عذرا لم أعد أثق فى البرلمان
بقلم سماح سعيد:
بالرغم من أبتعادى عن السياسة سواء بالكتابة أو مجرد الكلام فيها منذ فترة طويلة بسبب عدم تخصصى فى الشأن السياسى ولكثرة ما يقال فى هذا المجال بين الناس لدرجة أن قطاعا من المصريين أصبحوا لا يملون الحديث عنها.
إلا أن مشهد أنتخابات مجلس النواب 2015 قد جذب انتباهى مثل حال الكثير من المصريين الذين أتخذوا موقف المتفرج ،حيث استفز وسائل الإعلام فى مصر والعالم كثرة المحاولات مراراً وتكراراً استنفار الناس وحثهم على المشاركة فى هذا الحدث ،على الفور قامت العديد من مواقع التواصل الاجتماعى بالسخرية بعدما ظهرت معظم لجان الإقتراع شبه خالية بعد عزوف الناس عن المشاركة .
لم أتعجب من المشهد لأن الغالبية العظمى لم تعد تثق فى الحكومة ولا فى وعودها البراقة سواء الوزراء منهم أو ممثلى الشعب تحت قبة البرلمان ، فقد سئم الناس الكلام المعسول وفقاعات الهواء التى تطلق إما للشو الإعلامى أو لتكون بمثابة مسكنات للناس لتهدأ وتطمئن .
هذا المشهد ما هو إلا حصاد سياسات الحكومة سواء الحالية أو الحكومات السابقة وهذه نتيجة عدم إكتراثهم بحاجات الشعب ومتطلباته وإحتياجاته اليومية من مسكّن و ملبس و مأكل أو رعاية صحية أو تعليمية وغيره من لوازم الإنسان الحياتية ، لا يمكن لنا فى هذا الزمن دفن رؤسنا فى الرمال كالنعام ونتساءل لماذا لم يذهب الناس للانتخابات؟.
لا توجد مؤامرة كما يدعى البعض أو استجابة لدعوات مقاطعة الإنتخابات، بل أصبح كل ما يشغل المواطن هو لقمة العيش فلم يعد يهمه متابعة فصيل سياسى سواء كان هذا أو ذاك ،كذلك فئة الشباب التى أصبحت تمثل قطاعا عريضا فى المجتمع فقد هجر الحياة السياسية بعدما أثقل كاهله العديد من المشاكل الخاصة بهم منها على سبيل المثال لا الحصر، مشكلة البطالة التى أصبحت تؤرقهم بعد الحصول على قسط وافر من التعليم قد يصل لحاملى درجة الماچستير والدكتوراة ،كذلك عدم القدرة في حصولهم على سكن للزواج والإستقرار.
فعذرا عزيزي البرلمانى وأختى البرلمانية لم تعد خططكم لشراء أصوات الشعب ناجحة، الشعب أيقن أن استراتيچية شراء أصواته لم تعد مرضية على المدى الطويل ،الناس تدرك إنه بمجرد نجاحكم فى الوصول للبرلمان ستديرون ظهوركم لمن رشحكم ولن تعملوا على حل مشاكله لأنه لن يراكم بعد ذلك ،فالمشكلة ليست مشكلة أصوات ولا ناخبين بل هى مشكلة الضمير.
للمزيد من المقالات