رئيس “مركز التميّز الأفريقي لنقل التكنولوجيا” فى حوار خاص لنافذة مصر البلد

أجرت الحوار/ سماح سعيد
في سياق فعاليات النسخة الثالثة من مؤتمر “Informatics for Innovation Technology in Africa” لعام 2025، الذي تنظمه “ASRIC – OI”، تتجدد النقاشات حول دور التكنولوجيا والابتكار في تحقيق التنمية المستدامة وتمكين المجتمع الأفريقي.
وقد انعقد المؤتمر هذا العام تحت شعار “الهندسة والمعلوماتية لتمكين المجتمع الأفريقي والابتكار الشامل”، ركّز على محورين رئيسيين: التنمية المستدامة وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في مختلف القطاعات.
وفي هذا الإطار، أجرينا هذا الحوار مع الدكتور محمد مختار، رئيس هيئة الاستشعار عن بُعد الأسبق، والرئيس التنفيذي لمركز التميّز الأفريقي لنقل التكنولوجيا، الذي يعد أحد أبرز الأصوات الداعمة لبناء منظومة ابتكار أفريقية قادرة على تحقيق الاكتفاء التكنولوجي وتعزيز التعاون بين البحث العلمي والصناعة.
حيث يتحدث عن رؤية المركز، وتحديات نقل التكنولوجيا في أفريقيا، ودور المؤتمر في دعم الابتكار وبناء القدرات العلمية على مستوى القارة.
_بدايةً، حدثنا عن فكرة مركز التميّز الأفريقي وكيف بدأت؟
*الفكرة كانت موجودة منذ فترة طويلة، لكن ما كان ينقصها هو العزيمة والإاصرار على تحويلها إلى مشروع ملموس، فهدفنا كان إنشاء شيء يتطلب مجهودًا كبيرًا لكنه يعود بالنفع على كل أفريقيا. على مدار أكثر من أربع سنوات من اللقاءات والمناقشات، تمكنا من بلورة هذا المجهود ليصبح اليوم مركز تميّز معترف به عالميًا، يفتح المجال لكل من لديه أفكار لبناء التكنولوجيا، ويتيح لنا أن نسأل: “ما الذي ستقدمه أفريقيا، وما الذي يمكن أن نحصل عليه منها؟”.
_ ما الدور الأساسي الذي يقوم به المركز في سياق نقل التكنولوجيا؟
*المركز يمثل الحلقة المفقودة في نقل التكنولوجيا بين الصناعة والمراكز البحثية والجامعات، فقد كانت المشكلة الأساسية في أفريقيا هي أن الباحثين غالبًا لا يعرفون كيفية إيصال اختراعاتهم ونتائج أبحاثهم للصناعة، وبدورها الصناعة لا تعرف كيف تطلب احتياجاتها من المراكز البحثية، هذا الفراغ هو ما نحاول سدّه عبر المركز.
_كيف يتم تنظيم العضوية في المركز؟
*العضوية مفتوحة لكل من يمتلك القدرة على العطاء في البحث العلمي أو الابتكار، سواء كانوا باحثين، أو مطورين أفكار، أو اقتصاديين لتقييم تأثير الابتكار على الاقتصاد، أو مختصين قانونيين لضمان سير عملية نقل التكنولوجيا بشكل سليم، فهدفنا هو بناء نظام بيئى للابتكار يربط المراكز البحثية، الجامعات، الصناعة، والمؤسسات الابتكارية على مستوى القارة الأفريقية.
_وما المقصود بـ”بيئة الابتكار” التي تحدثتم عنها؟
* بيئة الابتكار هي نظام متكامل يسمح لكسر الاعتماد على المعرفة الأجنبية والسيطرة الأوروبية على البيانات، ليتمكن الأفارقة من إدارة ابتكاراتهم وتطبيق نتائج أبحاثهم بأنفسهم، نحن نوفر أدوات وخبرات متخصصة لتقييمها، وضمان حقوق كلا من الباحث والمصنع،بحيث يحصل على تقييم علمي دقيق يضمن حقوق الطرفين، ويخلق فرصًا فعلية للتعاون الصناعي.
_ وكيف يتم ربط الباحثين بالصناعة بشكل عملي؟
* لدينا نظام تقييم دقيق للابتكارات، حيث يتم تصنيف كل عضو وفق دوره في عملية نقل التكنولوجيا،ونحن نوفر مستشارين متخصصين لتقييم قيمة الابتكارات، وتُعرض النتائج على جميع الأطراف المعنية لضمان مطابقة التقييم مع الواقع، ثم نبدأ الإجراءات القانونية اللازمة لحماية حقوق جميع للاطراف، بحيث نضمن ربط المبتكرين بالصناعة بشكل مباشر وفعّال .
_ كلمة أخيرة حول الدعم الذي تلقيتموه؟
*الدعم الكبير الذي تلقيته من الدكتور عبد الله الدهشان، مؤسس جامعة العبور ، كان له أثر بالغ في تحويل الفكرة إلى واقع ملموس،لذا فإن المبادرة ليست مجرد مركز بحثي، بل جسر يربط بين الابتكار والاقتصاد، ويساهم في مستقبل أفريقيا العلمي والصناعي.





