قل وداعا عامى ولا تقل وداعا احلامى
بقلم سماح سعيد :
ايام و يسدل الستار على عام مضى من عمرنا ، منا من رآه سعيداً وحقق فيها الكثير من أهدافه وطموحاته ، وهناك من يراه أنه أسوأ الإعوام، إما لاحداث جسام مرت عليه أو لأنه لم ينل مراده ومبتغاه .
ومن واقع تجربتى الحياتية كنت أرى بداية كل عام وفقاً لتلك الزوايا ، أما الآن وبعد تجاوزى سن الأربعين و الذي يشاع عنه لقباً لا أحبذه ( سن اليأس ) ، والذى أحسست فيه بقمة النضوج الفكرى والعقلى ، فقد إستصغرت أموراً كانت وقت أن عايشتها تمثل كارثة ، وأصبحت لا أهتم بالتوافه سواء أشخاصاً أو أشياء ، نتيجة لأدراكى قيمة وأهمية الوقت الذى لابد لنا أن نستثمره فيما نحب .
قد يرى البعض أن كلامى لا قيمة له ولكن قناعتى حتمت أن أظهر طاقة نور لدى بعض المتشائمين خاصة الشباب ، أنظر دائماً إلى الجانب المضئ فى حياتك حتى تستمد قواك لإستكمال مشوار حياتك سواء على الجانب العلمى أو العملى .
إذا كنت تستصعب دراستك فبمجرد الإنتهاء منها ستتمنى العودة إليها مرة أخرى ، وإن كنت لا تجد عملاً مناسبا ً أسع وأجتهد حتى تحصل على ما تريد ، فقدت حبيباً فأعلم إنه قدر الله المحتوم الذى يرى لك الخير دائماً دون أن نعلمه ، كل ما تصادفه في حياتك طول العام ، هو إما نعمة من الله أو إبتلاء لأختبار إيمانك وقدرتك على التحمل .
حتى فى احلك الإبتلاءات والتى تمثل ذروتها فقد عزيز عليك و التي تصبح بعدها تعيش قمة الإنكسار والخنجر المسموم الذى يُدمى قلبك ، حاول أن تتخذ منه سلاحك للتغلب على صعوبات الحياة .
حياتنا أشبه بالقطار من ستأتى محطته سيحل بها رغماً عنه ، فعليك ألا تُضيع لحظة فى الحزن أو البكاء على اللبن المسكوب ، لأن لو إنتصرت عليك الدنيا و ألحقت بك الهزيمة ستكون نهايتك حتى وإن كنت مازلت على قيد الحياة ، فأعمارنا قصيرة حتى وإن طالت وسعادتك بيدك لا بيد غيرك، فأحرص دائماً على إقتنائها مهما إستصعبت عليك ، اسرقوا من العمر الحياة قبل أن يُسرق منكم أجمل سنوات حياتكم ..
فليكن عام 2017 كتابا قد أنتهينا من قراءته ولا نريد أن نفتحه مرة أخرى بما فيه من أفراح وأحزان ووجع وفراق سواء على المستوى الشخصى أو المجتمعى ، ولنتقرب إلى الله ونخلص النية فى العمل والجهد والإجتهاد والإستفادة والتعلم مما سبق ، حتى يكون عام 2018 عام الخير علينا جميعاً وكل لحظة وانتم بخير .