“جامعة قناة السويس” تستضيف المؤتمر الرابع للحوار الحضاري بين الصين وأفريقيا

نظمت “جامعة قناة السويس” فعاليات المؤتمر الرابع للحوار الحضاري بين الصين وأفريقيا، تحت عنوان “القيمة المعاصرة للحكمة الكلاسيكية — إلهام الحضارات القديمة الصينية والأفريقية في مواجهة التحديات العالمية الراهنة”، والذي نظمه معهد كونفوشيوس بالجامعة بالتعاون مع المعهد الصيني الأفريقي في بكين.

وتعليقاً على عقد المؤتمر ، أعرب الدكتور ناصر مندور رئيس “جامعة قناة السويس” عن اعتزازه باستضافة هذا الحدث الدولي المهم، مشيراً إلى أن التقاء الحضارات القديمة يحمل قيماً إنسانية نبيلة تسهم في إلهام العالم في مواجهة التحديات الراهنة.

من جانبه، أكد”لياو لي تشيانغ “سفير الصين بالقاهرة على تميز العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن المؤتمر يعد منصة فكرية رفيعة المستوى لتبادل الخبرات والثقافات، ويعكس الرؤية فى بناء مجتمع عالمي يقوم على الحوار والتفاهم والتكامل الحضاري.

وأوضح أن مصر كانت من أوائل الدول الداعمة لمبادرة الحزام والطريق، وتمثل بموقعها الجغرافي المتميز وممرها الملاحي العالمي “قناة السويس” نقطة ارتكاز رئيسية  لطريق الحرير.

وأشار إلى أن الصين تعمل على دعم خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا، ومن بينها مصر، من خلال بناء منصات لتبادل الخبرات في مجالات الحوكمة والتحديث وبناء نظم معرفية مستقلة تقوم على الشراكة وتكامل الرؤى.

ولفت إلى أن الصين أصبحت من أكثر الدول نشاطًا في الاستثمار داخل مصر، حيث تم تسجيل أكثر من 2500 شركة، في مقدمتها مشروع “تيدا” بمنطقة التعاون الاقتصادي والتجاري في السويس، والذي يُعد نموذجًا ناجحًا للشراكة الاقتصادية.

كما أشار إلى وجود عدد من المصانع الصينية في المنطقة الصناعية والمنطقة الحرة بمحافظة السويس، تعمل في مجالات المنسوجات، والملابس الجاهزة، والصناعات الكهربائية، وتدوير البلاستيك.

وفي كلمته، أكد الدكتور محمد سعد زغلول نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث وجود شراكات قوية من خلال معهد كونفوشيوس، ومعهد الاستزراع السمكي، والكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية.

بالإضافة إلى تدريس اللغة الصينية في كلية الألسن، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وقسم الترجمة الفورية بجامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية، مما يجعلها في مقدمة الجامعات المصرية في التعاون الأكاديمي والثقافي.

وأضاف أن الجامعة تضم 17 كلية و4 معاهد، وتمثل بقوة في كافة التصنيفات الدولية، معربًا عن توسيع آفاق التعاون مع المؤسسات الأكاديمية الصينية.

وبدوره، أكّد السفير عزت سعد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية أن عام 2024 شهد تطورًا ملحوظًا في مستوى التعاون بين الجانبين، خاصة في ظل التحديات الراهنة والضغوط الأمريكية المتزايدة على الدول الأفريقية والعربية، الأمر الذي دفع نحو تعزيز الشراكات.

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور قاو شيانغ، رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ورئيس معهد التاريخ الصيني، أن الشراكة مع مصر ليست فقط اقتصادية بل حضارية وتنموية طويلة الأمد، تستند إلى الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة للمستقبل.

كما أوضح أن تعزيز هذا التعاون سيدعم مبادرة الحزام والطريق ويرتقي بمستوى الشراكة الصينية ا إلى آفاق جديدة وغير مسبوقة.

وأكد الدكتور حسن رجب المدير التنفيذي المصري لمعهد كونفوشيوسمؤكدًا أن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين في عام 1956.

وتضمنت أعمال المؤتمر أربعة منتديات رئيسية، ناقش الأول منها تبادل الخبرات في الحوكمة من الحضارات الكلاسيكية الصينية والأفريقية، بينما تناول الثاني التحديات والحلول في إدارة المدن والريف في ظل التحديث، وناقش الثالث العلاقة بين التقاليد والحداثة وتبادل التجارب في الحكم والإدارة، واختتم الرابع حول التعاون في علم الآثار وحماية الآثار.

وشارك في المؤتمر وفود رسمية وأكاديمية من مصر وعدد من الدول الأفريقية، من بينها المغرب، تونس، نيجيريا، مدغشقر، الصومال، الكاميرون، وزيمبابوي.

إضافة إلى وفد صيني رفيع المستوى ضم نخبة من الأكاديميين والدبلوماسيين والمستشارين، من بينهم الدكتور يي هاي لين، رئيس معهد الصين-أفريقيا، والدكتورة يانغ يان تشيو، والدكتور سون ده قانغ، والدكتور وانغ جون، وعدد من الباحثين البارزين بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.

وشهدت الجلسة الافتتاحية مشاركة  الدكتور قاو شيانغ، رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، ورئيس معهد التاريخ الصيني،ومن جامعة قناة السويس الدكتور محمد عبد النعيم، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب.