تسريب أم غش

بقلم سماح سعيد :
فى السنوات الاخيرة اصبحت ظاهرة تسريب إمتحانات اتمام الشهادة الثانوية العامة شبحا يطارد الطلبة واولياء امورهم ، الذين يقتطعون من أقواتهم من أجل استكمال ابنائهم لتلك السنة الدراسية الصعبة ، هى بمثابة كابوس كل بيت.
وبينما يواصل الطلبة جهدهم وتعبهم لعبور عنق الزجاجة يأتى طالب آخر او شخص مجهول ليس له مصلحة سوى إفساد فرحة كل مجتهد بإجتياز إمتحانه و يقطع عليه جنى ثمار تعبه طوال العام ويحاول تسريب الامتحانات بإجاباتها ليتساوى معها المجتهد والفاشل ، ويتساوى معها من كد واجتهد ومن أخذ المعلومة تك واى عبر شبكات الانترنت .
وهنا أردت ان استوضح الفرق بين تسريب الامتحان وبين الغش وعقوبة كلا منهما ،
_التسريب هو طبع او نشر او إذاعة او ترويج أسئلة الامتحان واجابتها سواء بأجهزة الاتصال او الوسائل التقنية الحديثة قبيل بدء الوقت المحدد للإمتحان ولو بثانية ، وفى تلك الحالة يعاقب الطالب بإلغاء امتحانه فى جميع المواد الدراسية أى ضياع العام الدراسى بأكمله عليه ،ويصبح راسباً وفقاً للمادة رقم 3من القرار الوزارى رقم73 ودفع غرامة تبدأ من 10 آلاف جنيه وقد تصل إلى 50 ألف جنيه .
اما إذا قام بالتسريب عاملا أو غيره من القائمين على العملية التعليمية فيعاقب بدفع غرامة من 100ألف جنيه إلى 200 ألف جنيه بالاضافة إلى سجنه من عام الى عامين .
_وفى حال بدء الامتحان وحاول طالب نشر الامتحان او إجابات له وهو ما يطلق عليه مصطلح الشروع فى الغش فإن الطالب يُعاقب بحرمانه من استكمال الامتحان فى المادة ودفع غرامة تتراوح ما بين 5000 الى 10000.
والسؤال الذى يطرح نفسه هنا إلى متى سنظل محل سخرية العالم وأضحكوته ونحن نتساءل فى نفس التوقيت من كل عام هل هو تسريب ام غش ؟ ،وزارة التربية والتعليم تظل دائما تدفع بشبهة التسريب عن نفسها ، وكأن الغش مباح .
فى الحالتين هما وصمة عار على وزارة منوط بها تربية وتعليم اجيال ، وهو تأكيدا وإعلانا لفشلها فى المنظومة بأكملها سواء طلبة او مدارس او مدرسين او مناهج.
إستفيقوا يرحمكم الله لان ما بين التسريب والغش تئن آهات الطالب المتفوق والمتميز وتذهب أحلامه واماله هباء لتتوه بين خطى العابثين .




