كتبت سماح سعيد:
تابعت بمزيدٍ من الأسى خبر وفاة الدكتورة داليا محرز وهى طبيبة فى مقتبل العمر أصيبت بعدوى الألتهاب السحائي بأحدى مستشفيات مدينة الإسماعيلية ،وما آثار دهشتى هو تجاهل الإعلام والمسؤلين لهذه القضية الهامة والمحورية وهى (ملف الصحة).
وهنا أتساءل كيف ينام الدكتور احمد عماد الدين وزير الصحة وهو مرتاح الضمير ؟ ما فائدة استمراره فى عمله ؟وهو يعلم أن هناك ملايين المرضى الذى لا يستطيع مساعدتهم طبياً أومادياً بسبب عجز وقصور المستشفيات الحكومية الذى أصبح يشبه المراحيض العامة سواء من حيث القذارة أو خلوه من أبسط أحتياجات الإسعافات الأولية .
والخطير فى الموضوع هم الإطباء الذين يعملون فى المستشفيات الحكومية الذى أصبح يمثل خطراً حقيقاً وفتاكاً بحياتهم بسبب العدوى فى الوقت التى لم تضع فيه الوزارة أى قواعد حقيقية أو وسائل لحمايتهم ،وهنا يجد الطبيب نفسه أمام ثلاث إختيارات ،
إما الهروب من هذا المكان بالحصول على أجازات سواء بمرتب أو بدون مرتب وهذا ما يفعله قطاع كبير من الأطباء .
أو الذهاب للمستشفى لمجرد أمضاء حضور والحصول على راتبه دون مراعاة واجبات المهنة ، أو الألتزام بالقسم الذى أخذه على نفسه عند التخرج وهنا لا أعفى الأطباء من المسؤلية التى تقع على عاتقهم ،ولكن نوفر لهم البيئة المناسبة للعمل ثم نحاسب المهمل .
والإختيار الثالث وهو ما يقوم به معظم الإطباء حديثى التخرج وهو العمل بجد وأجتهاد فى المستشفيات الحكومية لأنهم ليس لديهم البديل بسبب عدم توافر الإمكانيات لعمل عيادة خاصة أو الألتحاق بعمل أخر فى مستشفى خاص يغنيه عن العمل الحكومى وفى هذه الحالة يكون مكافأته فى النهاية هى الموت.
وكل ما يحدث يتقاضى الطبيب 19 جنيها بدلا للعدوى وبعد موته يصرف لاهله معاشا بسيطا لا يعوض أسرته ابنهم أو أبنتهم التى فقدوهم ولا يعوضهم ربع ما صرفوه على أبنائهم ليكونوا أطباء،وتقوم نقابة الإطباء بصرف مبلغ من المال
وأتخاذ مجموعة من القرارات التى لا محل لها من الإعراب .
داليا محرز ليست هى الطبيبة الأولى التى تموت بالعدوى ولن تكون الأخيرة ،أتمنى من وزارة الصحة أن تفيق من غيبوبتها المستمرة معها منذ سنوات والقضاء على مسلسل الفساد وإلاهمال المتفشى داخلها والنتيجة هى موت الكثير من الأبرياء سواء من المرضى أو الأطباء .