أهم الأخبارمقالات

لا يكفى التغنى بأكتوبر

بقلم سماح سعيد:

فى بداية شهر أكتوبر العظيم من كل عام كنت دائماً أستشعر روح النصر ، والملحمة العظيمة التى سجلها أبطالنا بسطور من ذهب لتشرئب أعناقنا فخراً ، ونتغنى بإنتصار أكتوبر المجيد ، 6 أكتوبر 1973، هذا التاريخ يُعنى لدى الكثير من الكرامة و الفخر والعز وإذا تحدثت فى هذا الموضوع لن يكفينى سلسلة مقالات .

 

ولكننى دائما أحاول النظر من جهة أخرى ألا وهى ماذا فعلنا بهذا النصر العظيم ؟؟؟، هل فعلا ً حافظنا علي دماء 120 ألف شهيد أرتوت بهم تلك البقعة الغالية من أرض مصر (أرض الفيروز ) سيناء لننعم بحياة يسودها السلام والوئام .

 

فى كثير من الأحيان ينتابني إحساس إننا لم ننتصر ، و إننا هزمنا أنفسنا بالتفكير السيئ وعدم التخطيط والتخبط فى السياسات خلال ل 44 عاماً ، وبالأخص خلال الست سنوات الماضية أرى أن كل واحد يلهث وراء المنصب أو الكسب السريع وملئ خزانته من الأموال ، دون النظر إلى مصلحة البلد فالهدف الأول والأخير هو تحقيق أكبر قدر ممكن من الشهرة أو المنصب أو الجاه .

 

لو فكر أجدادنا وآباؤنا بنفس منطق الانا المتغطرسة داخلنا لما تحقق هذا النصر ، لا أحب البكاء على الأطلال والتغنى بما فعله من سبقونا الا قليلا ومن باب معرفة من يجهل تاريخنا من الأجيال السابقة لنا ، ليس للتقليل من شأن هذا التاريخ وإنما النجاح دائماً يرتبط بالتركيز فى عمل اليوم والتخطيط للغد ، وأضع دائما ً تلك العبارة أمامى للعالم ألبرت أينشتاين ( تعلم من الأمس، عش اليوم واجعل لديك الأمل في الغد ).

 

ما يزيد على أربعة عقود مضت على إنتصارنا على العدو الصهيونى لم نصل إلى المكانة المنشودة التى تستحقها مصرنا الغالية ، لم يستشهد آباؤنا وأجدادنا لنضع أيدينا على خدينا ونتفاخر بإنتصارهم وحضارة 7 آلاف سنة ، مرددين أصل الدولة ولولا الفساد ابدأ بنفسك وحررها من أفكارها التى تجعلك أسيراً بين آسوارها ، أبدأ بنفسك فلوقت لم يعد يحتمل تقاعس ولا إهمال ولا فساد وكفى تقطيع لأواصر مصر وكأنها غنيمة حرب كل منا يحاول إفتراسها .

 

قد يرانى البعض متشائمة ولكنى عاشقة لتراب بلدى وأتمنى أن أراها دائماً وابداً فى المقدمة ، غيرتى عليها تنبع من غيرة المحب لمعشوقته الذى لا يرى أحداً فى الدنيا بجمالها ، ولكن كلما أشتد ظلام الصورة الأفقية أرى بصيصاً من النور يلوح فى الأفق ليهمس فى أسماعنا أن غداً أفضل بأذن الله ، دامت بلادى حرة أبية وكل أكتوبر وحضراتكم بخير.

أقرأ المزيد : https://masrelbalad.net/2017/10/06/%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d9%83%d9%81%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ba%d9%86%d9%89-%d8%a8%d8%a3%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%a8%d8%b1/

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة
زر الذهاب إلى الأعلى