ورش ومعامل ومعدات تدريب حديثة.
وأضاف أن المركز سيشارك في إعداد برامج تدريبية متقدمة في التخصصات الصناعية الحديثة، وتبادل الخبرات الفنية، إلى جانب تدريب مدربي المعهد الياباني، بما يسهم في تأهيل جيل من الفنيين والمهندسين قادر على الابتكار والمنافسة، في إطار خطة الدولة لجعل مصر مركزًا إقليميًا للصناعة المتطورة.
خلفية عن نظام “كوزن” المصري الياباني
يُعد “كوزن” المصري الياباني نظامًا تعليميًا تقنيًا متطورًا مستلهمًا من النموذج الياباني، ويستهدف الطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية، ويستمر لمدة خمس سنوات. ويمنح الخريجون دبلومة فنية متقدمة تؤهلهم للالتحاق بالجامعات التكنولوجية أو كليات الهندسة والحاسبات، مع التركيز على التدريب العملي والتقنيات الحديثة منذ المراحل الدراسية الأولى.
ويهدف هذا النظام إلى تطوير التعليم الفني في مصر، وإعداد كوادر بشرية مدربة وقادرة على مواكبة التحولات الصناعية العالمية، والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
