السفه الإعلاني فى رمضان
بقلم سماح سعيد :
الاعلان هو فن راق لعرض منتج او خدمة ، لتحقيق من 3 إلى 4 أهداف ألا وهى ، رغبة المستهلك فى شراء المنتج او الخدمة ، وزيادة حجم المبيعات ، خلق الصورة الذهنية لدى المستهلك بحالة الشراء ، وأخيرا ً تحديد المستهلك متى وأين يحصل على السلعة او الخدمة .
ولكن ما نشاهده على شاشة التلفاز على مدار اكثر من 3 أعوام سابقة ، وخاصة فى شهر رمضان المبارك هى حالة من الفوضى الإعلانية ، تفتقر الي أبجديات العمل الأعلانى بل والاعلامى ، حيث تتسابق الشركات على نوع أغنية الاعلان وليس اكثر ، دون حد أدنى لهدف واحد من أهداف الاعلان .
فمحصلة المشاهد بعد هذا السفه الأعلانى هو أغنية يرددها المشاهد ، دون النظر الى المنتج او الخدمة المقدمة من وراء الأعلان ،
فعلى سبيل المثال اعلان محمد هنيدى الخاص بشركة أورانچ ، الكل نظر الى محمد هنيدى لانه محبوب لدى الغالبية العظمى من الجمهور ، والكثير يردد أغنية الأعلان ولكن اعتقد ان الكثير لا يعرف الهدف من الاعلان او الشركة الراعية له .
أما عن المضمون الأعلانى وخاصة فى هذا شهر رمضان الكريم ، فقد حولنا الشهر إلى تسول للغالبية العظمى من أجل المستشفيات التى تعانى من قصور فى علاج مرضاها ، وهذا ليس عيباً فى سياسة اى دولة فى العالم حتى الغنية منها والتى تعتمد على المجتمع المدنى بجانب الحكومة .
ولكن ان تصل قرابة 99٪ من الإعلانات لجمع تبرعات لمستشفيات ، فهذا عيب فى حق الدولة لانه يظهر عجزها عن توفير ابسط حقوق المواطن لديها وهو العلاج ، إلى جانب أثره السيئ فى نفوس المشاهدين الذين سئموا رؤية هذه الإعلانات من كثرتها ، واستغلالهم للأطفال المرضى بها .
ويرجع خواء هذا الكم الهائل من الإعلانات إلى افتقار المهنية فى فن الإعلان ، ومحاولات التقليد دون الإبداع ، بل ان البعض يستسهل الامر و يأخذ بعض الإعلانات الأجنبية ويعربها صورة طبق الأصل ، وهذا أيضاً جائز أن نقتبس أغنية او اعلان من الغرب ولكن نحاول إضافة لمساتنا الجمالية عليه ، ليخرج لنا إعلانا أفضل من الاعلان الأجنبى .