أهم الأخبارمقالات

مقصلة الثانوى العام تباً للتطوير

بقلم سماح سعيد:

انتهت امتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى فى الفصل الدراسى الأول 2020 ،و قد شهد الجميع على مدار أسبوعين العديد من المهازل والمفاجآت غير المتوقعة سواء على مستوى الامتحان الذى جاء خارج المنهج و الكتاب المدرسى وكذلك الأعطال الفنية لجهاز التابلت الخاص بطلاب الصف الثانى الثانوى .

فعن  مستوى أسئلة الامتحانات فقد فاقت مستواها طلبة الثانوية العامة حيث كانت بحاجة إلى جهابذة العلوم للشروع فى حلها ، وهذا ليس عدلًا ولا متعة تعلم كما يدعى الوزير ، هذا تعجيز لقدرات الطلاب خاصة المتفوقون منهم لأن المُعلمين أنفسهم قد عجزوا عن حل تلك الامتحانات الخالية من أى عدالة أو مقاييس تعليمية ،وبدلًا من أن تحاسب الوزارة كل من شارك فى صنع تلك الجريمة وتعاقبه ، خرج علينا الوزير ليبرر لنا فعلتهم الشنعاء بأن هذا امر طبيعي ضمن منظومته الجديدة ، مكذبا للطلاب و ضاربا برأيهم ورأى أولياء أمورهم عرض الحائط ومعلنًا إستمراره فى هذا الفشل و الذي ظهر واضحا في التابلت الذى اشتكى منه الجميع نتيجة لتعطله فجأة دون أسباب فيحذف إجابات الطلاب قبل نهاية الوقت المتاح للامتحان بدقائق ، ليعيد الطالب من جديد إجاباته وسط حالة من التوتر والارتباك ، وعندما يطالب بعمل محضر لإثبات عدم مسئوليته في عطل التابلت يرفض من حوله من المُعلمين ذلك خشية أن يعاقبوا من مديرهم لأنها آوامر عليا صدرت بأن المنظومة لابد وأن تنجح حتى لو كان الثمن ضياع وانهيار جيل بأكمله ، وإن كانت مبرراتكم انها سنوات نقل عادية بها رسوب ونجاح فقط فحتى نسب النجاح مغلوطة لإن المصحح سينجح الطالب حتى فى حال رسوبه ، ليكون شعارالمرحلة القادمة ( ضحينا بالطالب فى سبيل إنجاح منظومة الوزير ) .

أى منظومة تلك التى تسببت فى إحباط آلاف من الطلاب وانهيارهم وإحساسهم بالضياع بعد أن راح مجهودهم هباء على مدار أشهر فى منهج لم يأت منه شيئ ؟ ،وإن كانت وجهة نظركم صحيحة فما فائدة الكتاب المدرسى الذي يكلف الدولة المليارات لتوفيره للطلاب ؟، ألم يعد هذا إهدارا للمال العام ، وماذا جنيتم من وراء هذا التخبط و العبث على مدار عامين غير إزدياد معدلات الدروس الخصوصية وإرتفاع أسعارها ،وكذلك استفحال ظاهرة الغش ليتساوى من كد واجتهد بمن لم يفتح كتابًا ، وبدلا من ان تصبح شهادة الثانوية العامة عنقا للزجاجة أصبحت حلما مرعبا على مدار سنواتها الثلاث، بل الأخطر من هذا هو تفكير القادرين ماديًا من أولياء الأمور للهروب من ذلك الجحيم الي مافيا المدارس الدولية ، أما غيرالمقتدر فلا حول له ولا قوة و عليه الدخول إلى تلك المقصلة أو اللجوء للتعليم الفنى ، فهل هذا ما تنشدوه من التشدق بتطور التعليم ؟ .

اتقوا الله فى أبناء الناس، وكفاكم عبثًا بمستقبلهم، فأنتم لستم احرص عليهم من أولياء أمورهم لأنهم هم الأقرب إليهم منكم وهم الأكثر صدقًا لأنهم يحكون لنا معاناتهم من واقع المشكلة وليس من خلال تقارير مغلوطة كما يحدث معكم فتتوهمون النجاح و انتم جالسون فى أبراجكم العاجية ، أنزلوا إلى أرض الواقع وسترون كم المغالطات التى تعيشون فيها ، المدارس خالية طوال العام بدءًا من المرحلة الثانوية وقد يكون قبلها ،والطلبة وأولياء أمورهم مجبرين على الدروس الخصوصية وليست بالنسبة لهم شيء ترفيهي كما يخيل لكم لأنهم يقتطعون من أقواتهم أملا فى حصول أولادهم على شهادة جامعية ، فارحموا علكم تُرحمون .

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة
زر الذهاب إلى الأعلى