عباقرة المصريين يتألقون بمدرسة المتفوقين فى المعادى
تقرير سماح سعيد:
سمعنا كثيراً عن مدارس المتفوقين ، لكن لم نشاهدها نظراً لعدم إلتحاق أبنائنا أو أقاربنا بها ، نتيجة لشروطها الصعبة على أى طالب عدا الطلاب الخارقون فى مستوى ذكائهم ومهارتهم .
على مدى الرؤية البعيدة نتذمر جميعاً ونقول : لماذا كل هذه الشروط التى من الصعب الحصول عليها من الغالبية العظمى من الطلاب حتي يفوزوا بمقعد في هذه المدرسة ؟.
، لذا ذهبت إلى مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا بالمعادى لتغطية مسابقة إيسف الدولية ،فقد انتابنى حالة من الذهول بمجرد الدخول إلى المدرسة من حيث النظافة والنظام وكأنها إحدى المدارس بالخارج .
أما عن الطلبة فحدث ولا حرج فى مستوى الذكاء والمهارة اللغوية والثقافة والإدب ، حيث قاموا بعرض بعض الأبحاث من بين 58 مشروعاً يتعلق بالطاقة والبيئة والهندسة والتكنولوجيا .
وقد قام بالتحكيم 22 محكما من أساتذة الجامعات ومراكز الإبحاث وإليكم لقاءاتى مع بعض الطالبات .
قالت الطالبتان أميرة بركات على و ياسمين ناصر بالصف الثانى الثانوى عن بحثهما والذى يدور حول الحد من الاسراف في المياه المستهلكة فى رى الأراضى الزراعية ، حيث يستهلك 86٪ من المياه ، و لا يستفيد منها النبات إلا بحوالى 25٪ منها ، بسبب تبخر المياه وركودها فى التربة أسفل الزرع ، لأنها تزيد عن حاجته .
وإقتصاداً لمياه الرى إبتكرت الطالبتان غطاء من المواد العضوية مثل لحاء الشجر وغيره ، لتغطية التربة أسفل الزرع حتى يحتفظ بأكبر قدر ممكن من الماء دون تبخر أو تكثيف ، مع إمداد الأرض الزراعية بشبكة من المياه التى تروى الزرع بكمية أقل من سابقيها .
أما رانيا محمد وديانا وديد طالبتان بالصف الثانى الثانوى ، فقد عرضتا فكرة بحثهما فى القضاء على تلوث الهواء وتحويله إلى طاقة ، فعلى سبيل المثال أشهر الغازات فى تلوث الهواء وهو ثانى أكسيد الكربون ، يتم تجميعه من جهاز ذات فوهه صغيرة ليندفع منها تحت الضغط العالى والحرارة ويتحول إلى طاقة كهربائية ثم إلى طاقة حركية.
حيث يتصاعد الغاز ليلتقى بماء الجير ويتحول إلى كالسيوم كربونيت caco3 ، الذى ينتج لنا فى النهاية تحت درجة الحرارة العالية ثانى أكسيد الكربون بيور مع الضغط العالى ينتج (الميثان ch4+ ماء ) حيث يستخدم غاز الميثان كوقود وكالسيوم أكسيد والذى يتحول بتفاعله مع الماء إلى كالسيوم هيروكسيد .
واستعرضت الطالبتان فرح شريف وإسراء فوزى بالصف الثانى الثانوى عن بحثهما بعنوان ( الخلية الشمسية الصبغية ) ، حيث تمكنتا من إنتاج الخلية الشمسية بأسعار رخيصة الثمن حيث وصل سعرها إلى 100جنيه ، فى حين بلغ سعرها فى الأسواق ما بين 2500 إلى 3000جنيه .
وذلك من خلال صنع ألواج زجاجية عادية بجعلها موصلة للكهرباء بأضافة بعض المواد الكيمائية مثل كلوريد القصدير أو ثانى فلوريد الأمونيا ، كذلك دهان تلك الألواح الزجاجية بألوان صبغية طبيعية ذات اللون الداكن ( مثل البرقوق ) التى تساعد على إمتصاص الطاقة الشمسية .
أما بالنسبة للطالبتين سارة عيد و يارا خالد بالصف الثالث الثانوى ، فهما من النماذج المشرفة لمصر فى الخارج حيث حصلا على المركز الثالث وكذلك الأول فى مسابقتين عالمتين هما blast off- eucys .
وتم سفرهما إلى أمريكا وأوربا تكريماً لهما وقد إشتركا فى مسابقة إيسف ببحث عن صناعة الخلية الشمسية بأسعار زهيدة .
تلك كانت رؤيتى لبعض العقليات العبقرية الموجودة فى مدارس المتفوقين ورغبت فى إطلاعكم عليها لمعرفة أن مصر التي أنجبت زويل قادرة على إمداد العالم بعلماء يُحتذى بهم .
و يذكر أن مسابقة إيسف أشهر المسابقات العلمية العالمية والتى يشارك بها 170 دولة من خلال أبحاث يترواح عددها من ( 7000- 8000)مشروع.