أهم الأخبارملفات وحوارات
مدير الإدارة العامة لمراقبة الأغذية تفتح خزينة الأسرار للنافذة
أتحدى أى شخص يواجهنى بلحوم الكلاب أو الخنازير داخل مصانع الأغذية
أجرت الحوار : سماح سعيد
وسط حالة من الشائعات تظهر علينا كل يوم حول كل ما يتناوله الإنسان من مأكل ومشرب ، كان لابد لنا الإقتراب من وزارة الصحة للتعرف على دورها فى الحفاظ على سلامة الغذاء من أجل صحة المواطن
وبالفعل أجرينا هذا الحوار مع الدكتورة مايسة حمزة مدير الإدارة العامة لمراقبة الأغذية ، والحاصلة على بكالوريوس كلية الطب جامعة عين شمس ودبلومة جودة سلامة الغذاء ، وصاحبة المركز الأول لمسابقة المدير المتميز فى محافظة الشرقية لعام 2010 ، فيما يلى نص الحوار :
*كم عدد مكاتب المسئولة عن سلامة الغذاء على مستوى الجمهورية ؟
_ارحب بكم فى البداية وسعيدة بالتواصل معكم لإلقاء الضوء على ما نقوم به من جهد للحفاظ على صحة المواطن لأن الغالبية العظمى من الجمهور لا يعرف شيئاً عن الدور الذى تقوم به الإدارة العامة لمراقبة الاغذية ، وأتوجه بالشكر للدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الشئون الوقائية والمتوطنة، وكذلك الدكتور يسرى حسين رئيس الإدارة المركزية لشئون البيئة ،أما عن فروعنا فيوجد 27 مديرية تنتشر فى كافة محافظات الجمهورية وكل مديرية يتبعها مكتب للأغذية .
*ما علاقة الإدارة العامة لمراقبة الغذاء بوزارة البيئة ؟
_هناك علاقة تعاون غاية فى الأهمية بين الإدارة العامة لمراقبة الغذاء ووزارة البيئة ،لإن البيئة عنصر أساسى فى سلامة الغذاء ، فتلوث البيئة سواء تربة أو هواء أو ماء يؤثر على الغذاء ، لذا فأن كلاً منا يكمل الآخر بما يَصْب فى النهاية فى مصلحة المواطن ، ومن أجل ذلك قامت الإدارة المركزية لشئون البيئة بضمنا إليهم إلى جانب 3 إدارات أخرى هى ؛ الرصد البيئى ، وصحة البيئة ، والصحة المهنية .
*ما الوزارات التى تتعاونون معها ؟
_ نحن نتعامل مع كافة الوزارت ، فكل وزارة مسئولة عن جزء من مراحل الغذاء ، أما دورنا هو مراقبة الغذاء فى جميع مراحله ، فعلى سبيل المثال وزراة التموين دورها هو إستيراد القمح وتخزينه وتطبيق منظومة الخبز ، يأتى بعد ذلك دورنا فى مراقبة القمح بداية من وصوله إلى أن يصل إلى فم المستهلك ، وكذلك وزارة السياحة نتعاون معها لتأمين سلامة الغذاء داخل الفنادق ، وأيضاً وزراة التربية والتعليم تستعين بِنَا فى الوجبات الغذائية للطلاب سواء فى المدارس او الجامعات .
*اذن لماذا نسمع كل فترة عن تسمم عدد من الطلبة جراء تناول الوجبات المدرسية ؟
_ معظم أخبار حالات التسمم فى المدارس والجامعات هى من قبيل الإشاعات المغرضة ، فعلى سبيل المثال وزراة التربية والتعليم تقترح علينا أسم إحدى مصانع العصائر لإمداد المدارس به ، هنا دورنا نذهب إلى هذا المصنع للتأكد من سلامة هذا العصير بداية من مخازن المواد الخام لإنتاجه وصولا إلى مكان تخزين المنتج النهائي.
