مليار شخص في القرن ال21 يواجهون الموت بسبب التدخين
نسبة المدخنين 30,1% بين الأميين و12,7لمن يحمل الشهادة الجامعية
أعدت التقرير سماح سعيد:
ظاهرة التدخين باتت تشكل خطرا على الدول والأفراد بشكل عام بسبب الأضرار الصحية والبيئية والاقتصادية التي يحدثها التبغ، فهى العامل الرئيسى فى الإصابة بالعديد من الأمراض منها تصلب الشرايين وأمراض القلب وسرطان الرئة وغيرها، هذا إلى جانب التلوث البيئى الناتج عنها وعن عمليات تصنيع التبغ .
هو الأمر الذي يستدعي إلى الحاجة لتشديد الرقابة على هذه الممارسات والعمل على الحد منها، ويكبد العديد من دول العالم خسائر اقتصادية لمعالجة آثار التدخين التى أصبحت تحاصرنا منذ 43 عام .
ورغم ذلك فإن أعداد المدخنين فى تزايد مستمر حول العالم خاصة فى الدول النامية، ففى عام 1990 كان عدد المدخنين طبقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية870 مليون مدخن، وارتفع إلى 933 مليون شخص عام 2015، فيما بلغ العدد حاليا نحو 1.3 مليار مدخن.
وبلغ متوسط الإنفاق السنوي على التدخين للأسرة التي بها فرد مدخن أو أكثر بلغ نحو 6 آلاف جنيه، مشيراً إلى تقرير الجهاز المركزى للإحصاء بنسبة الأسر التي بها فرد مدخن على الأقل يصل لنحو 41.3% ، وهو ما يعني ان هناك نحو 24 مليون فرد غير مدخن ولكنه عرضه للتدخين السلبي( بسبب وجود فرد مدخن داخل الأسرة).
وتؤكد الدراسات أن التدخين أحد أكبر الأسباب للوفيات حول العام، إذ يتوقع أن يؤدي بحياة مليار شخص في القرن الحادي والعشرين، فى المقابل لا حياة لمن تنادى فإن نسبة التدخين بين البالغين، إذ وصلت إلى ما يقرب من 22 %.
وأكدت الدكتورة سحر لبيب مدير إدارة مكافحة التدخين بوزارة الصحة والسكان فى تصريح خاص لموقع نافذة مصر البلد أن اليوم العالمى للإقلاع عن التدخين هو بمثابة دق نواقيس الخطر للتحذير من خطورة المشكلة ولإلقاء الضوء على مزيد من الأنواع المستحدثة منه منها السجائر الإلكترونية والتي يعتقد الكثيرون إنها أخف ضررا من التقليدية ،وهذا الاعتقاد خاطئ تماما إذ أن هذا النوع يسبب انتفاخ الحويصلة الهوائية(pop corn lungs)
للرئة وتصبح أشبه ( بالفيشار )تأثرها بالمواد الكيميائية المنبعثة منها ، هذا إلى جانب السدة الرئوية التي يعانى منها غالبية المدخنين . و بالتالي لابد من التوعية بمدى خطورة التدخين بصفة خاصة وفوائد الأبتعاد عنه عامة ، وذلك عن طريق اللجوء لخدمة الخط الساخن لتقديم المشورة والحل للمدخن و تقديم بعض الأدوية المساعدة إذا تطلب الأمر.
ولفتت الدكتورة راندا ابو النجا مسؤل الأمراض غير السارية بمنظمة الصحة العالمية في إلى ضرورة حماية الفئات الأكثر عرضة لاستهلاك منتجات التبغ، وهم المراهقين، مشيرة إلى حجم الإنفاق على دوائر التبغ والتي تبلغ مليارات الجنيهات في الترويج والدعاية لمنتجات التبغ، لاستهداف فئة المراهقين والشباب، مشيرة إلى المحاولات الخادعة التي تستخدم شتى السبل المباشرة وغير المباشرة لجعل التبغ واحد من العادات والأعراف المقبولة في المجتمع.
ونوهت إلى أن مصر واحدة من أوائل الدول التي صدقت على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ في عام 2005، مشيرة إلى العواقب الاقتصادية والبيئية لاستهلاك التبغ، وضرورة وضع برامج فعالة للتثقيف والتوعية، موضحة أن واحدة من أهم التدخلات والتدابير زيادة مستوى الوعي بتغيير الثقافة المجتمعية ضد التبغ، مؤكدة التزام منظمة الصحة العالمية بدعم جهود مكافحة التبع .
ومن جانبه أشار الدكتور وجدي أمين مدير عام الإدارة العامة للأمراض الصدرية إلى دور جمعية مكافحة التدخين والدرن والأمراض الصدرية في رصد تدخلات شركات التبغ لتحسين صورتها العامة عند المجتمع، وكذلك رصد الصحف والمواقع والدراما التليفزيونية والبرامج الترفيهية التى تشير إلى منتجات التبغ بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
ولفت “أمين” إلى جهود الجمعية في عمل دراسات لقياس نسب التدخين، وتدريب العاملين في جميع المجالات للوقاية من التدخين.
وأردف “أمين” أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أعلن ان نحو 17.7٪ من إجمالي السُكان في مصر في الفئة العمرية من 15سنة فأكثر «مدخـنون»، وهو ما يمثل حوالى 18 مليون نسمة وفقاً لتقديرات السكان لعام 2020، وتبلغ نسبة المدخنين بين الذكور 35.6٪، مقابل 0.3٪ بين الإناث.
واشار الي ان نسبة المدخنين في الفئة العمرية (45-54 سنة) تبلغ 23.2% يليها الفئة العمرية (35-44 سنة) حوالى22.5% ثم الفئة (25-34 سنة) حوالي 20.8% وهي نسب مرتفعة خاصة أن هذه الفئات العمرية هي الفئات الشابة التي تعتبر قوام قوة العمل الرئيسية في المجتمع.
وعن علاقة التدخين بالتعليم ذكر “أمين” أن أعلى نسبة مدخنين بين الحالات التعليمية المختلفة كانت لمن يحمل شهادة محو الأمية بنسبة 30.1%، يليها من يقرأ ويكتب حيث تبلغ نسبة المدخنين بينهم 27.5%، وأقل نسبة مدخنين على الإطلاق توجد بين الحاصلين على شهادة جامعية فأعلى 12.7%.
وذكر أمين أن الأمراض غير المعدية تعتبر هي السبب الرئيسى للوفاة في مصر ، ومسئولة عن أكثر من 80% من إجمالى الوفيات حيث تعتبر أمراض القلب، و الأوعية الدموية مسئولة عن معظم الوفيات بنسبة 46% ، ويليها السرطان بنسبة 14%، والأمراض الصدرية المزمنة بنسبة 4% والسكر 1%، لافتا أنه يمكن الوقاية من نحو ثلاثة أرباع حالات الأمراض القلبية والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني، و40% من حالات السرطان حال التخلّص من التدخين وتعاطي الكحول وتدني النظام الغذائي والخمول البدني.