أهم الأخبارمقالات

البطل الخفى فى مدرسة التجمع !

بقلم سماح سعيد:

منذ أيام تابعنا جميعا خبر تعدى إحدى طالبات مدرسة “كابيتال الدولية” بالتجمع الخامس على تلميذة وإصابتها بكسر بالأنف ،ووسط حالة من الدهشة والاستياء والغضب اجتاحتنا جميعا،بسبب ما وصل إليه حال التلاميذ والطلاب من التدني فى اخلاقياتهم والتطاول بألفاظ خادشة للحياء، بل وانتشار ظاهرة العنف والبلطجة بين طلاب المدارس .

وهنا لا أوجه السؤال لكل من تابع وشاهد تلك اللقطة عبر وسائل السوشيال ميديا،هل حاولت أن تسأل نفسك ما السبب وراء هذا الخلاف؟،ماذا حدث قبل وبعد تلك اللقطة التى اذيعت دون أدنى محاولة مننا جميعا لأعمال العقل أو تفحص ما وراء الشاشات حتى نصل للحقيقة؟.

ومع احترامى لكافة وسائل الإعلام والقنوات،ولكن لم يأت أحد بالقصة الكاملة من داخل المدرسة أو بسماع أقوال من حضر الواقعة،حتى نقدم للناس التفاصيل بطريقة موضوعية،كى نترك للقارئ أو المشاهد الحكم عليها .

من قلب الحدث وشهادة شهود عيان من داخل المدرسة فقد بدأت المشاجرة بذهاب التلميذة المعتدى عليها فى نهاية اليوم الدراسى فى مكان غير مخصص لصفها، وتطاولت بالألفاظ السيئة على إحدى الطالبات، فجاءت اختها لترد عليها بالضرب والسباب هى واثنتين من زميلاتها ،لتأتى رئيس قسم اللغة الفرنسية للصفين الثانى والثالث الثانوى لتفض الاشتباك،وتثبت الحالة بعمل محضر رغم انه ليس من اختصاصها.

وفى غضون دقائق حضر والد التلميذة المعتدى عليها ليأخذ ابنته بعد اصابتها بخدش فى الأنف ويستكمل باقى إجراءات القانونية،وعلى الفور ذهب وزير التربية والتعليم للمدرسة واصدر مجموعة من الإجراءات حاسمة ضدها،وفجأة يظهر علينا بوست عبر صفحات (الفيس بوك )يهاجم الوزير على تلك القرارات،تداوله غالبية الناس على أنه مكتوب على صفحة مديرة المدرسة.

أؤكد لكم أن صاحبة البوست المتداول هى رئيس قسم اللغة الفرنسية التى تبرعت بالنزول وفض الاشتباك،وهى سيدة فاضلة مشهود لها بالكفاءة والعلم و الخلق و تعمل فى حقل التعليم منذ 25 عاما ،لنكتشف بعد ذلك ان المجرم الحقيقى فى تلك القصة هى وسائل التواصل ،الذى جعلت بطل اللقطة في هذا المشهد هو “الترند”،فالسوشيال ميديا سلاح ذو حدين أما أن تعطى كل ذى حق حقه،أو تذهب بعقلك وتفكيرك إلى مكان بعيد عن الحقيقة.

لا اقص عليكم هذه التفاصيل للاستهانة أو التقليل من حالة من الفوضى اللاخلاقية بين طلاب وتلاميذ المدارس عامة و هذه المدرسة تحديدا،وايا كان الخلاف بينهم ليس من حق أى طالب أو طالبة ضرب أو التطاول بألفاظ بذيئة على زملائهم و زميلاتهم داخل الحرم الدراسي و ،يجب عليهم في حالة وجود اي مشكلة اللجوء بشكواهم للمسئول حتى يعاقب من اخطأ.

وفى رأيى المتواضع إن تصرف كلتا التلميذتين خطأ وان اختلفت درجاته وهما ضحايا سوء التربية سواء من الأسرة أو المجتمع أو البيئة،حيث أصبح العنف والتعامل بألفاظ خادشة للحياء ظاهرة باتت تهدد المدارس سواء الحكومية أو الخاصة ، بل وصل الأمر إلى التعامل بآلات حادة،ويجب على صناع القرار و المسئولين العمل علي تطبيق و اعلاء شعار (التربية قبل التعليم)،من خلال برامج للتوعية ومنع مشاهد العنف داخل الأفلاموالمسلسلات،وختاما رسالتى لكم اعزائي الطلاب والطالبات،”اجعلوا من يراكم يدعو لمن رباكم “،فأنتم سفراء لامهاتكم وابائكم وحصاد للأسرة.

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة
زر الذهاب إلى الأعلى