ليس دفاعاً عن المسيرى !!!!!!
كتبت سماح سعيد:
مدينة الأسكندرية مدينة السحر والجمال عروس البحر الأبيض المتوسط تعاقب عليها 21 محافظاً منهم 9 برتبة لواءات و5حاصلين على درجة الدكتوراه ، كان أطولهم من حيث فترة توليه المنصب المستشار اسماعيل الجوسقي حيث استمر 11 عاماً .
بينما أكثرهم شعبية وقرباً لقلوب السكندرين هو اللواء عبد السلام محجوب الذى اهتم بالنواحي الجمالية وتطوير الكورنيش والطرق الرئيسية .
أما المحافظ الوحيد الذى تعرض لكمية من السخرية والنقد والتجريح منذ توليه هذا المنصب فى فبراير الماضى هو الدكتور هانى المسيرى .
تلك المدينة الجميلة شهدت السبت الماضى كارثة إنسانية بكل المقاييس نظراً لهطول المطر، والذى أدى الي غرق معظم شوارع المدينة بمياه الصرف الصحى مما تسبب فى خسائر مادية وبشرية فادحة.ولكن دعونا نتناقش بالعقل والمنطق لنصل للحقيقة .
من الذى أتى بهانى المسيرى إلى هذا المنصب ؟ وعلى أى أساس تم إختياره؟ وما هى المقاييس العلمية والموضوعية لأختيار أى محافظ ؟ هل هى الوساطة والمحسوبية أم مستشاري السوء الذين يخططون لصناع القرار ؟؟؟!.
من هذا المنطلق لا ألقى باللوم على المحافظ بل اعنف وبشدة صانعى القرارات ومخططى السياسات بالدولة الذين يضعون أشخاصا غير مناسبين فى وظائف وأماكن غاية فى الأهمية فى الوقت الذى تحتاج فيه الدولة إلى العمل والبناء وتضافر الجهود للنهوض بها من كبوتها .
لم أكتب هنا للدفاع عن المسيرى الذى تقدم بإستقالته ولكنه ليس المسئول الوحيد عن الكارثة التى وقعت بالأسكندرية والمشاكل المتواجدة بها منذ سنوات مما أدى إلى تردى الأوضاع وإنتشار العقارات المخالفة وظهور القمامة فى الكثير من شوارعها وهو ما أدى بدوره إلى الضغط على المرافق والخدمات ومنها شبكة الصرف الصحى.
وبعد السؤال والتحرى عن الموضوع تبين لى أن المسئول عن تجديد وصيانة شبكات الصرف الصحى فى أى محافظة هى الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى التى لا تستطيع هى الأخرى عمل شىء إلا بأذن من وزارة الإسكان .
وزارة الإسكان شأنها شأن أى وزارة بالطبع تعانى من أزمة مادية بسبب الأزمة الإقتصادية التى تعانى منها مصر منذ سنوات ،وهكذا سلسلة من التعقيدات والروتين والبيرواطية التى تحيط بمؤسسات وهيئات الدولة والتى لا يفيق منها المسئولون إلا عند وقوع الكوارث والخاسر الوحيد هو المواطن.
فكفاكم سياسة التضحية بالمحافظ أو الوزير وجعلهم كبش فداء لباقى المسؤليين ،يجب علينا معاقبة ومحاسبة كل مسئول جراء إهماله أو التقصير فى عمله أياً كان موقعه أو منصبه حتى يكون عبره لمن يأتي بعده.