ثم نقوم بعمل دورات تدريبية لمشرفين الأغذية التابعين للوزارة عن كيفية التعرف على شكل المنتج الصحى؟ ، وكذلك طرق التعرف على فساد المنتج من الشكل الظاهرى؟، فهناك بعض الحالات التى يفسد فيها المنتج نتيجة لسوء التخزين داخل الأبنية التعليمية؛ كتعرضه للشمس أو الأتربة وهو ما يسبب القليل من حالات التسمم الغذائى التى نسمع عنها ، وهو ما ما يتم تطبيقه فى المدن الجامعية أيضا .
*كيف تتعاملون مع هذا الكم الهائل من الأغذية المصنعة داخل الأسواق ؟
_ ينقسم الغذاء لدينا إلى :(غذاء محلى) و (غذاء مستورد)
سأبدأ كلامى عن الغذاء المستورد لإنه يمر بمراحل شديدة التعقيد والرقابة حتى يصل يد المستهلك ، فطبقاً لقانون 106 لسنة 2003 فان مسؤلية الوردات من الأغذية تابعة للهيئة العامة للرقابة على الصادرات ، وبناءً عليه تستعين الهيئة بالمختصين لديها عن سلامة الغذاء من قبل وزارة الصحة و الإدارة العامة لمراقبة الغذاء .
حيث يقوم المختص بسحب عينة من المنتج ، وكذلك الفحص الظاهرى ، إن كان المنتج صالح للاستخدام الآدمي تقوم إدارة الجمارك بإبلاغ مكتب الاغذية التابع لها المستورد للتأكد من المكان (المخازن )الذى سيُنقل له المنتج (الرسالة ) ، وفى حال كان مرخص ومستوفى الاشتراطات الصحية ، يأخذ صاحب البضاعة جواب سعة تخزينية ويذهب به لإدارة الجمارك لأخذ الإفراج النهائي عنه ، ويتم نقل الأغذية المستوردة خلال 48 ساعة تحت إشراف المراقبين .
*وماذا تفعلون فى حالة ما إذا كان الغذاء المستورد غير صالح للاستهلاك الآدمي ؟
_ يتم التحفظ عليه فورا بمجرد سحب عينة منه سواء فى الجمرك أو حالة فساده أثناء تخزينه ، وتقوم إدارة مراقبة الغذاء بإعدامه او إعادة تصديره .
*هل نتأكد بذلك من سلامة الاغذية المستوردة ؟
_بالتأكيد انا من هنا أخاطب الجمهور : تناول الأغذية المستوردة وانت مطمئن البال ، لأننا نبذل قصارى جهدنا حتى يصلك هذا المنتج.
*هذا بالنسبة للغذاء المستورد فما دوركم تجاه الأغذية المحلية ؟
_هناك العديد من خطوات المراقبة على الأغذية المحلية الصنع وهى كما يلى ؛
معاينة المنشأة التى يتم تداول الغذاء فيها سواء كان مطعم أو فندق أو مصنع وما إلى ذلك ، والإطلاع على التراخيص لاستيفاء الاشتراطات الصحية وفقاً لقانون 453 لسنة 1954،ومراجعة العاملين بها من خلال المظهر العام لهم والتأكد من حصولهم على شهادات صحية .
بالإضافة لمتابعة خط الانتاج ،و المخازن سواء لخامات الإنتاج أو المنتج النهائي ، وهل مطابقة للاشتراطات الصحية ، و صلاحية المواد الخام والمنتج للاستهلاك من خلال سحب عينات بإستمرار.
*ما الجهات الاخرى المنوط بها رقابة ومتابعة الغذاء ؟
_لجنة سلامة الغذاء والتى تضم أعضاء من إدارة مراقبة الغذاء وتشمل ؛غرفة الصناعات الغذائية التابعة لوزارة التجارة والصناعة ،والهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات ،والهيئة العامة للمواصفات والجودة ،ومعهد بحوث صحة الحيوان ،الهيئة العامة للخدمات البيطرية ،والمعامل المركزية ،ومعهد التغذية حيث يهتم بغذاء الفئات الأكثر حساسية مثل الرياضين وطعام الأطفال .
