المتجمعون بالمواكب متفرقون بالمعارك
بقلم علاء الداودى :
احذر المرءوس الذي يطيع الأوامر بلا نقاش ،الذي يوافق علي رأي رئيسه دون تفكير أواندهاش، إذاتكلم رئيسه أصبح الكلام عبقرية وحكمة ودواء شافي وقطن وشاش،لابدمن تبادل الرأي نتفق نختلف نتشاورلنصل للرأي السليم.
يقلقني ويثير ريبتي الموظفون العبيد المخلصون الذين يؤلهون رؤساءهم فاذا خرج الرئيس من منصبه أهانوه وشتموه وكسروا وراه (قلة)وربما(زير)في روايات اخرى،لوتخلت الدنيا عن المسئول الكبير لايجد من يسأل عنه أويستفسر عن صحته،فيتعجب من ظلم الأيام ونكران الناس،لكنه أيضايتحمل جزءا من الظلم الذي وقع عليه؛لأنه اختار أن يحيط نفسه بالأصفار ليظهر هو نابغةالجيل!!فهم يؤيدونه علي طول الخط ليس لهم رأي،هوالذي اختارأهل الثقة المتجمعون في المواكب المتفرقون في المعارك.
النصير الحقيقي الذي يختلف معي وأنا قوي وينتصر لي وأنا ضعيف ويجادلني وأنا في قمة النفوذ والسلطةواذاغدرت بي الدنيا يكون أول المساندين والمدافعين عني،المصيبةإن معظم المسئولين عندما يصلون للسلطةيعميهم النفوذوالسلطان،لايرون إلامايعجبهم ولايسمعون غيرالتهليل والثناءوالتطبيل،للأسف يكرهون المخلصين ويقربون المنافقين لايصدقون الحق ويرتاحون للباطل.
فاحذر أيها المسئول الكبير من المنافقين الذين يحفرون القبورليدفنوا فيها الآلهة التي عبدوها!!فأول مراتب الفساد في مصر هم من يحيطون بالمسئولين ومعظمهم أصحاب مصالح خاصة في ظاهر أعمالهم الرحمة ولكن في باطنهاالعذاب.
ابحث أيها المسئول عن الكفاءة والعلم وليس النفاق والتطبيل،فقد اختار الله (ذا القرنين)عليه السلام ومكنه بالعلم لبناءالسد الأعظم الذي حمي البشرية من (يأجوج ومأجوج)،وعندما رجحت كافة (موسي) عليه السلام ليتزوج إحدي الفتاتين التي جاءت علي استحياء وهما بنتا النبي (شعيب)عليه السلام كان المعيار والكفاءة هو الشرط فقال تعالي :”إن خير من استأجرت القوي الأمين”..وفي قصة (يوسف)عليه السلام عندما مكنه الله في الأرض لكفاءة وعلم فقد قال تعالي:”اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم”.
وفي قصة الصالح (طالوت)عندما اختير ليقود المعركه فقد أتاه الله بسطة في الجسم والعلم..فانتصر علي جالوت،وهكذا قصص وأحداث لاتعد ولاتحصي تبين أن الأمم التي تقدمت اختارت الكفاءة وفضلت العلم .
أما طوابير المطبلتية والمنافقين أضاعوا أمم وشردوا مجتمعات لأنهم نظروا لمصالحهم الفاسدة ولم يعينوا المسئول بقوة لصالح مجتمعاتهم ،فقال تعالي “ويحبون أن يحمدوا بمالم يفعلوا لتحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب آليم” صدق الله العظيم