لقد نفد رصيدك ياشـوقي
بقلم سماح سعيد:
منذ الرابع عشر من فبراير الماضى ونحن نتطلع الي التغيير الوزارى ، خاصة فى وزارة التربية والتعليم أن يأتي وزير يعبر عن إحتياجات أولياء أمور الطلبة والمدرسين وغيرهم من العاملين بهذا القطاع ، الذى أنهكتهم المشاكل الكارثية من الفساد و الرشاوي و المحسوبية .
كنّا نأمل و نتمني أن يكون تولى الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم وننتظر بفارغ الصبر دور الوزير فى إصلاح تلك المنظومة الفاشلة ، وكنا دائماً نتساءل كصحفيين لماذا لم يجتمع بِنَا بصفة دورية لإطلاعنا عما يدور بخاطره من خطط؟ ، وكيف يمكن له تطبيقها على أرض الواقع؟ ، وكانت الإجابة على هذه الأسئلة دائماً أنه يدرس كل المشاكل التى تحيط بالوزارة ليخرج عليكم بالرد عليها والحلول المناسبة .
لكن الحقيقة ما لاحظناه وعلى أرض الواقع هو تخبط وعدم إكتراث بالصحافة، وكنا نغض أبصارنا عنه لعل قرارته تصلح الأحوال ، إلى أن جاء إفتتاح المدارس المصرية اليابانية التى لم يعقد اجتماع معنا ولو لمرة واحدة للإطلاع على ماتم بها ، ليأتي قرار بإغلاقها بعد أسبوع من إفتتاحها ، وهذا ما كنّا نتوقعه بعدما رأينا المدارس و مبانيها شبه الفارغة .
فى إعتقادى قضية المدارس اليابانية كانت الإختبار الأول له منذ توليه الوزارة وقد فشل فيها بإقتدار ، ثمانية مدارس غير قادر على تشغيلهم والسبب غير معلوم حتى الآن ، بسبب غياب المصارحة والشفافية منه ، وأياً كان السبب سواء خلاف على المصروفات أو خلل فى إختيار المعلمين والتلاميذ ، فالنتيجة تكشف عدم قدرته على حمل تلك الحقيبة الوزارية .
كيف لك أن تحقق تجربة الثانوية العامة الجديدة التى يبلغ عدد طلابها قرابة مليونى طالب فى مدارس أشبه بالعدم تكاد تكون خالية ، إلى الآن وعلى أرض الواقع لم أر إنجازا واحدا للدكتور طارق شوقى ، وما يردده البعض عن نجاحه فى عدم تسريب إمتحانات الثانوية العامة ، فشهادة لله وللجميع هذا مجهود الدكتور الهلالى الشربينى الوزير السابق والدكتور رضا حجازى رئيس قطاع التعليم بالوزارة .
سيادة الوزير أنا لا أشكك فى قدراتك كعقلية علمية فذة حاصل على أعلى الشهادات العلمية ، وبالفعل لديك من الأفكار ما يمكن أن يحدث طفرة فى التعليم الأساسى ، ولكنى على يقين أن تلك الأفكار لا يمكن أَن تطبق فى مدارس تصل الكثافة فيها إلى120 طالبا فى الفصل ، ألم تعلم أن هناك طلابا يؤدون الطابور المدرسى فى الشارع لضيق مدرستهم ؟!.
نحتاج إلى وزير يقوم بزيارات مفاجئة إلى المدارس ليرى ما يعانيه الطلبة والمدرسون وليست الزيارات التمثيلية لأخذ الشو الاعلامى ، لا نحتاج إلى وزراء يعكفون على الورق لحل المشاكل التعليمية ، إنزلوا من أبراجكم العاجية حتى تدركوا الكوارث التعليمية الموجودة ( اللهم بلغت اللهم فأشهد ) .