*هل يوجد لجان اخرى ؟
_ لجنة تحديث قرارات الأغذية والممثلة من جميع الجهات الرقابية ،وكذلك لجنة الإضافات المصغرة وهى المختصة برقابة مضادات الأكسدة و مكسبات الطعم الألوان والتى تسمح بنِسَب معينة لصالح صحة المواطن .
* كيف يتم ضبط المنشأت الغذائية غير المطابقة للمواصفات صحياً؟
_فى حالة الابلاغ على الرقم 37122276 يتم الانتقال فورا الى المنشأة والتوصية بإغلاقها ،وتصل العقوبة إلى الحبس عام السجن ودفع غرامة قيمتها 10 آلاف جنيه على المالك بعد أمر النيابة العامة.
*وبدون الإبلاغ كيف يكون تعاملكم مع المنشأت الغذائية عموماً؟
_هناك حملات على المنشأت الغذائية حيث يتم تقسيمها إلى ؛
(منشأت عالية الخطورة )،مثل مصانع اللحوم والألبان ويتم المرور عليها كل شهر لسحب عينة للتأكد من سلامة المنتج ،وأخرى(متوسطة الخطورة )مثل الثلاجات والمخازن ويكون المرور عليها كل شهرين ،وثالثة (قليلة الخطورة )مثل محلات السوبر ماركت تتابع كل ٣ شهور.
*هل يوجد حملات أخرى ؟
_ حملاتنا لا تنقطع فهناك موسمية مرتبطة بالأعياد والمواسم مثل حملة شم النسيم للمرور على محلات الأسماك المملحة ، وحملة خاصة بياميش رمضان ، وكذلك كعك العيد ،و لحوم الأضاحي فى عيد الأضحى وغيرها، مثل حملة للكشف عن مدى صحة محلات الحواوشى .
*وما نتيجة تلك الحملات ؟
_يتم ضبط الآلاف من المنشآت المخالفة ، وكذلك أطنان من الأغذية الغير صالحة للاستهلاك و يتم التحفظ عليها وإعدامها ويعاقب صاحبها بالغرامة وبالحبس وأرسال توصية بإغلاق المنشأة .
*ولماذا لا يتم اغلاقها فوراً ؟
_ ليس من سلطتى إغلاقها أنا جهة رقابية وليست تنفيذية هى المسؤلة والمتمثلة هنا فى المحافظ .
* وهل هناك تعاون بينكم وبين الجهات التنفيذية ؟
_ لا تتعاون معنا الجهات التنفيذية كما ينبغي أن يكون وهذا ما سبب لنا فى كثير من الأحيان الشعور بالاحباط ، لكننا ماضون رغم كل الصعوبات .
*من هو أكثر المحافظين معكم تجاوبا ؟
_اللواء محمد كمال الدالى محافظ الجيزة من أكثر المحافظين تعاونا معنا .
* كم عدد العاملين فى مراقبة الغذاء ؟
_1858 ما بين طبيب ومراقَب .
*وهل هذا العدد كاف ؟
_ لا غير كافى ولكننا نعمل على قدم وساق من أجل صحة المواطن وعلى الرغم من التهديدات التى نواجهها من قبل التجار نتيجة لتصدينا لهم فى حال وجود أى خطأ غذائى لديهم .
*ما تعليقكم حول إضافة لحوم الخنازير إلى اللانشون وبعض منتجات اللحوم ؟
_ اتحدى أى شخص يواجهنى بوجود لحم الخنزير داخل مصانع منتجات اللحوم للأسباب الآتية؛ أولاً هناك جزء في المجزر خاص بذبح الخنازير ومصرح به من قبل وزارة الصحة لخدمة الأخوة الاقباط ، ثانيا لحم الخنزير بالفعل مضر ، ثالثا لحم الخنزير متعارف عليه بمجرد النظر إليه لإنه مختلف فى شكل الأنسجة لذا فمن الصعب وجوده داخل المصانع لأننا متواجدين وبإستمرار معهم .
