في مؤتمر جامعة المنصورة.. “حجازي” يدعو لإعادة صياغة مفهوم التعليم ومحو الأمية

أطلق الأستاذ الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الأسبق ورئيس جامعة الريادة للعلوم والتكنولوجيا (RST)، دعوة لإعادة صياغة مفهوم التعليم ومحو الأمية، باعتباره حجر الأساس لتحقيق الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
وأكد حجازي أن التعليم الجيد والشامل حق إنساني وواجب وطني لا غنى عنه لبناء مجتمعات قادرة على التقدم والتغيير.
جاء ذلك خلال مشاركته بورقة عمل بعنوان «الذكاء الاصطناعي وتعليم الكبار» ضمن فعاليات المؤتمر الدولي «مستقبل التعليم في ضوء مستحدثات الذكاء الاصطناعي ورؤية مصر 2030»، الذي نظمته كلية التربية بجامعة المنصورة، برعاية الدكتور شريف يوسف خاطر رئيس الجامعة، وبمشاركة نخبة من القيادات الأكاديمية والتربوية من الجامعات المصرية والعربية.
وفي مستهل كلمته، أشاد الدكتور رضا حجازي بجامعة المنصورة قائلاً:
“لقد حصلت جامعة المنصورة على جائزة نوبل للسلام لعام 2024 لمحو الأمية على مستوى العالم، وهو إنجاز يعكس جهودها الرائدة في القضاء على الأمية، وتصدرها الجامعات المصرية في هذا المجال للعام السادس على التوالي”.
وأضاف أن زيارته لكلية التربية أعادت إلى ذاكرته أجمل لحظات الانتماء إلى هذا الصرح العلمي العريق، الذي حمل على عاتقه رسالة نبيلة في بناء الوطن وإعداد أجيال المستقبل، مؤكداً أن “الانتماء الحقيقي لا يُمحى بمرور السنين”.
وأشار رئيس جامعة الريادة إلى أن نسبة الأمية في الوطن العربي ما زالت مرتفعة، إذ بلغت 21% مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 13%، مرجعاً ذلك إلى ضعف معايير الجودة وهشاشة الحوكمة، والاعتماد على التقويم الكمي وحده كمؤشر للإنجاز، إضافة إلى غياب المسارات التعليمية المتنوعة للمتعلمين.
وحذر الدكتور حجازي من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في التعليم، لما يحمله من مخاطر تتعلق بفقدان العنصر الإنساني وتراجع التواصل المباشر بين المعلم والمتعلم، إضافة إلى احتمالية تسرب التحيزات الخوارزمية التي قد تؤثر في مصداقية العملية التعليمية.
وفي ختام كلمته، طرح حجازي رؤية استشرافية لمستقبل تعليم الكبار في ضوء التحول الرقمي، ترتكز على:
- تمكين الأفراد من ممارسة حقوقهم والمشاركة المجتمعية.
- تأهيل الدارسين بمهارات القراءة والكتابة والرقمنة والحياة.
- إعداد المعلمين بمهارات رقمية واتصالية حديثة.
- تطوير مناهج تعليمية تدمج الذكاء الاصطناعي وتغطي مجالات المواطنة والبيئة وريادة الأعمال.
- تبنّي سياسات تعليم مجانية شاملة تربط التعليم النظامي بغير النظامي.
- توفير تمويل مستدام من القطاعين الحكومي والخاص لدعم برامج تعليم الكبار.
وأكد في ختام حديثه أن تعليم الكبار في عصر الذكاء الاصطناعي ليس مجرد محو للأمية التقليدية، بل هو استثمار في وعي الإنسان وبناء مستقبل أكثر عدلاً واستدامة.





