أهم الأخبارمقالات

بارقة أمل.. مؤتمر السكان يكتب فصولًا جديدة في مستقبل الصحة

بقلم/ سماح سعيد

اسدل الستار منذ أيام على فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية، الذي عُقد خلال الفترة من (12 إلى 16) نوفمبر، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي،رئيس الجمهورية،وافتتحه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، تحت شعار، «تمكين الأفراد.. تعزيز التقدم.. إتاحة الفرص».

من وجهة نظري، يمكن التأكيد أن المؤتمر شكّل منارة علمية ومعرفية استقطبت خبرات محلية ودولية واسعة،فقد كان الكم الكبير من المعلومات والحوارات المتعمقة كفيلًا بأن يجعل الإحاطة بكل تفاصيل الحدث مهمة شبه مستحيلة،حيث كانت الجلسات وورش العمل تنطلق يوميًا من العاشرة صباحًا وحتى السادسة مساءً، لتطرق موضوعات جوهرية تمس صحة الإنسان وجودة حياته في كل مراحل العمر.

 

فلم يكن المؤتمر مجرد منصة لمناقشة القضية السكانية، بل ذهب إلى ما هو أعمق، حيث تناول الصحة والتنمية البشرية بمنظور شامل يبدأ من الطفولة مرورًا بالشباب وحتى الشيخوخة،فقد استوقفنى عنوان إحدى ورش العمل تحمل عنوان«الاستثمار في الفتيات»، والتي ناقش خلالها الخبراء آليات حماية الفتاة من المشكلات المجتمعية وتمكينها كركيزة أساسية للتنمية،كما عُرضت تجارب عالمية في رعاية كبار السن، أبرزها نموذج اليابان الذي يخصص مدنًا كاملة لتلبية احتياجاتهم وتعزيز جودة حياتهم.

 

وحدث ولا حرج عن المشاركة في المؤتمر لتؤكد مكانته الدولية المتنامية، إذ تجاوز عدد الحضور 46 ألف مشارك، وتضمن الحدث 198 جلسة وورشة عمل ودورة تدريبية،بالإضافة إلى مشاركة 794 متحدثًا ومحاورًا من بينهم أكثر من 130 خبيرًا دوليًا و32 وزيرًا ومسؤولًا حكوميًا، إلى جانب ممثلين عن 120 جهة دولية وإقليمية ووطنية.

 

وفى النهاية يخرج المؤتمر بحزمة من النتائج التي تمثل خطوة واسعة نحو مستقبل صحي أكثر استدامة، من أبرزها،(توقيع 8 بروتوكولات تعاون لتعزيز الرعاية الصحية والتنمية البشرية،إطلاق المنصة الرقمية للسياحة الصحية «تور فور كيور»،اعتماد الاستراتيجية الوطنية للصحة الرقمية المصرية كمرجع للدول العربية من مجلس وزراء الصحة العرب،إعلان مصر خالية من مرض التراكوما).

وهنا قد يتساءل البعض عن جدوى مثل هذه المؤتمرات ومردودها المباشر على المواطن،وخلال متابعتي المكثفة، بدا واضحًا أن الطريق نحو تطوير شامل للمنظومة الصحية يجرى تمهيده بخطوات ثابتة،صحيح أن النتائج قد لا تظهر بالسرعة المطلوبة، إلا أن أثرها التراكمي سيُحدث فارقًا حقيقيًا في حياة المواطنين خلال السنوات المقبلة.

من الإنصاف توجيه الشكر للدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة، الذي تابع فعاليات المؤتمر لحظة بلحظة متنقلاً بين الورش والجلسات طوال أيامه الأربعة،كما يستحق الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي للوزارة، تقديرًا خاصًا لدوره المحوري باعتباره مايسترو التغطية الإعلامية لهذا الحدث الضخم.

وخلاصة القول،لم يكن مؤتمر السكان مجرد فعالية دولية، بل تجربة إنسانية ومعرفية متكاملة تُسهم في رسم طريق أكثر إشراقًا لمستقبل الصحة والتنمية البشرية في مصر والمنطقة.

سماح سعيد

سماح سعيد كاتبة صحفية مصرية،عضو نقابة الصحفيين
زر الذهاب إلى الأعلى