وماذا بعد معلش دلال ؟؟؟!!

بقلم سماح سعيد:

تحدثت كثيراًعن التغييرات الجوهرية والصارخة التى نشاهدها فى شهر رمضان سواء على مستوى الأشخاص او البيئة والمجتمع ، ولكن كتبت هذا المقال بناء على طلب صديقتى الصدوقة رحاب قاسم مدير ادارة الجودة بمدينة الحمام .

فقد طلبت منى الحديث عن إعلان عفاف والفنانة دلال عبد العزيز عن إحتياج غير القادرين الى المياه النقية فى بعض المناطق النائية ، جاء ذلك بعدما اتصلت بها إحدى صديقاتها من سلطنة عُمان لتسألها قائلة : هل المياه عندكم بالقذارة دى كما شاهدناها فى الاعلان ؟؟؟ وكيف تقولون إن من يشرب من نيل القاهرة لابد أن يرجع له تانى ، متمنية ألا ترجع له تانى بعد رؤية هذا الاعلان القمئ .

فأتصلت بى رحاب وكانت حزينة و ثائرة جداً لتسألنى ، هما ليه بيشوهوا بلدنا كده ؟، وبالفعل نفذت وعدى وكتبت عن الموضوع فَلَو تكلمت عن كم الإعلانات الرمضانية والسفه والكذب والمحتوى الفارغ لها ، لن يكفينى مقال واحد بل أحتاج إلى سلسلة من المقالات ، بالرغم من احباطى الشديد لأننى لست الوحيدة التى تهاجم إعلانات رمضان ، بل لأن هذا الوباء المتفشى ظهر منذ سنوات ولا حياة لمن تنادى ،ولكننى سأتعامل من منطلق الآيه القرآنية ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ ).

اولاً اخراج الأعلان قمة فى التخلف لأن لون مياه البحر او النيل عمرها ما بتكون بهذا اللون الأخضر القذر حتى وإن كانت بها ملوثات ، ثانياً التلوث واضح فى القارورة التى تأخذها الست عفاف لملئها وليس فى الماء ،فالأفضل أن ننصح السيدة بإلقاء الزجاجة فى القمامة بدلاً من آن تأخدها الفنانة دلال عبد العزيز لتحضنها وتظهر علينا بسبحتها فى يدها الآخرى لتستعرض لنا عفاف  وهى تملئ الزجاجة بالماء  .

اللوم و العتاب ليس على الست عفاف لإنها لا حول لها ولا قوة ، ولكن عتابى على الفنانة دلال عبد العزيز التى أكن لها كل الاحترام فكيف لها أن تشارك بإعلان تافه مثل هذا ضرره أكثر من نفعه ، اعتقادًا منها لمساعدة غير القادرين وغيرهم .

معذرة سيدتى أنت بذلك تشوهين صورة بلدك انت وبيت الزكاة والصدقات المسئولة عن هذا الأعلان ، كان الأحرى بكما ان توصلوا المياه للمنطقة وتساعدوا غير القادرين بتكلفته  ، نصيحتى لكم ولغيركم (كفاكم متاجرة بالغلابة ) ، عمل الخير مش محتاج إعلان ولا منظرة، محتاج كل واحد منا يساعد الآخر فى صمت ، “واتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله”.