وزير الصحة:عدد الوفيات بسبب مقاومة مضادات الميكروبات لـ 10 ملايين سنويًا
كتبت سماح سعيد:
أشار الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، إلى عدد الوفيات بسبب مقاومة مضادات الميكروبات سيصل إلى لـ 10 ملايين سنويًا،بحلول عام 2050،وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، مؤكدًا ضرورة التكاتف والتحرك السريع وبشكل حاسم.
جاء ذلك في كلمة وزير الصحة،خلال افتتاح المؤتمر الوزاري العالمي الرابع، بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية.
ودارت كلمة وزير الصحة تحت عنوان «جهود مصر في الوقاية من مقاومة مضادات الميكروبات ومكافحتها»،مستعرضًا إنشاء نموذج شامل للوقاية وتنفيذه في 69 مستشفى.
واستعرض جهود الوزارة ، في هذا الشأن، والتي بدأت عام 2018، بإطلاق استراتيجية وطنية مصممة لمكافحة هذه القضية الملحة، وتستند على نهج الصحة الواحدة، مع الاعتراف بالترابط بين صحة البشر والحيوان والبيئة .
كما استعرض اطلاق برنامج إلكتروني وطني لمراقبة العدوى بجميع المستشفيات لتطوير وتنفيذ السياسيات التي تحكم استخدام المضادات الحيوية، وتشمل هذه المبادرة تقييد بعض أنواعها، بهدف ضمان فاعلية 60%، من خلال التركيز على الاستخدام الحكيم، للحفاظ على فعاليتها.
وأضاف أنه خلال الـ6 أشهر الماضية، ارتفع معدل الالتزام بمعايير الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية،من 37 إلى 56%، وهو ما يعكس تحسن الجهود المتضافرة لغرس ثقافة الاستخدام المسؤول لها في جميع أنحاء أنظمة الرعاية الصحية.
وأعلن عن التوافق بشكل كامل مع «خطة العمل العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات»، والتي تتكون من خمسة ركائز رئيسية، كل منها مصمم للمساهمة في تحقيق الأهداف المشتركة .
وتحدث عن إنشاء هيكل تنظيمي من وزارة الصحة، للمستشفيات، مع أدوار ومسؤوليات محددة وفرق مخصصة لمقاومة مضادات الميكروبات،لدعم مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs)، التي تسمح بمراقبة التقدم بشكل منهجي.
وأوضح برنامج مكافحة العدوى الوطني،الذي تم إطلاقه عام 2003، واستطاع ان يحقق تقدمًا كبيرًا، حيث طبق مكونات الوقاية من العدوى ومكافحتها الأساسية لمنظمة الصحة العالمية في جميع مرافق الرعاية.
وأشار إلى دور وزارة الصحة والسكان، في تقديم تدريبات متخصصة، بما في ذلك دبلومة مهنية، لضمان تجهيز العاملين في مجال الرعاية بشكل جيد للحفاظ على معايير الوقاية من العدوى ومكافحتها.
وأكد أن أنظمة المراقبة الصحية تتميز بقدراتها على تدقيق منتظم وآليات لقياس ردود الفعل، والتنفيذ التدريجي للنظم الإلكترونية للعدوى المرتبطة بالرعاية، ومقاومة مضادات الميكروبات.
كما أكد تدريب الفرق الصحية على النسخة المحدثة من برنامج المراقبة الإلكترونية، وتنفيذها بـ 80 مستشفى على مستوى المحافظات، مما يضمن تزويد مقدمي الرعاية بالأدوات التي يحتاجونها لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات بشكل فعال.
كما أشار إلى أهمية بناء قدرات مختبرات علم الأحياء الدقيقة لإجراء اختبارات تشخيصية سريعة وموثوقة للكائنات الحية المقاومة، وذلك بالاستفادة من برنامج WHONET لمشاركة البيانات مع نظام مراقبة مقاومة مضادات الميكروبات واستخدامها العالمي (GLASS)، مما يضمن مساهمة النتائج في بيانات مقاومة مضادات الميكروبات العالمية، بالإضافة إلى قيام كل مستشفى بإنشاء مخطط يوفر بيانات أساسية لتوجيه العلاجات المناسبة.
كما أوضح أهمية تعزيز الاستخدام الرشيد لمضادات الميكروبات، من خلال مراقبة استهلاكها باستخدام الجرعة اليومية المحددة من منظمة الصحة العالمية (DDD) ، مع التوعية والمشاركة المجتمعية، بشأن مقاومتها.
ونوه إلى تنظيم حملات تعليمية تستهدف المتخصصين في الرعاية الصحية والطلاب وعامة الناس لتعزيز ثقافة المسؤولية تجاه استخدام مضادات الميكروبات.
كما نوه إلى أن هذا المؤتمر الثري يعكس التفاني بالعمل بشكل وثيق مع الشركاء العالميين لمعالجة هذه القضية الملحة، مؤكدا أهمية تبادل الخبرات في تعزيز الاستجابة الجماعية لمقاومة مضادات الميكروبات.
واختتم كلمته بالتأكد على الإلتزام بمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، وتعزيز ثقافة الاستخدام المسؤول لها،إضافة إلى تنفيذ سياسات فعالة وتحسين الأنظمة الصحية،وحماية الأرواح وحماية فعالية الأدوية الأساسية، وخلق مستقبل أكثر صحة للأجيال القادمة.