مقالات

فنون الاعتدال..ورحمة رمضان

 

بقلم علاء الداودي
رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ننتظره كل عام لينتشلنا من براثن وهموم صادفتنا طول العام بوجبة من الصبر والخشوع والطاعة والبر والإحسان ..فرمضان الكريم الروشتة الصحيةوالاجتماعية بصبغة دينيةوتأملات روحانيةليتها تدوم طوال العام وطول العمر
والعادات السلبية في هذا الشهر الكريم المرتبطة بالإسراف وإرهاق ميزانية الأسرة بمزيد من الأموال ولاسيما في تلك الظروف العصيبة التي تعصف بالإقتصاد عصفا..لذلك لابد من الاعتدال وهو فن إدارة الموارد التي يستفيد منها كل أطياف المجتمع..وهناك قصة معروفةلطالب مصري كان يدرس الهندسة بألمانيايقول : عندما وصلت إلى (هامبورج) الألمانية ..
رتب أحد زملائي الموجودين في (هامبورج )جلسة ترحيب لي في أحد المطاعم ..
وعندما دخلنا المطعم لاحظنا أن كثيرا من الطاولات كانت فارغة وكانت هناك طاولة صغيرة تواجد عليها زوجين شابين لم يكن أمامهما سوى اثنين من الأطباق وعلبتين من المشروبات ..
كنت أتساءل إذا كانت هذه الوجبة البسيطة يمكن ان تكون رومانسية وماذا ستقول الفتاة عن بخل هذا الزوج ..
وكان هناك عدد قليل من السيدات كبيرات السن يجلسن جانبا ..
طلب زميلنا الطعام
وكنا جياعا فطلب المزيد ..
وبما أن المطعم كان هادئا وصل الطعام سريعا
لم نقض الكثير من الوقت في تناول الطعام وعندما قمنا بمغادرة المكان كان هناك حوالي ثلث الطعام متبق في الأطباق ..
ولم نكد نصل باب المطعم إلا وصوت ينادينا ..
لاحظنا السيدات كبيرات السن يتحدثن عنا إلى مالك المطعم ..وعندما تحدثوا إلينا فهمنا أنهن يشعرن بالإستياء لإضاعة الكثير من الطعام المتبقي .
أجابهم زميلي : ” لقد دفعنا ثمن الطعام الذي طلبناه فلماذا تتدخلن فيما لا يعنينكن ..؟؟
إحدى السيدات نظرت إلينا بغضب شديد واتجهت نحو الهاتف واستدعت أحدهم ..
بعد فترة من الزمن وصل رجل في زي رسمي قدم نفسه على أنه ضابط من مؤسسة التأمينات الاجتماعية وحرر لنا مخالفة بقيمة 50 يورو
التزمنا جميعا الصمت ..
وأخرج زميلي 50 يوروقدمها مع الإعتذار إلى الموظف.
قال الضابط بلهجة حازمة : ” اطلبوا كمية الطعام التي يمكنكم استهلاكها .. المال لك لكن الموارد للجميع .. وهناك العديد من الآخرين في العالم يواجهون نقص الموارد ..ليس لديكم سبب لهدر الموارد ” .
احمرت وجوهنا خجلا ..ولكننا في النهاية اتفقنا معه .
نحن فعلا بحاجة إلى التفكير في هذا الموضوع لتغيير عاداتنا السيئة .
قام زميلي بتصوير تذكرة المخالفة وأعطى نسخة لكل واحد منا كهدية تذكارية .
” المال لك .. لكن الموارد ملك للجميع ” .
شهر رمضان قادم .. ونحن أولى بتطبيق هذا الأمر ..
“” لا تسرف ”
لابد من العمل على توعية الآخرين بعدم الاسراف وحفظ النعم لأنك لن تأكل أكثر من طاقة جسدك المعتادة..فقدقال تعالي:(( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ))..وقدحارب الإسلام ذلك عندما قال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم :”ماملأ ابن آدم وعاء شرًامن بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لامحالة فاعلًا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه”…فالاعتدال ثقافة ووعي وليست غطرسة وغي…لو فعلنا ذلك وابتعدنا عن عادات ملأ الثلاجات بالأطعمه تحسبًا لأي ظرف وبحجة تأمين الأقوات والأطعمةسينتهي جشع التجار للأبد ولن تكون هناك العديد من الأسر التي تعاني من توفير مأكلها بسبب جشع من يملك المال فيهدر الموارد

زر الذهاب إلى الأعلى