جلسة وزارية رفيعة المستوى بجامعة القاهرة لرسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي

رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي كقاطرة للتنمية والتحول الرقمي في مصر

شهدت فعاليات الجلسة الوزارية الأولى ضمن أعمال المؤتمر الدولي الأول للذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة، مناقشات رفيعة المستوى حول رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي كقاطرة للتنمية والتحول الرقمي، وسبل توظيفه لرفع كفاءة الأداء المؤسسي، واستعراض الخطط الوطنية لدمجه في مختلف قطاعات الدولة.

جاءت الجلسة بعنوان “مستقبل الذكاء الاصطناعي في مصر”، وأدارتها الدكتورة هالة السعيد مستشار رئيس الجمهورية للتنمية الاقتصادية ووزيرة التخطيط السابقة، بمشاركة الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والأستاذ محمد جبران وزير العمل.

🟦 د. هالة السعيد: مصر قطعت شوطًا كبيرًا في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنمية المستدامة

في مستهل الجلسة، أكدت الدكتورة هالة السعيد أن العالم يشهد مرحلة فارقة في مسار الذكاء الاصطناعي، الذي تحول من فكرة بحثية إلى واقع يغيّر شكل الاقتصاد والمجتمعات، مشيرة إلى أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في هذا المجال منذ تأسيس المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي.

وأوضحت أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا خاصًا بتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويين الوطني والعالمي، مؤكدة أهمية التكامل بين السياسات الحكومية والبحث العلمي والصناعة لبناء منظومة رقمية متكاملة.

🟩 د. خالد عبدالغفار: الذكاء الاصطناعي لن يُلغى دور الإنسان ولكن يتطلب التأهيل والمهارة

من جانبه، أوضح الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة، أن التنمية البشرية تقوم على تحسين حياة الإنسان من خلال التعليم والصحة والمعرفة، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا محوريًا في تحقيق التنمية الاقتصادية.

وقال الوزير إن الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلاً عن الإنسان، لكنه سيُقصي من لا يمتلك مهاراته، مؤكدًا ضرورة تأهيل الكوادر البشرية لاستخدام التقنيات الحديثة حتى لا يفقد أحد موقعه أو وظيفته.
وأشار إلى أن الوزارة تمتلك قاعدة بيانات صحية ضخمة ساعدت تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليلها بدقة، مما يسهم في تحديد مسببات الأمراض وعوامل انتشارها، مشددًا على أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا أساسيًا في منظومة رأس المال البشري.

🟧 د. عمرو طلعت: مصر الأسرع إفريقيًا في خدمات الإنترنت باستثمارات تجاوزت 3.3 مليار دولار

بدوره، أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن البنية التحتية الرقمية تعد العمود الفقري للتحول الرقمي، مشيرًا إلى أن مصر تُعد الأسرع في إفريقيا في خدمات الإنترنت، حيث بلغت استثماراتها في هذا المجال نحو 3.3 مليار دولار خلال السنوات السبع الماضية.

وأوضح أن النسخة الثانية من استراتيجية الذكاء الاصطناعي الوطنية تركز على تطوير البنية التحتية وتشجيع تداول البيانات دون فرض قيود تعرقل نمو الشركات، مع الحفاظ على حماية الخصوصية.
وأشار إلى أن مصر تمتلك مصفوفات بيانات ضخمة بدأ استخدامها فعليًا في منظومة التأمين الصحي الشامل، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا حيويًا في تطوير الخدمات الحكومية والاقتصادية.

🟨 د. أيمن عاشور: إدماج الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي والبرامج الأكاديمية

من جانبه، شدد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على أن الذكاء الاصطناعي أداة داعمة للإنسان والطالب وليس بديلاً للأستاذ الجامعي، مشيرًا إلى أنه أصبح جزءًا من مختلف التخصصات العلمية والطبية والهندسية.

وأكد الوزير أن المجلس الأعلى للجامعات وضع ضوابط لاستخدام الذكاء الاصطناعي في منظومة التعليم العالي، تتضمن الجوانب الأخلاقية والابتكارية، مضيفًا أن الوزارة تعمل على إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي والتعليم من خلال بنك المعرفة المصري، وتدريب الطلاب والباحثين على استخداماته.

ولفت إلى وجود أكثر من 45 مركزًا جامعيًا لتأهيل الطلاب في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة، بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية مثل أمازون وجوجل ومايكروسوفت، ضمن مبادرة تحالف وتنمية التي تهدف إلى تأهيل مليون مبتكر ومبدع.

🟥 وزير العمل: الذكاء الاصطناعي يخدم القضايا العمالية ويحمي حقوق العاملين

واستعرض الأستاذ محمد جبران وزير العمل، جهود الوزارة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة القضايا العمالية ومتابعة أسواق العمل، مشيرًا إلى أن قانون العمل الجديد يتضمن كافة الضمانات التي تكفل حقوق العاملين باستخدام أحدث الأنظمة الرقمية.

⚙️ نحو خريطة وطنية للذكاء الاصطناعي

واختُتمت الجلسة بالتأكيد على أهمية وضع خريطة طريق وطنية للذكاء الاصطناعي تعزز التنافسية الاقتصادية، وتضمن الاستخدام الآمن والمسؤول للتقنيات الحديثة، مع التركيز على حوكمة البيانات، وبناء القدرات البشرية، والشراكة بين الحكومة والجامعات والصناعة لتحويل الابتكار إلى تطبيقات عملية تخدم المواطن المصري، وتدعم ريادة مصر الإقليمية في مجالات التحول الرقمي والابتكار.