غابت الثقافة في مجتمع السخافه
بقلم علاء الداودي
الثقافةهي ذلك المفهوم الذي ندعي جميعا فهمه والحفاظ عليه..كل حسب رؤياه ومآربه أهوائه..بل تتعدد الثقافات وتختلف أنواعها باختلاف البيئة المحيطة وكذلك المؤسسات الاجتماعيةوالتعليمية،فالثقافة هي ذلك الكائن المتغير بكل معطيات التغييرالاجتماعي والسياسي والرياضي وغير ذلك
كما حدثنا الكاتب الفرنسي لينين الفريدفي كتابه يوم الثقافه…وتعاني الثقافة المصرية من عملية اغتراب ممنهجة بفعل فاعل تقضي علي الأخضر واليابس في أرض الحفاظ علي الهوية المصريةوالعربية …ولعل أهم السهام المسمومة التي أصابت جسد الثقافة المصرية في مقتل عدم وضوح رؤية وزارة الثقافة المصرية من خلال منظومة العمل الثقافي داخل مؤسسة وزارة الإبداع كما يجب أن يكون فتاهت الثقافة في موطنها…لذلك يجب عودة دور وزارة الثقافة علي الفور في كل بقاع مصرفي الحضر والريف في النجوع في الواحات في النوبة في حلايب وشلاتين من خلال المسارح الجماهيرية والقومية بكل المحافظات وكذلك قصور الثقافة التي عمها البلاء وأصابها الجفاف الفكري وأصبحت مرتعا ومأوي للفئران وصراعا وظيفيا علي الكراسي فقط…الثقافة المصرية أهملت المبدعين فانحط الذوق العام وضاعت الأخلاق وانهارت القيم فرأينا التعصب الفكري الذي أدمي قلوبنا عقودا عديدةفقدنا خلالها فلزات أكبادناالتي تصون الوطن وتحميه..وهناك سهاما مسمومة أخري مزقت شمل الثقافة المصرية التي عشنا في جلبابها قرونا عديدة..إنها الأبواق الإعلامية المتخصصةفي طمس الهوية المصرية لا أرادياتفننت وتخصصت في خراب بيت الثقافة بنشر الأكاذيب بأحقر الألفاظ دون النظر للتراث العربي الذي استفاد من الاسلام الحنيف الذي علمنا الصدق قولا وعملا في أكثر من موضع وكذلك الوطنية والاخلاص والوفاء وإغاثة الملهوف والكرم والإيثاروغيرها من الثقافة العربية الاسلامية التي بنت دولة بل خلافة عظيمة امتدت لقرونا عديدةمتوجة بزبنة الثقافات وهي الثقافة المعتدلة القائمة علي الفكر الوسطي المعتدل المحتضن لكل الثقافات رغم الاختلافات لينصهر بثقافة عصرية جديدة هدفها الإنسان والمجتمع وبناء الأوطان،الثقافة المصرية تمر بأزمة حقيقية لابد من الاعتراف بها ولا نضع رءوسنا في الرمال،ولابدمن الاسراع بفتح المسارح المغلقة وإعادة الحياة لقصور الثقافة المهجورة وكذلك عملية البحث والتنقيب المدروسة للبحث عن المبدعين في كل مكان وتوفير مناخ مناسب لهم برعاية الوزارات لاسيما وزارة الثقافة ووزارة التعليم ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الاتصالات ووزارة الأوقاف ولاننسي دور الكنيسة المصرية المؤثر عبر التاريخ بجانب الأزهر كمؤسسة عملاقة قادرة علي ذلك..ويجب الانتباه أن في غياب الثقافة ستتحول حياتنا لقمة السخافة….ولنحذر العدو الذي يمتطي جوادا في ظلام الليل يحاول جاهدا طمس الهوية الثقافية المصرية…وفق الله مصرنا الحبيبة لما فيه الخير والسلام