إعلام التفاهة
بقلم سماح سعيد :
لم أعرف ما هذه الضجة الاعلامية حول ماتم عرضه بشأن المخرج خالد يوسف ،هذا أمر طبيعى فى زمن لا يتعامل فيه معظم الإعلاميين وفقاً لمعايير العمل الاعلامى أو وفقاً للمبادئ والأخلاقيات التى يمليه عليه ضميره، وبالمعنى الدارج أصبح الكثير يتخذ من الإعلام سبوبة ووسيلة للشهرة أياً كانت الطريقة؛ سواء بنشر فضائح الناس، أو بعلو الصوت واتخاذ كل اعلامى دور المناضل السياسى ،أصبحنا نرى حالة من الهرج والمرج التى ليس صلة بالإعلام أساسا.
ًفالاعلام هو عملية إتصال متبادلة تتم بين ثلاثة أركان رئيسية ؛مرسل ،مستقبل ،رسالة ،والهدف من هذه العملية هو توصيل معلومات وبيانات وحقائق لدى الجمهور حول المشكلات والقضايا التى تواجههم سواء بالداخل أو الخارج، لتكوين قاعدة من الأفكار السليمة التى تساعده فى حل مشاكله، و المشاركة المجتمعية فى قضايا المجتمع والإلمام بما يدور حولنا من العالم الخارجي .
أين هذا الاعلام وفقاً لما تم دراسته؟،أرى هناك شىء من العبث على كافة وسائل الاعلام المصرية سواء المرئي أو المسموع أو المقروء ،أين الجهات الرقابية والعقابية على تلك الوسائل،و التى من شأنها معاقبة هؤلاء الاعلاميين فى حال الخطأ أين ميثاق الشرف الاعلامى ؟.
وهذا ليس حال الاعلام المصرى فقط بل ينطبق على العالم العربى والدول النامية بشكل عام نتيجة لهيمنة رأس المال والنواحي السياسية على أجهزة الاعلام حتى وإن كانت تلك الوسائل خاضعة لأفراد أو لشركات ،وهو ما يؤدى إلى تراجع تلك الوسائل على مستوى العالم ،ووصفها بعدم الموضوعية وعدم الحيادية، فى الوقت الذى اصبح العالم أشبه بقرية صغيرة بعد التقدم التكنولوچى، وأصبحنا لا نرى من وسائل الاعلام فى العالم ما يدرس.
أرجو من الاعلام المصرى الرفق بالمواطن المصرى الذى يحاول العيش فى ظل ظروف صعبة فى العمل وفى المعيشة حتى أنهكه التعب ،فالمواطن البسيط كل ما يهمه هو البحث عن لقمة العيش، وكل ما يشغله فى حالة مرضه هو توفير الدواء سواء له او لعائلته ولا يهمه إن كان خالد يوسف شيخا أو كان عربيدا، وما وجه الضرر أو الإفادة من هذه الموضوعات التافهة التى يحاول بها الاعلام إلهاء الرأي العام وأبعاده عن القضايا الرئيسية والحقيقية فى المجتمع.