معهد القلب يجرى 100 حالة لزراعة صمام القلب الأورطي باستخدام تقنية القسطرة TAVI (تافي)
كتبت سماح سعيد:
استعرض الدكتور محمد مصطفى رئيس الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية الإنجازات والجهود المبذولة ضمن مبادرة رئيس الجمهورية لإنهاء قوائم الانتظار، حيث تم تنفيذ أكثر من 200 ألف إجراء تداخلي ضمن المبادرة داخل وحدات ومستشفيات الهيئة، منهم 100 ألف حالة تمت في معهد القلب القومي، وذلك منذ انطلاق المبادرة في عام 2019.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذى نظمته وزارة الصحة والسكان، عُقد اليوم الأربعاء، داخل معهد القلب القومي، للإعلان عن إجراء الحالة رقم 100 لزراعة صمام القلب الأورطي باستخدام القسطرة TAVI (تافي).
ويأتي ذلك للإعلان عن هذا الانجاز الاستباقي للمعهد، وشرح أهمية استخدام هذه التقنية ضمن اجراءات القلب التداخلية الدقيقة، فضلاً عن الإعلان عن الرؤية المستقبلية التي تستهدف التوسع في تقديم خدمات صحية وعلاجية ذات جودة، وذلك بحضور عددٍ من مسؤولي وأطباء معهد القلب.
وأوضح أن الهيئة تُجري 15% من التدخلات الجراحية لانهاء قوائم الانتظار وذلك من إجمالي التدخلات الجراحية التي تٌجرى داخل مستشفيات ومعاهد الهيئة ،وأن 85% من التدخلات الجراحية تتم من خلال العلاج المجاني والعلاج على نفقة الدولة .
وأعلن الوصول إلى أعلى معدل شهري لإجراء القسطرة القلبية، خلال إجراء 1657 حالة خلال شهر سبتمبر 2024 بمعهد القلب القومي ، وهو أعلى معدل انجاز منذ انطلاق المبادرة في عام 2019، كما أن مستشفيات ومعاهد الهيئة حققت في الشهر ذاته أعلى معدل انجاز في قوائم الانتظار 4175 اجراء منذ بداية المبادرة الرئاسية.
وأكد أن معهد القلب يعد أبرز الصروح الطبية المتقدمة بمجال البحوث والمرجعيات العلمية المتخصصة ، مؤكدًا ضرورة التعاون مع الأكاديميات البحثية والمؤسسات الطبية الرائدة بهذا الشأن، لنقل وتبادل الخبرات.
كما أكد حرص المعهد على تنظيم الدورات التدريبية للأطباء وفرق التمريض على أحدث أساليب العلاج المتبعة عالمية، بهدف تحسين الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.
ووجه الشكر والتقدير إلى الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، نظرًا لجهوده ودعمه المستمر للإرتقاء بالمنظومة الصحية بكافة هيئاتها وقطاعاتها الصحية، وكذلك حرصه على التواصل المباشر مع الأطباء، وأخرها اجتماعه مع جراحي وأطباء القلب داخل المعهد، للاستماع إلى رؤياهم ومقترحاتهم، والاستجابة لكافة طلباتهم وطموحاتهم، بما يضمن توفير بيئة عمل مناسبة من شأنها تقديم خدمة طبية آمنة وشاملة وسريعة للمرضى.
كما أوضح أن تقنية( TAVI) من الاجراءات المتطورة في مجال طب القلب التداخلي، وقد ظهرت لأول مرة عالميًا عام 2002، وتُستخدم لعلاج كبار السن المصابين بضيق الصمام الأورطي، خاصةً المرضى الذين تشكل لهم جراحة القلب المفتوح التقليدية خطورة كبيرة.
وأشار إلى أن هذا الإجراء التداخلي الدقيق يتميز بأنه يُجرى دون تخدير كلي من خلال فتحة صغيرة أعلى الساق، ما يتيح للمريض مغادرة المستشفى خلال 48 ساعة فقط.
