أهم الأخبارملفات وحوارات

وكيل «طب قصر العيني» في حوار خاص لـ «نافذة مصر البلد»: الذكاء الاصطناعي ضرورة لا رفاهية

عزام” نسعى لتحقيق نقلة نوعية في التعليم والخدمة المجتمعية
حوار: سماح سعيد

في ظل الطفرة التكنولوجية الهائلة التي يشهدها العالم، بات التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ركيزتين أساسيتين في تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، وبعد أن أطلق الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي بمحاورها السبعة (التكامل، التخصصات المتداخلة، التواصل، المشاركة الفعالة، الاستدامة، المرجعية الدولية، ريادة الأعمال والابتكار)، سارعت العديد من الجامعات المصرية إلى تبني تلك الرؤية الطموحة.

وكانت جامعة القاهرة، برئاسة الدكتور محمد سامي، في طليعة المؤسسات الأكاديمية التي بادرت إلى التخطيط لتطبيق محاور الاستراتيجية، لتكون نموذجًا يُحتذى به في مواكبة هذا التحول.

ومن هذا المنطلق، نسلط الضوء على “كلية طب قصر العيني”، إحدى أعرق الكليات الطبية في الشرق الأوسط، تحت قيادة الأستاذ الدكتور حسام صلاح، عميد الكلية، للتعرف على خطواتها الجادة في مواكبة التحول الرقمي وتعزيز كفاءة الكوادر الطبية من خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وفي هذا السياق، أجرت «نافذة مصر البلد» حوارًا مع الدكتور عمر عزام، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ورئيس مكتب الذكاء الاصطناعي بكلية طب قصر العيني، للوقوف على ملامح هذه النقلة النوعية ورؤية الكلية المستقبلية في هذا المجال الحيوي.

● كيف ترون دور الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي؟ وهل يهدد مهنة الطب ؟
على العكس تمامًا، الذكاء الاصطناعي لا يُلغي دور الطبيب، بل يدعمه ويُعزز من كفاءته، والهدف الأساسي من استخدامه هو تقليل الأخطاء الطبية، وتسريع عمليات التشخيص، وتحسين دقة القرار الطبي، فعلى سبيل المثال بعض الأنظمة الحديثة أصبحت قادرة على تحليل المشكلات الصحية بالمخ في ثوانٍ معدودة، وهذه الثواني قد تعني إنقاذ حياة مريض، لذلك نحاول إدخال هذه التقنيات إلى مستشفيات جامعة القاهرة،لتكون نقلة غير مسبوقة في الرعاية الصحية.

● ما أبرز جهود كلية طب قصر العيني في مواكبة التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي؟
أنشأت الكلية “مكتب الذكاء الاصطناعي” ليكون نواة للتطوير الرقمي داخل قصر العيني، ويضم نخبة من الأساتذة الكلية المهتمين بالتكنولوجيا الطبية، بهدف حوكمة هذا التحول بشكل مؤسسي، وضمان تطبيقه ضمن منظومة منضبطة وآمنة،وقد بدأنا بالفعل في مرحلة نشر الوعي للخروج من فكرة الجزر المنعزلة،ويأتى ذلك بدمج ثقافة الذكاء الاصطناعي تدريجيًا في التعليم والتدريب، ليس باعتباره ترفًا، بل ضرورة تفرضها متغيرات الواقع،فهو موجود عالميًا منذ أكثر من 50 عامًا، لكن الطفرة في تطبيقاته مؤخرًا جعلت اللحاق به أمرًا لا بديل عنه.

● وما هي طبيعة عمل المكتب؟
تم وضع لائحة تنظيمية واضحة تتضمن حماية الملكية الفكرية، ونشر الأبحاث والمشروعات، وضمان سرية البيانات الطبية، ونعمل حاليًا على عقد شراكات محلية ودولية لنقل الخبرات، لأن المعلومة هى كنز الذكاء الاصطناعي، وإذا لم تُضبط بضوابط أخلاقية وقانونية قد تتحول إلى أداة خطر.

● 40 قافلة طبية واجتماعية في عام واحد
● ماذا عن الدور المجتمعي للكلية؟

نفذنا خلال عام( 2024-2025) أكثر من 40 قافلة طبية إلى مناطق نائية كالوادي الجديد، حلايب وشلاتين، والواحات، إلى جانب القاهرة والجيزة،وبلغ عدد المترددين على كل قافلة نحو ألف مواطن يوميًا، وذلك بالشراكة مع مبادرة «حياة كريمة»، والتحالف الوطني للعمل الأهلي، ووزارة التضامن الاجتماعي، إلى جانب تعاون وثيق مع أندية الروتاري.

● وهل تقتصر القوافل على الجانب الطبي فقط؟
بالطبع لا، لدينا قوافل توعوية تشمل مجالات الصحة الإنجابية، والتغذية، والتثقيف الصحي، وقريبًا سنطلق قوافل متعددة التخصصات بالتعاون مع كليات أخرى مثل؛ العلوم، الطب البيطري، الحقوق، والتجارة، بهدف تقديم خدمة شاملة ورفع وعي المواطن في مختلف المجالات الحياتية.

● المكتب الأخضر.. وصحة البيئة
● ما أهمية قطاع البيئة ضمن خدمة المجتمع؟
لدينا «المكتب الأخضر» لتسليط الضوء على التحديات البيئية وتأثيرها على الصحة العامة،ونعمل على التوعية بالسلوكيات البيئية الصحيحة، والتعامل مع التغيرات المناخية، ودعم مبادرات مثل «ازرع شجرة»، بالتنسيق مع وزارة البيئة، إلى جانب التعرف على مشروعات إعادة التدوير، وتنظيم مسابقات بيئية ضمن رؤية مصر 2030.

● إحياء مكتب الخريجين.. الولاء والانتماء
● ما الهدف من إحياء نشاط مكتب الخريجين؟
خريجو قصر العيني هم سفراؤنا حول العالم،لذا بدأنا في جمع بياناتهم، لإنشاء قاعدة للتواصل معهم عبر بريد إلكتروني موحد و«باركود» تفاعلي،والهدف من ذلك هو تعميق روح الانتماء والولاء لديهم وتفعيل التعاون،و مستقبلاً نفكر فى تشكيل رابطة رسمية.

● السلامة المهنية والرعاية الصحية للعاملين
● كيف يتم دعم وتوفير بيئة آمنة للأطباء و العاملين بالكلية؟
بالتأكيد،هناك قطاع السلامة والصحة المهنية لمواجهة الحوادث والأزمات،بالإضافة إلى اللجنة طبية العليا التى أشرف برئاستها، لتقديم الرعاية الصحية الشاملة للأطباء والعاملين، بالتعاون مع شركة مصر للتأمين، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجامعة.

● رؤيتكم المستقبلية؟
هدفنا هو الربط بين العلم وخدمة المجتمع، وأن يكون الطبيب باحثًا ومبتكرًا لا مجرد مقدم خدمة،وذلك استنادا لقول عميد كلية طب قصر العيني”نحن علماء و لسنا مجرد أطباء”.

سماح سعيد

سماح سعيد كاتبة صحفية مصرية،عضو نقابة الصحفيين
زر الذهاب إلى الأعلى