*تنصحى الجمهور بمصنع معين لمنتجات اللحوم ؟
_ كل منتج له أسم هو سليم صحيا، وكل منتج غير متعارف عليه تأكدوا أنه غير مطابق للمواصفات الصحية .
*هل يوجد فى ثلاجة الدكتورة مايسة اللحوم المصنعة ؟
_ بالطبع أنا من عشاق اللحوم المصنعة بسبب ظروف نفسية وصحية تمنعنى عن أكل منتجات الألبان .
* وماذا عن إنتشار لحوم الكلاب بالأسواق ؟
_ بعد الصورة التى تم تداولها على مواقع التواصل الإجتماعى قمنا بحملة على مصانع منتجات اللحوم المطاعم الصينية ،وتأكدنا من خلوها من لحوم الكلاب ، وبالبحث والتمحيص تأكدنا أن الصورة ألتقطت فى الصين لأنهم يأكلون لحوم الكلاب ، أما بالنسبة لمصر فهى خالية تماماً منها .
*ولحم الحمير ؟
_فى البداية لحوم الحمير غير ضارة وعند مناقشة الأمر مع اخصائيين الطب البيطري كانوا يؤكدون أنه ليس هناك مادة فى القانون تعاقب على ذبحها أو أكلها ، فعلى سبيل المثال بعض الدول مثل المغرب العربى يتناولون لحم الحصان .
*هذا ما يخص الاكل ، فما دوركم تجاه المشروبات ؟
_قمنا بحملة لإحدى شركات المياه الغازية فور علمنا بأنها تضع سما فى المنتج ، وبعد التفتيش وأخذ عينات من المنتج سواء من الشركة او محلات البيع اكتشفنا إنها شائعة ولا أساس لها من الصحة سواء للمياه الغازية او العصائر ،وأرجو من الجمهور توخى الحظر وعدم الإهتمام بتلك الشائعات .
*وبالنسبة للمياه المعدنية هل آمنة وصحية ؟
_ نقوم بالتفتيش على مصانع المياه المعدنية كل ٦ أشهر لسحب عينة من المصنع ومن البئر ومن المنتج داخل السوبر ماركت ، ثم نرسلها إلى المعامل داخل وزارة الصحة ليقوم المعمل بفحص الزجاجة الفارغة للتأكد من مطابقتها للمواصفات البيئية، وفى بعض الأحيان قد تتغير مياه البئر الجوفى نتيجة لظروف الطبيعة يتم تشميع البئر فوراً وعدم السحب منه ، وإذا كان الخطأ من المصنع مثل عدم نظافة الأيادي العاملة عند التعبئة أو وجود شئ غير صحى ، هنا تقوم الإدارة بإصدار أمر بعدم الإنتاج لحين توفيق الأوضاع ، نعاود المرور بعد أسبوعين عليه للمراجعة فإذا تم الإصلاح يستمر فى نشاطه أما اذا لم يصحح أعطينا التوصية بإغلاقه قد يتعرض للغرامة والحبس .
*وكيف لنا أن نعرف المياه المعدنية السليمة صحياً؟
هناك 25 شركة معترف بها من قبل وزارة الصحة ما عدا ذلك فهو غير معترف به صحياً .
*ما دوركم فى التصدى للباعة الجائلين؟
_الباعة الجائلين مشكلة نعانى حيث نقوم بإزالة البائع الجائل كثيرا ولكنه يعاود الرجوع مرة أخرى يساعده فى إقبال الجمهور عليه ، لذا لابد ان يكون لدى الجمهور وعى بالأضرار ولديه حب المشاركة الاجتماعية معنا لأننا فى النهاية لا يعنينا سوى مصلحته .