“الفيوم أفضل بدون بلاستيك”..تقرير تستعرضه البيئة
كتبت سماح سعيد:
أستعرضت وزارة البيئة تقريرا حول أنشطة مشروع “الفيوم أفضل بدون بلاستيك” والذى تم اطلاقه بمحافظة الفيوم كونها تعاني من الإستخدام المفرط لأكياس البلاستيك فكان من الضرورى تنفيذ مشروعات ومبادرات محلية بالمحافظة للحد من أضرار التلوث البلاستيكي، والمشروع ممول من مرفق البيئة العالمية، وبرنامج المنح الصغيرة ، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ويسعى المشروع الى التوعية بالحد من استخدام أكياس البلاستيك أحادية الاستخدام، من خلال إطلاق حملات توعية بأضرار ومخاطر استخدام البلاستيك على البيئة والصحة ،كما يقود بمبادرات تهدف لإيجاد بدائل مناسبة سواء أكياس الورقية او القماش ، حيث يتم التطبيق على سلاسل السوبر ماركت و الصيدليات الكبرى كنقطة انطلاق لنشر المبادرة.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ان الوزارة بدأت في السنوات القليلة الماضية بإتخاذ العديد من الإجراءات التنفيذية للحد من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام. حيث بدأت المرحلة الأولى من خلال إطلاق المبادرة الوطنية للحد من استخدامه ، و قد تم خلالها إعداد دراسة تحليلية لمنظومة البلاستيك في مصر، وانتهت الدراسة إلى 4 بدائل رئيسية لتلك الأكياس، وهي الأكياس القابلة للتحلل، والأكياس متعددة الاستخدام، والأكياس الورقية، والأكياس غير المنسوجة. مشيرة الى استمرار إجراء الدراسات ووضع السياسات ورفع الوعي وإيجاد مشاركة مجتمعية، ودعم الوزارة لمقترحات منظمات المجتمع المدني والشباب في مجال الحد من استهلاك البلاستيك وإعادة تدويره.
وأوضحت أن قانون المخلفات يتضمن مادة تنظم الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، وقد قامت الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية بوضع الاستراتيجية الوطنية للحد من استخدام البلاستيك، والعمل على إصدار مواصفات جديدة وتعديل المواصفات الحالية للترويج للاستخدام الاكياس البلاستيكية متعددة الاستخدام، وطرح البدائل المتاحة والمقترحة التي يمكن طرحها للمصنعين والمستخدمين، وايضا دراسة الحوافز وآلية توقيع الغرامات بالتنسيق مع وزارة المالية.
ويعمل المشروع على نشر العديد من رسائل التوعية في سبيل توجيه الفئات المستهدفة لتعديل بعض السلوكيات و الممارسات السلبية التي تؤدى الى انتشار مخلفات البلاستيك، من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة التوعوية تشمل الندوات والمسابقات وحملات التوعية ، حيث قام المشروع فى هذا الصدد بتنفيذ سلسلة من الندوات التوعوية استهدفت الطلبة والمعلمين بعدد من المدرارس بمحافظة الفيوم، وذلك بالتعاون مديرية التربية والتعليم بالفيوم شملت مدارس جامعة عين شمس الثانوية للبنات، و الفنية الثانوية الجديدة للبنات ،وتضمنت الندوات التعريف بمشكلة التلوث البلاستيكي و مخاطرها واضرارها على صحة الفرد والمجتمع والبيئة، وكيفية التصدي لهذه المشكلة، وضرورة التوجه لايجاد للبدائل وانواع تلك البدائل .
كما قام المشروع بتنفيذ حملات توعوية بالمجلس القومي للمرأة بالفيوم استهدفت قيادات المجلس و عدد 45 من الرائدات الريفيات من العديد من القرى، و التوعية بمخاطر البلاستيك أحادي الاستخدام، و استعراض البدائل المتاحة للحفاظ على الصحة و البيئة، و الأماكن التي يتم دعمها بالبدائل من قبل المشروع.
