ثورة يناير الدم كله حرام
بقلم سماح سعيد:
كلما مرت ذكرى ثورة 25 يناير2011 استعيد شريط الذكريات لأيام جميلة عشناها و رأينا آلاف الشباب وهم يتظاهرون مطالبين بحقوقهم الانسانية عيش حرية عدالة اجتماعية، شاهدنا اجمل ما فينا من صفات من تعاون وتلاحم وشجاعة أدهشت العالم أجمع من تلك الروح الجميلة التي جمعت المصرين على قلب رجل واحد وهو إسقاط النظام ،لم يشهد ميدان التحرير تفرقة من أي نوع بين مسلم او مسیحی،صاحب أجندة أو عميل .
وتكرر هذا المشهد في ثورة 30 يونيو للمطالبة بتحقيق مبادئ 25 يناير والمطالبة باسقاط النظام وفي تلك الحالتين الثوريتين وقف الجيش بجانب الشعب لتحقيق أهدافه تلك الروح التي وقف أمامها العدو الخارجي عاجزا عن الكلام وبدأ يخطط لبث روح الفرقة والتقسيم بين أبناء الشعب المصرى ،ولم يحاربنا بالوسائل التقليدية بالدبابات والطائرات بل اختلفت الوسائل وتعددت فمنها اعلان الحرب علينا بالارهاب أوبالاعلام.
علينا جميعا الاستفادة ودراسة الحالة الثورية لإستنباط الحكم والأخلاقيات والسلوكيات الجميلة لتغير ما أصابنا من فرقة وتشرذم ،يجب علينا تغيير كل ما هو سيئ بداخلنا قبل ان نطالب بتغير المجتمع “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.
نحن بحاجة إلى ثورة في الأخلاق وكذلك نحن في أشد الحاجه الى ثورة للعمل والنهوض بالمجتمع في كافة جوانبه ، خمسة سنوات مرت على انطلاق ثورة يناير وكل ما نراه هو السخط على الثورة والثوار وكأن هؤلاء الشباب ثاروا من اجل ان نجلس في بيوتنا ونستريح وننتظر من المجتمع والدولة النهوض ،وكأن هناك عصا سحرية ستعمل لتغير المجتمع وحل مشاكله .
ان التغيير إبان اي حاله ثورية يمتد لسنوات حتى تؤتى الثوره ثمارها ،فالثورة الفرنسية أخذت سبع سنوات حتى تحققت أهدافها وفي الحالة المصرية علينا اولا بالوحدة، وان ننحی خلافتنا جانباً بغض النظر عن التقسيمات التي أرفضها تحت مسميات ، هذا فلول الوطني وذلك إخوان مسلمین أو مسیحی و شرطة اوقضاء ، فالجميع في النهاية مصريون وفي النهاية ادعو لكل الشهداء بالرحمة والمغفرة بداية من 25 يناير الى يومنا هذا فهم حقا ورد الجناين فالدم كله حرام.