موجة ارتفاع الأسعار تضرب الأسواق المصرية و المصريون يتبعون سياسة التقشف

تحقيق أحمد الخياط
موجة ارتفاع اسعار السلع على المستويات كافة ، الأساسى منها والغير ضرورية كذلك ، بعدما سيطرت هذة الموجة على أحداث المصريين اليومية سواء كانت فى المناسبات العائلية و المقاهى وفى الموصلات العامة او حتى على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلت نبرة ارتفاع أسعار السلع خلال سبتمبر لتزيد حدتها فى الفترة الحالية وهذا ما ترجمة الجهاز المركزى المصرى للتنقية و الاحصاء إلى لغة الأرقام ، بعد إعلان ارتفاع مؤشرات التضخم خلال الفترة الماضية.
(آراء المواطنين تجاة الاسعار )
ارتفاع أسعار السلع بشكل مخيف بشكل يومي، خصوصاً السلع الأساس منها، دفع “اندبندنت عربية” إلى محاولة تقصي الحقيقة بين المواطنين والتجار والمتخصصين والبائعين للوقوف على الأسباب الحقيقية، والبداية كانت مع “م. س”، مدرس بإحدى المدارس الحكومية الذي قال إن “الأسعار في مصر ترتفع بشكل يومي تقريباً، والأمر لا يتوقف على سلع محددة بعينها، بل إن موجة الارتفاع طالت كل شيء”، موضحاً أن “ما ينفقه على شراء المأكل والمشرب لأسرته المكونة من ثمانية أفراد ارتفع بمقدار يفوق الـ 50 في المئة منذ شهرين تقريباً”، لافتاً إلى أن “الأسعار زادت وتيرة ارتفاعها مع بداية العام الدراسي الجديد، وصاحبتها قفزة في أسعار العيش الفينو والألبان والبيض، بخلاف الأدوات المدرسية”.
وأمام إحدى أسواق الجملة العشوائية بإحدى المناطق الشعبية بمحافظة الغربية ، وقفت السيدة “أ . أ” ، ربة منزل في العقد الرابع من عمرها، أمام بائع الخضراوات في مفاوضات يائسة لخفض بعض الأسعار، وبدا على ملامح وجهها فشل المفاوضات في اللحظة التي بدأت حديثها قائلة “أسعار الطماطم ارتفعت من أمس إلى اليوم بمقدار جنيه من دون مبرر”، مضيفة “أمس كان كيلو الطماطم بسبعة جنيهات وارتفع اليوم إلى ثمانية جنيهات من دون سبب واضح.
(ماذا يقول التجار؟)
ومن المواطنين إلى التجار والبائعين، ننتقل إلى إحدى الافران الموجودة في مدينة طنطا فقال صاحب ألفرن (مخبز) العيش الفينو، لم يرغب في ذكر اسمه، “إن سعر رغيف الفينو قفز من جنيه إلى 1.5 جنيه بسبب ارتفاع أسعار الدقيق بمقدار 2000 جنيه للطن الواحد”، متسائلاً “هل يمكن البيع بأقل من سعر الكلفة ثم أجني خسائر؟”.
وفي الجهة المقابلة يقف “ط . س” وهو صاحب محل لبيع الألبان، لتغيير لافتة أسعار البيض من 2.5جنيه للبيضة الواحدة إلى 3ثلاثة جنيهات ، ويقول “إنني أفعل ذلك مضطراً. البيض في مصر أصبح بورصة يومية وفي كل لحظة السعر يتغير، وننتظر تاجر الجملة يومياً بقائمة أسعار جديدة على خلاف العام الماضي عندما كانت الأسعار تتغير مرة أو مرتين على الأكثر خلال العام الواحد”.
