حُب من الاول لايك !!!!
بقلم سماح سعيد:
سمعنا كثيراً عن الحب من اول نظرة ، وهو ان ترى الإنسان فتتحرك مشاعرك تجاهه ، لتجد نفسك وبطريقة لا إرادية تنجذب إليه دون ان تدرى ما أسباب تلك المشاعر؟ ، وما الدافع وراء طوفان الإحاسيس التى تجرفك تجاهه ؟ ، وأما أن يكلل هذا الشعور بالزواج او تكتشف إنك كنت مخطئ فى إحساسك ، ليخطط الحب الأول على جدران قلبك كى تتعلم من التجربة كيف تختار شريك حياتك فيما بعد .
اما الآن وبعد التطور التكنولوجى الذى نشهده بالقرن الواحد والعشرين ، ظهر نوع جديد علينا من الحالة النفسية التى يصعب وصفها بالحب، وهو الحب عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى والشبكة العنكبوتية التى أصبحت تحاصرنا فى كل مناحى حياتنا ، و أصبحت ساحة لتخرج منا أسوأ ما فينا .
فقد ظهر علينا فيروس جديد من الحب ، وهو الحب من أول مراسلة ، ومن أول لايك ، والغريبة ان هناك الكثير من الشباب والشابات يصدقون هذا الوهم وينساقون وراءه ، الفيس ما هو إلا عالم افتراضي وهمى يوجد به أناس حقيقيون لا يختلف صفحاتهم عن شخصياتهم ، ومنهم من يرتدى قناع وراء صفحته للتحلى بما ليس فيه ، فكيف لكم أن تجعلوا من هذا الرداء الخبيث أساسا لتكوين علاقات سواء أسرية فيما بعد أو مجرد فرصة لتضييع الوقت والتسلية .
من يسعى للارتباط من خلال الفيس حتى وإن كان صادقاً فاعلم إنك مخطئ تماماً ، فالبنت او المرأة الذى تسعى للإرتباط بها لا تعرف من خلال صورة بروفايل خاصة بها أو مجموعة من العبارات هى فى أغلب الأحوال ليست لها وتتناقلها من العديد من الصفحات ، وإذا كنت مقتنعا بذلك فلنعود الى العصور القديمة التى كانت تقوم فيها الخاطبة بنفس الدور ، حيث كان الرجل لا يرى شريكة حياته إلا من خلال الصور إلى أن يتزوجها وتحدث الكارثة ليكتشف أن صورتها لا تعبر عن شخصيتها أو إنها لا تتوافق معه .
فعذرا أعزائى الشباب والشابات احتكموا إلى قواعد الأدب والاخلاق فى علاقتكم التكنولوجية ، وعودوا إلى قيم زمان للنظر فى التعامل مع الآخرين ، فلا يصح أبدا على الإطلاق أن تتواصل مع إمرأة على الخاص مثلا حتى ولو أرسلت لها صباح الخير أو مساء الخير ، فأولى بها زوجتك إن كنت متزوجا أو عائلتك أو أصدقاءك إن كنت غير مرتبط ، فوسائل التواصل الاجتماعى الهدف منها هو عرض أفكارك أو وجهة نظرك ان كنت إنسانا ذو فكر ومنطق ، أما إذا كنت إنسانا فاشلا فهى وسيلة لضياع الوقت والتسلية .
وأخيراً وليس آخراً انتقوا من التكنولوجيا ما يرتقى بك ، لا من يسلبك أخلاقك وإرادتك لكى تنفع ذاتك أولاً قبل مجتمعك ، ( ارتقوا فأن القاع مزدحم ) .