أهم الأخباربورتريه النافذة

من أي كوكب أنت؟.. حكاية لوحة تتجاوز حدود الزمان والمكان

قراءة نقدية

في لوحته من أي كوكب أنت؟” يرسم الفنان خالد الطيب حوارًا بصريًا بين الحضارة القديمة والمخلوقات الأخرى، في مشهد تتقاطع فيه الرموز الميتافيزيقية مع فلسفة الوجود الإنساني.

اللوحة، التي تحمل في طياتها الكثير من الدلالات، تثير أسئلة حول أحقية الحضارة: هل هي مصرية المنشأ، أم سليمانية، أم نتاج فكر ماسوني حديث؟ إنها ليست مجرد عمل فني، بل رحلة تأملية في علاقة الإنسان بالكون والمجهول.

يركّز الفنان على رمزية تكرار العدد (6)، كإشارة إلى العلاقات الماسونية وشياطينها، وإلى دعوة عميقة للتفكر في البُعد الخفي للحضارات.

وبين تلك الرموز، تبرز نفرتيتي كأيقونة تتطلع بعينيها إلى السماء، في مشهد يجمع بين الأنوثة والسمو الفكري.

نظرتها إلى الأعلى ليست فقط بحثًا عن الجمال، بل عن الارتقاء والتنوير، بينما يبرز عنقها الطويل كرمز للقوة والأنوثة المتفردة، التي جعلت منها أيقونة للجمال الخالد.

أما وضع الرأس على قاعدة مكعبة، فيحمل رسالة فلسفية مفادها أن المرأة ليست جسدًا فقط، بل عقل وفكر وطموح، وأن نفرتيتي استطاعت برأسها وحده أن تتربع على عرش الجمال العالمي، في تحدٍ صريح للدفاع عن كينونة الأنثى المصرية.

تظهر كذلك العين كعنصر مركزي في اللوحة، تعبيرًا عن المراقبة الدائمة؛ تلك “العين” التي تتبعنا في صمت، وقد تراها — وفق ثقافتك — عين الدجال أو الشيطان، أو مجرد رمز للتنبيه والوعي.

وهكذا، تترك اللوحة المشاهد أمام سؤال مفتوح عن الحقيقة والمعنى:”هل نحن من نرى؟ أم أننا مرئيون دومًا”؟

زر الذهاب إلى الأعلى