التغيرات المناخية..أزمة يفعلها الكبار ويدفع ثمنها الصغار !!!
تقرير أعدته سماح سعيد :
يفعلها الكبار و يدفع ثمنها الصغار .. هذا هو جوهر أزمة المناخ التي تضرب الكرة الأرضية و هو ما دفع الأجهزة المختصة الي إقامة حوار وطني حول هذه القضية في مدينة شرم الشيخ خلال مارس الماضى وهنا سأحاول تقديم شرح مبسط عن هذا المؤتمر ، والذى ضم الإعلاميين وممثلى الأزهر والكنيسة ونواب البرلمان و المجلس القومى للمرأة، إلى جانب مواطنين من مختلف المحافظات والشباب .
فائدة أى حوار عامة هى عرض كافة الرؤي ووجهات النظر وإجراء مناقشات ووضع حلول وأطروحات للخروج بنتائج ملمسومة عن أى قضية ، وهنا كان الحوار يدور حول قضية التغيرات المناخية ، البعض قد يراها قضية عابرة وليست بالمحورية التى تستدعى التركيز عليها على إعتبار أن هناك من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية ما يكفى لتسليط الضوء عليها.
ولكن ما نؤكد عليه أن قضية التغيرات المناخية هى قضية غاية فى الأهمية ومتشابكة مع كافة نواحى حياتنا لتحتل الدوائر المستديرة فى العالم ، فآثارها ستعود على الكائنات الحية ومنها الإنسان بالدرجة الأولى ، فعلى سبيل المثال فقد لاحظنا تغيرات فى معدلات درجات الحرارة على مدار الفصول الأربعة ، و أصبحنا نعانى من البرودة القارصة فى الشتاء أما الصيف فهو شديد الحرارة ،هذا إلى جانب موجات التراب التى لا تنقطع طوال العام تقريبا بعد أن كانت تهب علينا بشكل أساسي فى فصل الربيع، وكذلك ترى امطارا فى الصيف أو أحيانا موجات طقس شديدة الحرارة بالشتاء، وهو ما ينعكس على تصحر بعض الأراضي الزراعية ، وقلة إنتاجية الأرض من المحاصيل ، وحدوث فيضانات فى بعض المناطق وكذلك اختفاء بعض الكائنات الحية وهو ما يؤثر على التنوع البيولوجى للبيئة .
لذا انعقدت العديد من المؤتمرات العالمية لمناقشة والتصدى للتغيرات المناخية كان آخرها مؤتمر جلاسجو ببريطانيا والذى كان يدور حول ارتفاع درجة حرارة الأرض1,5 درجة مئوية ، والجميع يعرفون أن المتسبب بتلك الأزمة مجموعة دول العشرين والتى يصدر منها 80% من انبعاثات العالم ، بينما تحتل مصر أقل نسبة فى انبعاثتها حيث تصل إلى أقل من 1% وكذلك أفريقيا بأكلمها أقل من 4% ، وبالتالى الدول النامية هى من تدفع ثمن التطور التكنولوجى والثورة الصناعية للدول المتقدمة فى حين تقف الدول النامية عاجزة عن تحقيق أي تنمية .
وهنا كان الحل إجبار تلك الدول على الإلتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية للبيئة ودفع تعويضات للدول المتضررة حتى تستطيع تحمل تبعات التغيرات المناخية ولمحاولة التكيف معها، ولكن الدول الكبري لم تلتزم وتتنصل دائما من التزامتها، لذا كان انعقاد مؤتمر المناخ cop27 فى نوفمبر القادم بشرم الشيخ حتميا لتنفيذ توصيات مؤتمر جلاسجو ،ولحين اتخاذ خطوات جادة فى هذا الصدد قامت مصر بإعداد اول استراتيجية وطنية لتغير المناخ 2030 على أن تستكمل حتى 2050 متضمنة الأبعاد الخاصة بالتكيف والتخفيف والتمويل والحوكمة وتتضمن العديد من المشروعات منها تحلية مياه البحر و اعادة استخدام مياه الصرف بالإضافة الى مشروعات حماية دلتا النيل و استخدام الطاقة المتجددة و الطاقات البديلة الصديقة للبيئة ومشروعات الطاقة.
جدير بالذكر أن افريقيا منذ عام 1960 وحتى الان فقدت 34% من الإنتاجية الزراعية لديها، والأطفال المولودين حالياً يواجهون نوبات حادة تساوى 7 اضعاف الأطفال المولودين فى عام 1960 والفيضانات زادت 3 أضعاف، و بهذا العرض أتمنى أن أكون قد قدمت شرحا وافيا مبسطا لما يدور بأذهان البعض وإن كان الموضوع يحتاج إلى العديد من التقارير و المتابعة ولكنى حاولت اختصارها علي وعد أن نوافيكم بتطورات هذه القضية الحيوية كلما كان هناك جديد .