أهم الأخبارمقالات

عانس وافتخر

بقلم سماح سعيد:

كنت فى صحبة الأسرة يوم الجمعة الماضية و نحن في الطريق ، وإذا بى أشاهد اعلانا لشركة كبيرة من منتجى زيوت الاكل ، لفتاة مكسورة منهزمة وأيادً كثيرة مصوبة نحوها تقول لها : ( انت عانس ) .

العانس هى إمرأة بالغة لم تتزوج ، الكثيرات منهن يرجع الى قرار من محض ارادتها ، وهناك أسباب أخري ترجع إلى المجتمع منها ، هجرة الشباب ، ازدياد إعداد الإناث بالنسبة للذكور ، الوضع الإقتصادى الصعب ، التفاوت الاجتماعى والثقافى .

وبعيداً عن الكلام النظرى الذى لا أحب الخوض فيه فقد تساءلت ما الهدف من هذا الإعلان القمئ ؟ ، الذى لا ينم إلا عن شخصية مريضة بالفعل شاركت فى صنعه.

أولا ما علاقة الإعلان بزيت الطعام ، ثانيا أليس هناك ذرة إنسانية بقلبه ليشعر بإحساس الفتاة غير المرتبطة ، ولا أحب ان أطلق هذا اللفظ عليهن ، لإنه مصطلح يسئ إلى كرامتهن ، كما إنه إهانة لمشاعر البنات والسيدات اللواتى لم يتمكن من الارتباط بالشخص المناسب ففاتهن قطار الزواج ، فأصبحن يطلقن عليهن مصطلح عانس .

من قال لك أيها الفاشل إعلانياً أن عدم ارتباط الفتاة بالرجل يكسرها ويجعلها منهزمة بهذا الشكل ، بالعكس هناك الكثيرات تعرضن للكثير من الارتباطات بأشباه الرجال  لكنهن فضلن البقاء أفضل من يحسبوا على المجتمع متزوجات على الورق ، وكن صرحاء مع أنفسهن غير مهتمين بنظرة المجتمع المريضة إليهن .

كما أن عدم الارتباط لم يهزمها بل على العكس هزم الكثير من النساء اللواتى ارتبطن بالرجال الخطأ ، ومنهن من قرروا إنهاء التجربة بمنتهى الشجاعة ليطلق المجتمع عليها لقب مطلقة وليضعهن فى مكانة ضئيلة عن باقى النساء المتزوجات ، والكثيرات ليس لديهن الشجاعة لإنهاء علاقاتهن الزوجية ، حتى وان كانت تكسرهن وتهزمهن .

وهناك الكثيرات ممن لم يتزوجن وصنعن تاريخا لأنفسهن منهن على سبيل المثال لا الحصر ، مارى عجمي، رائدة الصحافة النسائية العربية، والتى لم تتزوج بعد استشهاد خطيبها في الحرب ضد العثمانيين ، وكذلك الملكة إليزابيت الأولى، ملكة إنجلترا التي قصت شعرها وتفرغت لحكم بلادها ونجحت في ما عجز عنه الرجال من توحيد المملكة ورفع شأنها.

خلاصة الكلام إن عدم الارتباط لن يكسر امرأة او يهزمها ، وكذلك ارتباطها برجل لن يعلى قدرها ، فالزواج فى النهاية قسمة ونصيب ، ولو سألت الغالبية العظمى من النساء المتزوجات لو رجع بهن الزمن  هل تفضلين الزواج أو البقاء بدونه ؟ ، لأجابوا جميعهن : لن نتزوج وسنبقى عوانس أفضل .

اتقوا الله فى الرسالة الإعلامية التى توجه للجمهور والذى يمثل الإعلان جزءً منها ، وهنا لا أطالب بإزالة هذا الإعلان الهزلى بل محاسبة من قام بنشره نظراً للضرر النفسى الذى سببه للكثير من الفتيات والنساء .

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة
زر الذهاب إلى الأعلى