وخلال إجابته على الأسئلة الصحفية تطرق رئيس الهيئة للحديث عن بعض الخدمات الطبية المستحدثة بالمعهد، ومنها استخدام تقنية الإيكمو، وهي المسؤولة عن تدفق الدم خارج جسم المريض ليمر على غشاء يقوم بانتزاع ثاني أكسيد الكربون وإضافة الأكسجين، ثم إعادة ضخ الدم للدورة الدموية مرة أخرى.
كما أشار إلى إجراء تدبيس الصمام المترالي بنجاح لحالتين بالمعهد، والذي تصل تكلفة المستلزمات فقط للحالة الواحدة مليون و700 ألف، وأن المعهد في صدد إجراء الحالة الثالثة، خلال الأيام القليلة المقبلة.
وشدد على أن معهد القلب حريص على مواكبة أحدث الأساليب العلمية، وذلك بإرسال بعثات تدريبية للخارج، لتبادل الخبرات حول أحدث ما توصل إليه العلم بمجال طب وجراحات القلب الدقيقة.
ولفت إلى أن معهد القلب القومي ليس فقط صرحًا طبيًا، بل مركزًا للابتكار الطبي والإصرار على تقديم أفضل الخدمات الصحية للمرضى.
و نوه إلى تزويد المعهد بأحدث جهاز للأشعة المقطعية يعمل على تحديد العيوب الخلقية ومتناهية الصغر، موضحا أن وزارة الصحة، تبذل قصارى جهدها لتقديم الدعم اللازم لتطوير كافة الكيانات الطبية التابعة لها، حيث تم تطوير قسم الاستقبال بالمعهد لتصل الطاقة الاستيعابية من 11 إلى 24 سرير، لاستقبال مرضى طوارئ القلب على مدار 24 ساعة.
وتحدث عن أعمال التطوير والتوسع لوحدات القلب داخل الهيئة، حيث أن الهيئة في صدد افتتاح أقسام لجراحة القلب المفتوح بمستشفى أحمدماهر التعليمي والجمهورية.
كما نوه إلى إجراء تطوير لأقسام الاستقبال والطوارئ حاليًا بمستشفيات (معهد القلب، المطرية، دمنهور)، فضلًا عن الخطة الحالية للهيئة لتطوير كافة اقسام الطوارئ بجميع مستشفياتها، والأقسام الأخرى ، إيمانًا منها لتقديم افضل خدمة طبية.
كما لفت إلى دور وحدة القلب الرياضي والتي انُشأت حديثاً بالمعهد واهميتها لتقديم الخدمات الطبية للرياضين وممارسي الرياضة بصورة متنظمة وذلك لتجنب الإصابة بالتوقف المفاجئ لعضلة القلب أثناء ممارسة الرياضة.
وتطرق إلى العلاج الطبيعي، حيث يتم توقيع كشوفات طبية وتمارين وجلسات علاج طبيعي لمرضى القلب المفتوح، لحين انتظام عملية التنفس بصورة طبيعية وتماثلهم للشفاء.
ومن جانبه أشاد الدكتور محمد عبد الهادي مدير المعهد القومي للقلب، بجهود الفرق الطبية ومهاراتهم الفائقة وكذلك حرصهم على التعاون المستمر وتلقي التدريبات بصورة منتظمة.
وقد أكد أن المعهد يقوم بتنظيم جلسات تناظرية داخلية بصورة دورية لتبادل الخبرات والمهارات، مشيرًا إلى العمل بكامل طاقته لتوفير أفضل خدمة طبية للمرضى.
واستكمل أن العيادات الخارجية تعمل حتى الثامنة مساءٍ لاستقبال المرضى، وان قسم الاستقبال والطوارئ يعمل على مدار 24 ساعة، حيث بلغ عدد المترددين على المعهد 240 ألف حتى شهر أكتوبر الماضى.