انطلاق فعاليات الدورة العادية الخامسة للجنة الفنية المتخصصة للصحة فى أديس أبابا
كتبت سماح سعيد:
أشارت الدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة إلى أن عدد سكان العالم ، وصل إلى 8 مليارات نسمة في عام 2022، ورغم تراجع معدل النمو السكاني العالمي إلى أقل من 1% عام 2020، فمن المتوقع أن يصل إلى 9.7 مليار نسمة بحلول عام 2050 .
جاء ذلك خلال كلمة نائب وزير الصحة والسكان، نيابة عنه، ضمن فعاليات الدورة العادية الخامسة ، للجنة الفنية المتخصصة للصحة والتغذية والسكان ومكافحة المخدرات ، التي عقدها الإتحاد الإفريقي، بمدينة أديس أبابا.
وأكدت أنه من المتوقع أيضًا أن يصل عدد سكان مصر إلى 160 مليون نسمة، وهو ما يتطلب المزيد من الجهد لتحقيق التقدم على المستويين طرفي المعادلة والاستثمار الأمثل في رأس المال البشري
كما أكدت، خلال المائدة المستديرة رفيعة المستوى ، والتي عقدت تحت عنوان ترسيخ ثقافة العافية في أفريقيا ، وبمشاركة،مصر، وتنزانيا، وزيمباوي ، على الضرورة الحاسمة والحاجة الملحة ، إلى حلول منسقة تتمحور حول الناس ، لتعزيز العافية في القارة السمراء عبر مناهج شاملة ومتكاملة ، في ظل ما تواجهه من تحديات.
كما أشارت إلى مواصلة التصدي للتحديات المستمرة المتعلقة بالتغذية، والنمو السكاني، وتعاطي المخدرات، والجريمة ، لافتة أن هذه القضايا لا توجد بمعزل عن بعضها البعض، فهي مترابطة بشكل عميق وتتطلب استجابة شاملة .
وأضافت أن أفريقيا تقف عند مفترق طرق محوري ، رغم ما قطعته من خطوات مهمة في توسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الصحية، والحد من عبء الأمراض المعدية، وتحسين صحة الأم والطفل.
واستكملت كلمتها عن مبادرة رئيس الجمهورية “الألف يوم الذهبية” لتنمية الأسرة ” التي تم إطلاقها في عام 2023 ، مؤكدة أن صحة الأمة وازدهارها مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بقوة وصمود أسرها، من خلال ربط الحقوق الإنجابية للوالدين بحقوق كل طفل بمفرده في الرعاية المثلى.
واستعرضت تأهيل الأسرة على الاختيارات المدروسة ، استعدادا للحمل والمباعدة بين الحمل لمدة (3-5 )سنوات، والتي تؤمن 85% من صحة الإنسان الجسدية والعقلية والنفسية ، بالإضافة إلى تمكين الأسر من خلال برامج متكاملة تشمل التغذية والتعليم والوقاية من تعاطي المخدرات، وهذا يزود الأسر بالمعرفة والموارد والدعم الذي تحتاجه ، لتحقيق النجاح في جميع أبعاد العافية، وكسر حلقات الفقر، والنتائج الصحية السيئة، وإعاقة التنمية البشرية.
ونوهت إلى أن تدخلاتنا التغذوية ، لا تركز على معالجة نقص المغذيات الدقيقة فحسب، بل على تعزيز الأمن الغذائي، والتنوع الغذائي، والممارسات الزراعية المستدامة ، وألا تقوم مبادراتنا التعليمية بتعليم الأساسيات فحسب، بل تعمل على تمكين الشباب بمهارات التفكير النقدي والكفاءات الاجتماعية العاطفية ، ومحو الأمية الصحية لاتخاذ خيارات مستنيرة.
كما نوهت إلى إتباع نهجاً يتمحور حول الصحة العامة – نهج ينظر إلى تعاطي المخدرات والسلوك الإجرامي، ليس فقط كقضايا تتعلق بإنفاذ القانون، بل كظواهر اجتماعية معقدة تضرب بجذورها في عوامل مثل، الفقر، والصدمات النفسية، والعنف، ومحدودية الفرص.
كما استعرضت الاهتمام بالقضايا السكانية والتنمية البشرية ،قائلة: نحن نؤمن إيمانا راسخا، بأن الاستثمار في صحة ورفاهية المواطنين مثمر في مستقبلنا، انطلاقا من الحق الدستوري للمواطن المنصوص عليه في المادة 41 ، والتي تلتزم الدولة بتحقيق التوازن بين معدلات النمو السكاني والإمكانيات المتاحة لمواردها، وتعظيم الاستثمار في الطاقة البشرية وتحسين خصائصها، في إطار تحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، أضافت أن الحكومة تبنت المشروع القومي لتنمية الأسرة عام 2022، للسيطرة على النمو السكاني وتحسين نوعية حياة الأسرة.
كما استكلمت كلمتها حول الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية 2023، ومحاورها الستةهى ؛( ضمان الحقوق الإنجابية، وتعزيز الاستثمار في رأس المال البشري، والتعليم والتعلم، وتحقيق التوازن بين معدلات النمو السكاني والتنمية الاقتصادية للقضاء على الفقر، وتطوير التعليم، بالإضافة إلى موضوعات تتعلق بالشباب والحوكمة والحفاظ على البيئة).
وتابعت قائلة: من شأن المنظور الحقوقي للملف السكاني ، لمبادرة الألف يوم الذهبية ، أن يحقق نقلة نوعية من خلال خفض عدد وفيات المواليدو الرضع، بالإضافة إلى تحسين الخصائص السكانية، وفي قلبها صحة المرأة مع التنشئة المثلى للأطفال، ورفع الوعي، بدءاً من مشورة ما قبل الزواج وحتى مرحلة الطفولة المبكرة، وذلك لتحقيق التوازن بين معدل النمو السكاني والتنمية الاقتصادية.
ووجهت الدعوة إلى القارة الأفريقية بأكملها للاستفادة من مبادرة” الألف يوم الذهبية”، من أجل تنمية الأسرة الأفريقية ، و الصحة النفسية والجسدية للأطفال.
وقالت : أن ذلك يتماشى ويدعم الأهداف المحددة في أجندة أفريقيا 2063 ، تهدف الخطة إلى ضمان أنه بحلول عام 2063، سيتمكن كل مواطن في جميع أنحاء القارة من الحصول على رعاية صحية عالية الجودة وبأسعار معقولة.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن هذا النهج الشامل والمتكامل هو المفتاح لتنمية الصحة الحقيقية والمستدامة في جميع أنحاء أفريقيا ، فعندما نستثمر في رفاهية النساء والأطفال والمجتمعات اليوم، فإننا نضع الأساس للتغيير التحويلي للغد .
وشددت على أهمية التعاون عبر الحدود، وتبادل المعرفة، والالتزام برفاهية جميع الأفارقة،قائلة:لعلنا قادرون على بناء مستقبل ينعم فيه الجميع بالصحة والرخاء والفرص.