احذروا يا معشر النساء
بقلم سماح سعيد :
لا أعرف ما الهدف من الدعوات المستمرة لنشاز المرأة عن حياتها الأسرية لخروجها عن الإطار المألوف لها عبر العصور، هل من باب تحقيق الشهرة وكسب اوهام “الترند”، أم لزعزعة استقرار المجتمع بزيادة معدلات الطلاق والتفكك الأسرى، أم هى فقاعات هوائية لشغل الرأى العام وإلهائه عن قضاياه الرئيسية.
ففى الآونة الأخيرة تطالعنا يوميا فتاوى لكل من هب ودب وهى بعيدة كل البعد عن القيم ومبادئ المجتمع ، وكأنها تذاع لوضع السم فى العسل من خلال الزن فى أذن كل زوجة من أجل الثورة على أوضاعها الأسرية ، فبأى حق تكون الزوجة غير ملزمة بإرضاع أطفالها ؟ وكيف تمتنع عن هذا الواجب تجاه طفلها إذا لم يحاسبها الزوج على ذلك ؟ وما الفرق بينها وبين الجماد إذا لم تنتفض مشاعرها لارضاع طفلها والاهتمام به ؟وما الفرق بينها وبين أى مربية تستعين بها بمقابل مادى والتى لا تعوض قيمة الأم للطفل ؟ ، وغيرها من الهواجس التى لا يقبلها المنطق أو العقل فعلى سبيل المثال ان الزوجة ليست ملزمة بدخول المطبخ ، وبالخدمة فى المنزل ، فى النهاية ما هى إلا عبارات رنانة لا تأخد إلا من طاقتنا وجهدنا فى قضايا مُسلم بها ومتعارف عليها و راسخة اجتماعيا علي مدي مئات و ربما آلاف السنين .
فالبيوت و العلاقات الأسرية لا ينظمها قوانين بل هى منظومة إنسانية يتوجها المودة والرحمة و تهدمها الأنانية والإهمال ، وإذا كانت المرأة غير ملزمة بشئون بيتها ورعاية أولادها فكذلك الرجل غير ملزم أنه يخرج للعمل لتوفير احتياجات الزوجة وأولاده من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وتعليم وصحة وما إلى ذلك من واجبات عليه .
الزواج هى علاقة تكاملية وليست ندية، لنصبح شركاء فى سفينة الحياة إما ان نعبرها بسلام لبر الأمان وإلا تعرضت الي أمواج عاتية و متلازمة تهدد بغرق الأسرة في بحر الحياة ،وهنا سأذكركم بقول الله تعالى فى سورة البقرة “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ “، فقد قامت الدنيا ولم تقعد عندما نصحت الدكتورة شيرين غالب نقيبة أطباء القاهرة وأستاذة الطب الشرعي والسموم بكلية طب جامعة القاهرة، طالبات كلية طب الأزهر بجامعة أسيوط في أثناء حفل التخرج بإعطاء الأولوية لبيوتهن وأولادهن بعد الزواج ، وكأنها حرضتهم على الفسق والفجور بالرغم إن ما قالته من البديهيات الطبيعية التى تغرس داخل كل فتاة عند زواجها مهما بلغت من شهرة ومال فى عملها، فالزوج يريد زوجة لا يريد طبيبة أومهندسة أو حتى وزيرة ،والأولاد يريدون أما حنونا تعلمهم وتحتويهم وتكون الملاذ الآمن لهم من ضجيج العالم لا يريدون منصبا يتباهون به، وإذا كان المجلس القومى للمرأة قد طالب الدكتورة شيرين غالب بأنها كان من الأفضل أن تطالبهم بالجد والاجتهاد من أجل وطنهم فخير ما تقدمه المرأة لوطنها هو شباب ناجح خالى من الأمراض النفسية والمجتمعية نتيجة لغياب الأم عنهم وانشغالها بعملها .
افيقوا يا معشر النساء ولا تتشبثن فى حبال العولمة الواهية التى خربت عقولنا قبل بيوتنا ، إلتزموا بعاداتنا الشرقية وورثوها لأبنائنا حتى يصبحوا فخرا لأوطانهم بدلا من أن يكونوا مسخا لدول أجنبية .