“المؤتمر الدولي الثاني للتعليم التكنولوجي” يبحث تحديات التوظيف ونظم المعلومات

كتبت سماح سعيد:
عُقدت جلسة نقاشية على هامش “المؤتمر الدولي الثاني للتعليم التكنولوجي“حول “مستقبل الوظائف وسوق العمل ونظم المعلومات”، في ظل الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي، برئاسة الدكتور هاني منيب الأستاذ المتفرغ بكلية الهندسة جامعة حلوان.
حيث ناقش الخبراء فى جلسة “المؤتمر الدولي الثاني للتعليم التكنولوجي”تحديات وفرص التحول الرقمي، وتأثير التكنولوجيا على المهارات الوظيفية المطلوبة، ومستقبل الوظائف في العصر الرقمي.
بالإضافة إلى تأثير نظم المعلومات على سوق العمل، وكذلك دعم البنية التحتية الرقمية ووضع سياسات لتنظيم العمل عن بُعد.
في مستهل الجلسة تحدثت الدكتورة رشا شرف الأمين العام لصندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء المصري، عن مرصد سوق العمل الدولي، وهو مبادرة إستراتيجية تهدف إلى تعزيز توافق مخرجات التعليم مع المتطلبات العالمية، وتصدير العمالة الماهرة.
وأكدت أن الهدف هو ربط التعليم باحتياجات السوق العالمي، ودراسة متطلبات العمل الدولي وتأهيل الكوادر وفقًا للمعايير العالمية.
وذلك بالتنسيق مع وزارات التعليم العالي والعمل، وتوفير فرص عمل خارجية للشباب مما يسهم في الحد من البطالة وزيادة تحويلات العملة الأجنبية.
وأشارت إلى آليات عمل مرصد سوق العمل الدولي، من خلال التنسيق مع الجهات المحلية والدولية، والتعاون مع الوزارات (مثل التعليم العالي، الشباب والرياضة) للتدريب والتأهيل.
كما أشارت إلى إقامة الشراكات مع الكيانات الدولية لرصد فرص العمل وتحديد المهارات المطلوبة، مثل؛ الاتحاد الأوروبي، ودول الخليج.
كما أكدت ضرورة تسريع وتحديث المناهج التعليمية لمواكبة المتغيرات العالمية، وموضحة أن هذا المرصد يُعد جزءًا من إستراتيجية أوسع لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لإمداد الأسواق العالمية بعمالة مؤهلة، مع التركيز على القطاعات التكنولوجية والزراعية.
ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد سعد عميد الكلية المصرية الألمانية للتكنولوجيا بجامعة أسيوط التكنولوجية الدولية، أن مستقبل الوظائف في سوق العمل يتسم بالتحولات الجذرية والفرص الواعدة، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة.
و أشار إلى التركيز على المهارات التكنولوجية المتقدمة، مؤكدًا إعداد خريجين متسلحين بالمهارات التكنولوجية المطلوبة في الصناعات الحديثة، مثل، الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وتدريب الطلاب على تصميم وتشغيل الأنظمة الآلية في معامل متخصصة مًجهزة بأحدث الأجهزة.
إضافة إلى تكنولوجيا الميكانيكا والكهرباء التي تساعد في تطوير مهارات الطلاب في مجالات، مثل الهيدروليك، والنيوماتيك، والتحكم الآلي (CNC).
وشدد على ضرورة التكيف مع متطلبات سوق العمل المحلي والدولي بربط المناهج بالصناعة، ومراعاة تصميم البرامج الدراسية؛ لتكون مواكبة لاحتياجات القطاعات الصناعية، مثل، الطاقة المتجددة، والتحول الأخضر.
وأوضح دور الكلية في نجاح خريجيها في المشاركة بمشروعات قومية، مثل تصميم ماكينة لإعادة تدوير مخلفات الموز وتصنيع خيوط صالحة للاستخدام، وتطوير أنظمة الطاقة الشمسية، بجانب ابتكار معدات صناعية ذكية تستخدم في المصانع الكبرى.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور جان هنري القائم بأعمال رئيس جامعة بني سويف التكنولوجية، أهمية الربط مع الصناعة كإستراتيجية حيوية لتطوير القوى العاملة ودفع الاقتصاد.
ونوه إلى أن تخريج كوادر مؤهلة وقادرة على سد فجوة المهارات يتطلب تصميم مناهج حديثة ومواكبة للمتطلبات المستقبلية، بالتعاون مع الشركات الصناعية، وذلك لضمان تعلم الطلاب خبرات مثل،التحكم الآلي، وتكنولوجيا الطاقة.
ولفت إلى إنشاء وحدات متابعة الخريجين بالجامعة لتقييم أدائهم في الشركات وتطوير المناهج بناءً على ملاحظات أصحاب العمل.
كما لفت إلى ضرورة الربط بين البحث العلمي والصناعة؛ لتشجيع الطلاب على تطوير حلول لمشكلات صناعية حقيقية، مثل تقليل فاتورة الاستيراد عبر تصنيع مكونات محلية.
بينما أوضح الدكتور عربي كشك رئيس جامعة الدلتا التكنولوجية، أن البنية المرجعية للجامعات الذكية وعلاقتها بسوق العمل.
حيث تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية، وهي؛(التكامل التكنولوجي)، من خلال دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء (IoT) في البنية التحتية للجامعات؛ لإنشاء حرم جامعي ذكي يوفر تجربة تعليمية متكاملة.
فضلًا عن توافر المنصات الرقمية وتطوير منصات مثل نظام إدارة التعلم (LMS)،ونظم تخطيط موارد المؤسسات (ERP) لتسهيل الإدارة الأكاديمية والمالية، كما تم تطبيقه في الجامعات ضمن خطة التحول الرقمي.
هذا بجانب الأمن السيبراني لضمان حماية البيانات والبنية التحتية الرقمية عبر تطوير سياسات أمنية متقدمة، خاصة مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا في التعليم.
و تطرق إلى دور الجامعات الذكية في سوق العمل وتأهيل خريجين رقميين قادرين على تصميم برامج دراسية تركز على المهارات التكنولوجية المطلوبة في سوق العمل، مثل تحليل البيانات والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع شركات مثل “أمازون ويب سيرفيسز” لتدريب الطلاب.
كما تطرق إلى ضرورة الشراكات الصناعية التي تعمل على ربط المناهج باحتياجات القطاعات الصناعية عبر بروتوكولات مع الشركات الكبرى؛ مما يضمن توظيف الخريجين مباشرة في مجالات مثل التصنيع الذكي والطاقة المتجددة.
فضلًا عن التدريب المستمر وتقديم الدورات للطلاب والخريجين في التكنولوجيات الحديثة مثل الحوسبة السحابية، عبر مبادرات مثل “تعليم عالٍ آمن رقميًا”.
وأشاد بنموذج بنك المعرفة المصري ونجاحه كمنصة رقمية داعمة للتعلم والبحث، حيث تم الإشادة به من قبل اليونسكو واليونيسيف.
جدير بالذكر أن “المؤتمر الدولي الثاني للتعليم التكنولوجي” يقام برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبرئاسة الدكتور أحمد الجيوشي أمين المجلس الأعلى للجامعات التكنولوجية، تحت شعار “تعليم اليوم من أجل وظائف الغد”.