أهم الأخبارواحة الأدب

خطوات فوق الجراح

بقلم/هناء عوض

تَفانَيْتُ حتّى فاضَ عَطائي فَكَادَ يُشْقِينِي،
وفاضَ كَأْسٌ مُلِئَ بالأحزانِ لِيَسْقِينِي،
وكُنتُ أَحْسَبُ أنَّ الوُدَّ يَحْفَظُنِي،
لَكِنَّهُ ظَنِّي… عادَ في الأوهامِ يَرْمِينِي.
وَهَبْتُ قَلْبِي للجميعِ طَوْعاً دونَ مَطْلَبَةٍ،
وأمْسَتْ جُروحُ سِهامِهِم تَدْمِينِي،
فإنْ جادَتْ عَلَيَّ الأيّامُ بِبَصِيرَةٍ،
سَأمْضِي…
فَلا لَوْمٌ سَيَمْنَعُنِي، ولا عِتابٌ يُغْنِينِي.
وَكَمْ عَبَرْتُ دُرُوبَ الوَصْلِ مُنْتَشِيًا…
ثُمَّ عادَتْ ظُنُونُ البُعْدِ تُقْصِينِي،
فَكُلَّما لاحَتْ في الآفاقِ مَلامِحُهُمْ
أَنَنْتُ
رَغْمَ الوُجُوهِ التي كانتْ بالأمسِ تُدْنِينِي.
أَمْضِي وفي صَدْرِي ضَجِيجُ أَصْواتِهِم،
وأعودُ بِصَمْتٍ وكأنَّ الصمتَ يَكْفِينِي،
فَيا قَلْبُ لا تَأْمَنْ لِحُلْوِ الكَلامِ ومَعْسُولِهِ،
واسْلُكْ طَرِيقًا بلا زَيْفٍ لِتُحْيِينِي

زر الذهاب إلى الأعلى