“بكالوريا” بالإجبار.. أزمة جديدة بالتعليم
تقرير سماح سعيد:
منذ الإعلان عن إطلاق مشروع شهادة البكالوريا المصرية، أكد محمد عبد اللطيف أن الالتحاق بها سيكون اختياريًا وفقًا لرغبة الطالب وولي أمره، مع الإبقاء على نظام الثانوية العامة التقليدي كخيار متاح.
إلا أنه، وكما جرت العادة قبل كل عام دراسي، يختلف الواقع عند التطبيق. فقد فوجئ طلاب مدرسة أحمد زويل الرسمية للغات بالعمرانية – الجيزة، عند تسجيل رغبتهم بالالتحاق بالنظام القديم، برفض مسؤولي المدرسة وتعنتهم، مؤكدين لهم أنه لا بديل أمامهم سوى شهادة البكالوريا المصرية.
وعندما اعترض الطلاب وأولياء أمورهم، كان الرد الصادم: “من لم يعجبه فليتجه إلى مدرسة أخرى”، وحددوا لهم مدرسة العمرانية المشتركة كخيار وحيد. والسبب؟ لا أحد يعرف.. فهل هو عقاب غير معلن؟
المشكلة لا تقتصر على مدرسة واحدة، بل تمتد إلى عدة مدارس بمديرية التربية والتعليم بالجيزة. وإذا كان بعض المسؤولين يظنون أن فرض النظام الجديد بهذه الطريقة سيدعم نجاحه، فإن الحقيقة أن هذا الأسلوب التعسفي قد يؤدي إلى نتيجة عكسية تمامًا، تتمثل في نفور الطلاب وأولياء أمورهم، وربما العزوف عن النظام برمته.
إن الحرية هي الطريق إلى الإبداع، أما القرارات العشوائية والبيروقراطية فهي مقبرة أي إصلاح تعليمي.
وكيل وزارة التعليم بالجيزة:البكالوريا اختيارية وليست اجبارية
وفى السياق ذاته وبعد عرض الشكوى من قبل موقع نافذة مصر البلد على سعيد عطية وكيل وزارة التربية والتعليم نفى هذا الخبر ،مؤكدا أن القانون يكفل للطالب حرية اختيار النظام الذي يريده في المرحلة الثانوية.
وأصدر مدير المديرية تعليماته لمجلس الأمناء بالمديرية ومجالس الأمناء بالإدارات والمدارس بضرورة نشر ثقافة الوعي، وشرح منظومة البكالوريا، والرد على الاستفسارات، دون إجبار أحد على اختيار بعينه.
وقد أكدت مديرية التربية والتعليم بالجيزة أن هناك العديد من الشائعات التي أثيرت مؤخراً حول تطبيق منظومة البكالوريا المصرية، ومن أبرزها هو نظام تعليم غير مجاني ويكلف ولي الأمر مبالغ مالية إضافية.
وأوضحت المديرية أن تلك شائعة مغرضة، وأن تعديلات قانون التعليم الصادرة بعد تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي عليها عقب موافقة مجلس النواب عليها، تنص على أن نظام البكالوريا مجاني مثله مثل نظام الثانوية العامة.
كما أوضحت المديرية شائعة أخرى حول البكالوريا المصرية، أنها شهادة غير معتمدة، والحقيقة أن هذا الكلام عارٍ تماماً من الصحة، حيث تمنح الطالب شهادة معترف رسمياً تؤهله للالتحاق بالجامعات مثلما يحدث مع الطالب الحاصل على الثانوية العامة.
واشارت المديرية إلى أن من ضمن الشائعات المتداولة حول نظام البكالوريا المصرية عدم إمكانية الطالب التقدم لأكاديمية الشرطة أو الكليات العسكرية.
كذلك رصدت مديرية التربية والتعليم شائعة أخرى يروجها البعض حول شهادة البكالوريا وأنها معدة خصيصاً من أجل إلحاق الحاصلين عليها بالجامعات الخاصة والأهلية، فقواعد القبول ينظمها المجلس الأعلى للجامعات، ويحددها مكتب تنسيق الجامعات، وسبق وأعلنت وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي الكليات والمعاهد التي تؤهل لها مسارات البكالوريا.





