الكاتب والشاعر المبدع حسين عبروس والكتابة للطفل
بقلم الكاتب الجزائرى شدرى معمر على:
عندما نتأمل في تجربة الكاتب والشاعر والإعلامي القدير حسين عبروس نكتشف ذلك التنوع في مجالات الكتابة بين الدراسة والقصة والشعر و المقال الثقافي فهي تجربة عميقة ثرية تجاوزت اربعة عقود من الحضور الإبداعي الفاعل في الساحة الثقافية فهو أحد صانعي المشهد الثقافي الجزائري، يكتب في صمت بعيدا عن البهرجة و الأضواء وحب الظهور فهذه مقتطفات من سيرته الزاخرة
“ولد بالشلف، عام 1960 تابع دراسته الأولى في بلدته حيث حفظ جزءا من القران ثم إالتحق بالمعهد الثانوي للتعليم الأصلي لينال قسطا من علوم الشريعة. وبعد ان حصل على شهادة الباكالوريا-آداب، التحق بمعهد اللغة والأدب العربي تكوين الاساتذة، دراسات عليا في الأدب .
اشتغل بالتعليم كما اشتغل بالصحافة في عدة جرائد في الجزائر بكل من جريدة الشعب،المساء،السـلام،أضواء، جزائر اليوم، الوجه الأخر، العقيدة، النور، الأثير،الشروق،البـلاد، مجلة المعلم، الإذاعة الثقافية ( أعد برنـامج ” قطوف دانية “مدة عشرة سنوات)
فـي الخارج: نشر أعماله في مجلـة المشكاة، مجلـة اليوم السابع، المنتدى، الفكر، الأقـلام، الرافـد، الإتحاف، مجلـة فنـون، الإبـداع، العربي، أخبـار الأدب”(1).
وله أكثر من ثلاثين كتابا بين شعر ودراسات وقصص الأطفال…
والكاتب حسين عبروس اختار الكتابة للطفل ” قصة وشعرا” عن قناعة ثفافية فهذا المجال الأدبي يفتقر لكتاب مبدعين تتوفر فيهم الشروط فما أكثر المتطفلين الذين يدخلون هذا المجال مستسهلين الكتابة فيه، لهذا يرى حسين عبروس أن الكتابة للطفل من أصعب التجارب وخاصة في مجال الشعر يقول :
“إن من أصعب التجارب أن تكتب للطفل شعرا، فالنص الشعري يتطلب شروطا معينة، منها موهبة الكتابة الشعرية، والقدرة على صياغة الموضوع شعريا بلغة قريبة من نفسية الطفل وذات مدلول معرفي، ومهارة كبيرة في الغوص في أعماق نفسية الصغار، وتحبيبهم للنص المقروء والمسموع… هي أصعب من الكتابة للكبار. وتجربتي المتواضعة واحدة من التجارب العربية التي يعتدّ بها الكثير من الدارسين والمهتمين بهذا اللون الأدبي، وأدب الطفل عندنا لم يزل ميدانا بكرا، وللأسف تحاول فئة من المتطفلين اعتلاء عرش الكتابة الموجهة للطفل، وهذا ما أفسد على المبدع الحقيقي متعة الكتابة.
فالنص الشعري الموجه للطفل عالم يحتاج الكثير من الخيال الإبداعي وللمرح من أجل بناء شخصية الطفل من الجانب النفسي، والوجداني والعاطفي. ولا معنى للكتابة ما لم تصنع وجود شخصية الطفل المتوازنة روحيا وعقائديا، وثقافيا ومعرفيا. وذلك ما حاولت التركيز عليه في كل النصوص الموجهة للطفل، والذي ينبغي أن يعمل عليه أصحاب التجارب الإبداعية الكبيرة في أدب الطفل في الوطن العربي. ولنا في ذلك أسماء محترمة ومبدعة وخاصة في مجال قصة الطفل”.
فهذه الشخصية الأدبية بحاجة إلى تكريم و تثمين كتاباتها الإبداعية طوال عقود من الزمن فلنلتفت إلى مبدعينا فنندعم جهودهم الثقافية بطبع إصداراتهم و إعطائهم حقوقهم المادية و منحهم فرص المشاركة في ملتقيات دولية لتمثيل الجزائر في تلك المحافل فهم صوتها الديبلوماسي الثقافي …