المرأة والمجتمع والتحديات
بقلم سماح سعيد:
كان لى شرف الإستضافة ببرنامج بيت العائلة على قناة النيل للأسرة بماسبيرو للحديث عن هذه القضية ، و كانت الحلقة التي اذيعت قبل ايام تطرح السؤال الابدي و التقليدي ..كيف تثبت المرأة نفسها فى مجتمعها ؟ وهل هناك حقا العنصرية والتمييز ضد المرأة ؟ وهل يشعر الزوج بالغيرة من نجاح زوجته فى عملها ؟ ، ونظرا لضيق الوقت فلم أستطع أن أقدم الشرح الوافى لتلك القضية المثيرة للجدل منذ قديم الأزل ، لذا حاولت تناوله فى هذا المقال.
بداية لابد الاشارة الي انه من البديهيات ان المرأة هى اللبنة الأولى فى تكوين المجتمع الكبير من خلال تأسيسها للمجتمع الصغير (الأسرة ) ،والتى تعد نواة الاولي ، فهى تمارس دورا أكبر من قوتها الجسدية اذا كانت عاملة ، لأنها تقوم بدورها كزوجة وأمً و عليها رعاية أبنائها وتقديم كافة متطلباتهم ، ليست المادية فقط من مأكل وملبس ومشرب بل والمعنوية أيضا ، عليها تقديم الحب والحنان حتى تنشئ أشخاصًا أسوياء نفسيا مكتملي الشخصية وذو تفكير ناضح وعقل مستنير .
أما عن نقطة ما ينقص المرأة لتثبت جدارتها فى سوق العمل ، فقد أثبتت بالفعل جدارتها فى كافة المجالات ، وبالفعل المرأة تعيش عصرها الذهبى وأزهى عصور حريتها مقارنة بالعصور السابقة فقد أتيح لها المقاعد بالبرلمان 25% بعدما كانت نسبتها 2% فى عام 2013 ، وكذلك حصولها على 8 حقائب وزارية فى عام 2018 بنسبة 25% بعدما كانت 6% فى عام 2015 ، وهناك العديد من القوانين التى أنصفتها .
وعن العنصرية والتمييز ضدها فقد ذكرت أن طبيعة المجتمعات ذكورية وليست الشرقية فقط ولا العربية، بل فى العالم أجمع فقد صدرت قوانين فى أوروبا كانت تمنع البنت من الإلتحاق بكليات الطب حتى بداية القرن العشرين ، لذا كان ظهور نضال المرأة عبر العصور بالحصول على حقها فى الصحة والتعليم وكافة الخدمات مساواة بالرجل والتخلى عن النظرة الدونية إليها .
واخيرا تحضرني مقولة أعجبتني لمحى الدين أبن عربى متصوف أندلسي وهى ( المكان الذى لا يؤنث لا يعّول عليه ) فيما معناه ان المكان الذى لا يحتفى بالأنثى يفقد قيمته ومكانته ، وأى مكان دونها يصبح منقوصا باهتا ، فليت كل زوج يعلم أن بيته لا يستقر سوى براحة زوجته سواء كانت عاملة أو ربة منزل ، وعمل المرأة لا ينتقص أبدًا من كرامتك ولا رجولتك لأن نجاحها يعنى نجاحك فكما أن وراء كل رجل عظيم أمرأة فوراء كل سيدة عظيمة زوج مثقف وواع مدرك لدورها الأساسي والمحوري فى الحياة ، فالعلاقة بين أى زوجين تكاملية وليست تنافسية لمن الأقوى ، وعليك عزيزتى المرأة إدراك قيمة الزوج وأن تعلمى أن الله منحك المزيد من الحقوق ليست للتجبر على الزوج وانتقاص حقوقه ، دعونا ننحى عنصريتنا جانبا ونعلى قيم الحوار والصدق والمودة والرحمة حتى يعم السلام والتناغم الأسرى والدفء داخل بيوتنا .