سن اليأس عند المرأة
بقلم سماح سعيد:
لو تأملنا حياة المرأة نجد أنها تعاني من مرحلة الصراع النفسي منذ مرحلة المراهقة بدءا من العشرينات، حيث تحلم كل فتاة في أنها تكبر سريعاً بل وتتسابقن جميعاً لاثبات الجمال والاناقة وكسب أكبر عدد ممكن من إعجابات الشباب وكذلك إختيار شريك حياتها .
إلى أن تصل إلى سن الأربعين فهو يمثل لها الكابوس الحقيقي والتي تحاول كل أمرأة عنده تخطى عتباته ،فتتمنى أن ترجع إلى الوراء وتوقف عقارب الزمن نظرا لسيطرة القلق عليها والاتجاهات السلبية على تفكيرها مما يجعلها تميل للنظرة التشاؤمية ومن ثم تصاب الغالبية العظمى من النساء بالاكتئاب .
فالمرأة المتزوجة تسأل نفسها مرارا وتكراراً ما الشيء الذي أنجزته في حياتي ؟ و تبدأ في تقييم علاقتها بزوجها هل يستحق أن تستمر معه إلى هذا العمر وإذا كان زوج سيئ لماذا لم تنفصل عنه واستمرت معه حتى سن الأربعين؟ هل لو انفصلت عنه ستجد الزوج المناسب في هذا السن التي ترى فيه معظم النساء بداية ضياع الشباب والأنوثة؟.
أما المرأة غير المتزوجة فيتضاعف صراعها النفسي لأنها تشعر عند بلوغها هذا السن أن محصلة انجازاتها صفر حتى وإن كانت تعمل وناجحة من الناحية العملية ولو نالت أعلى المناصب المرموقة أوالشهرة فهى تندم على عدم ارتباطها بزوج وتكوين أسرة وأطفال حتى وان كانت مصرة على عدم الزواج منذ سن المراهقة.
وفقاً للدراسات ووجهات نظر علماء الاجتماع فإن أزمة منتصف العمر تختلف من إمراة الى أخرى طبقا للظروف التي تمر بها ،قديما كانت تعاني من تلك الأزمة و وذلك لانها لم يكن لها دور في الحياة سوي الانجاب وتربية الأطفال فكانت تشعر بيأس وأزمة نفسية عند تعطلها عن الأنجاب ، أما الآن فالمرأة أكتسبت معرفة أجتماعية جعلتها قادرة على القيام بعدة أمور تشعرها بكينونتها.
وبناء عليه يجب على المرأة أن لا تنجرف وراء أفكارها السلبية وأن تستحضر الأفكار الإيجابية التي من شأنها الإرتقاء بنفسها لإنها تستحق كل الاحترام والتقدير في كل مراحل حياتها، كذلك عليها وضع حكمة أن جمال الشكل لن يدوم وما يتبقى لها أو لغيرها من البشر هو جمال الروح ويجب أن تعترف دائماً إن لكل فترة جمالها خلال مراحل عمرها .
فدعونا نترك المصطلح القديم لهذا السن (سن اليأس )ونضع له أسم من إبتكارنا وليكن سن النضوج العقلي والفكري للمرأة.
لمزيد من مقالات الكاتبة الصحفية اضغط 👈سماح سعيد