وفى السياق ذاته نفذ المشروع عددا من اللقاءات التعريفية للتعريف بالمشروع واهدافة وتشجيع المشاركة المجتمعية فى تحقيقها و ذلك بكليات جامعة الفيوم، تم خلالها تقديم عرض تعريفي بالمشروع،والمشكلات التي يتصدى لها، وأهدافه و أنشطته، و تحفيز الطلاب للمشاركة في أنشطة المشروع، وتنظيم مسابقتين لطلاب جامعة الفيوم ،و مسابقة فنية و أخرى تطبيقية تحت شعار “الفيوم بدون بلاستيك” تعتمد على خلق تفاعل بين قضية التلوث البلاستيكي وطلاب الجامعة،
ويتم خلال تلك اللقاءات دعوة و تحفيز الطلبة والطالبات للمشاركة بتلك المسابقات، ودعوتهم للمشاركة في حملات التوعية و التخلص من البلاستيك بالمحميات الطبيعية، و حملات التوعية بمحلات السوبر ماركت و القطاعات الأخرى ،وكذلك تحفيزهم لاستبدال الأكياس البلاستيكية المستخدمة في التسوق بأخرى أكثر استدامة حيث تم توزيع شنط تسوق من القماش غير المنسوج عليهم .
بالاضافة إلي تنفيذ حملات توعية للمواطنين داخل محلات سلاسل السوبر ماركت الكبرى ، والتي سبق للمشروع وان عقد اتفاقا معهم لتنفيذ مبادرة “تسوق بدون بلاستيك” بتلك المحلات ، حيث تم مقابلة عدد 450 أسرة خلال تنفيذ الحملات المذكورة، و جاري استكمال باقي المستهدف طبقا للخطة.
وايضا تنفيذحملة توعية بنادي محافظة الفيوم لتوعية أعضاء النادى و أسرهم بأضرار و مخاطر البلاستيك أحادي الاستخدام، ومدى توافر البدائل التى يمكن استخدامها في سبيل الحفاظ على صحة و سلامة الأطفال والكبار من أضرار التلوث البلاستيكي.
وكذلك حملات التوعية والنظافة بالمحميات الطبيعية بالفيوم ، حيث تم تنظيم عدد من الزيارات للمحميات لعدد من طلبة وطالبات الجامعات والمدارس، و توزيع أكياس بدائل البلاستيك عليهم و حملات نظافة لتنظيف المواقع الهامة بالمحمية من مخلفات البلاستيك .
ونظم المشروع حملة توعية بقرية تونس استهدفت اهالي القرية واصحاب البازارات للتعريف بمخاطر و أضرار التلوث البلاستيكي، و شرح فكرة بدائل البلاستك وعرض نموذج للشنطة البديلة لأكياس البلاستيك، مع رسائل توعية محددة خاصة بمشكلة البلاستيك ،وقد لاقت الحملة تفاعلا واستحسانا من المواطنين بالقرية بشكل كبير و ايضا تم اطلاق مبادرة “تونس افضل بدون مخلفات بلاستيك” ، بمشاركة المتطوعين من طلبة جامعة الفيوم، و جمعية الخزافين بتونس ،حيث تعد قرية تونس أشهر قرى محافظة الفيوم وأكثرها جذباُ من الناحية السياحية والبيئية ، و تشتهر بالحرف اليدوية ، مما جعلها مزارا هاما لإنتاج و بيع الخزف، اضافة الى توقيع بروتوكول تعاون بين المشروع و جمعيتي ( خزافين توني – بيتاح ) من خلاله تدعم البازارات و مدرسة الفخار بشنط بديلة للبلاستيك لتسويق انتاجهم من الخزف ، ويعد بمثابة انطلاقة تخلص تونس من البلاستيك أحادي الاستخدام.
وهذا ويقوم المشروع بتنفيذ مجموعة من ورش العمل و التدريبات لشباب الخريجين و رواد الأعمال على العمل في مجال الاستفادة من المخلفات البلاستيكية، بما يشمل آليات جمع و فرز المخلفات البلاستيكية، و عمليات تحويلها فيزيائيا أو كيميائيا و إعادة استخدامها وتدويرها.
جدير بالذكر أن تقارير وزارة البيئة تشير الى أن مصر تستهلك أعداد كبيرة من الاكياس البلاستيكية سنوياً، وتعد الطرق الوحيدة للتخلص منها هي إما حرقها مما يؤدي لتلوث الهواء أو التخلص منها في المحيطات ما يعني تدمير الحياة البحرية بها، حيث يحتاج التخلص من اضرار تلك الأكياس من 50 إلى 100 عام للتخلص ، فتتراكم فوق بعضها البعض وتشكل على المدى الطويل مشكلة كبيرة تهدد البيئة والصحة، لذلك لابد من تضافر وتعاون الجميع للتصدى لتلك المشكلة بما يعود بالنفع على البيئة والمجتمع ككل.