وفى سياق الحديث..قال رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة باتحاد الغرف التجارية حاتم النجيب إن “أسعار الخضراوات والفاكهة في أسواق الجملة المنظمة ثابتة لا تتغير كما يحدث عند بائعي التجزئة أو البائعين بالمناطق الشعبية”، موضحاً أن “أسعار الطماطم سجلت اليوم 7 جنيهات للكيلو الواحد، والخيار 9 جنيهات ، بينما هناك بعض الأسعار المرتفعة بالفعل نتيجة انتهاء موسم بعض الأصناف، مثل البامية التي سجلت في أسواق الجملة 25 جنيها.
قال رئيس شعبة المواد الغذائية باتحاد الغرف التجارية حازم المنوفي إن “هناك ارتفاعاً في أسعار يمكن تبريرها، وأخرى لا يمكن تبريرها”، موضحاً أن “ارتفاع أسعار البيض بأسعار تتراوح بين 2.5 جنيه وحتى ثلاثة جنيهات يمكن تبريره بارتفاع أسعار العلف عالمياً بعدما تضاعفت الأسعار في غضون ستة أشهر وحسب”.
وتابع، “ارتفاع سعر كيلو السكر أخيراً من 11 جنيهاً إلى 17 و18 جنيهاً حالياً لا يمكن تبريره على الإطلاق، إذ إن مصر لديها اكتفاء ذاتي من السكر بنسبة تصل إلى 90 في المئة”، مشيراً إلى أن “ارتفاع أسعار السكر منذ أسبوعين أو ثلاثة إلى 13 جنيهاً كان يمكن تبريرها بسبب تكالب مصانع الحلوى على السكر، وبسبب تصنيع حلاوة المولد النبوي”، مستدركاً “لكن بعد انتهاء الاحتفالات ليس هناك مبرر لاستمرار ارتفاع الأسعار حتى الآن”.
كما ارتفع طن الدقيق من 9800 جنيه إلى 12500 جنية،
وحول تراجع أسعار القمح عالمياً، قال “بالفعل أسعار القمح تراجعت عالمياً لكن في الوقت نفسه ارتفعت كلفة النقل والشحن من خارج البلاد حتى تصل إلى المستهلك النهائي، وهذا يفسر سبب ارتفاع الدقيق”.
( رد وزير التموين )
وقال وزير التموين المصري على المصيلحي السبت الماضي إن “مصر لديها احتياط ستة أشهر من السكر”، مشيراً إلى أن “الإنتاج الجديد من سكر القصب سيبدأ في يناير 2023، والبنجر سيبدأ في فبراير 2023، وهو ما يعني أن مصر لديها احتياط يغطي حتى العام المقبل، ويغطي حتى الجزء الخاص ببداية الإنتاج”، مضيفاً في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أن “مصر تنتج 90 في المئة من حاجاتها من السكر، وكل ما جرى استيراده نحو 400 ألف طن فقط، مشيراً إلى أنه “باستكمال مصنع القناة الموجود غرب المنيا والذي ستكون طاقته 600 ألف طن، فسنتمكن حينها من تصدير السكر”.
وحول الاحتياط من الرز قال الوزير المصري “إننا نمتلك 3 أشهر من الاحتياط القديم”، لافتاً إلى أن “موسم حصاد الرز بدأ وأن المساحة المزروعة تصل إلى 1.4 مليون فدان وتنتج ما بين 5.5 إلى 6 ملايين طن شعير، ونستهدف 1.5 مليون طن شعير طوال العام حتى يكون لدينا احتياط في وزارة التموين”، مؤكداً أن “مصر لديها اكتفاء ذاتي من الرز”.وحول الاحتياط من الرز قال الوزير المصري “إننا نمتلك 3 أشهر من الاحتياط القديم”، لافتاً إلى أن “موسم حصاد الرز بدأ وأن المساحة المزروعة تصل إلى 1.4 مليون فدان وتنتج ما بين 5.5 إلى 6 ملايين طن شعير، ونستهدف 1.5 مليون طن شعير طوال العام حتى يكون لدينا احتياط في وزارة التموين”، مؤكداً أن “مصر لديها اكتفاء ذاتي من الرز”.




