ما عجز عنه الوزير أصلحه الهشك بشك !!!
بقلم سماح سعيد:
فى ظل الفوضى التعليمية التى نعيشها كل يوم ، نسمع ونرى خلالها الكثير من الحوادث والمواقف والطرائف التى تجعلنا نخجل من أنفسنا على ما يعيشه فلذات أكبادنا من منظومة تعليمية أشبه بالمركب الغارقة .
كتبت مقالى هذا بعد حالة الفزع التى انتابت الكثير من أهالى طلاب المدارس القومية بعد الحفل الراقص بمدرسة الليسيه بالهرم ، والذى أقيم لتكريم الطلاب الأوائل بعد استعانة إدارة المدرسة براقصات شرقيات فى هذا الاحتفال لتتمايل و تتراقص على أنغام الدى جى ، وكأنه فرح شعبي وليس منبراً علمياً من المفترض إن الطلاب يذهبون إليه كل يوم لاكتساب مهارات علمية وعملية لتصبح وقودهم فى الحياة فيما بعد .
استرجعت موقفاً بعد بداية العام الدراسى 2018 بأسبوعين ، حيث اتصلت بى زوجة صحفى محترم يغطي اخبار مجلس الوزارء لتشكو إلى كم الإهمال والفساد الموجود بمدرسة ليسيه الهرم ، حيث أكدت أن الأتوبيسات التى تنقل أولادها تتأخر فى توصيلهم للمدرسة ، حتى أن الطلبة أحياناً يصلوا فى موعد الحصة الثانية لعدم انتظام الخدمة .
وأضافت أن الطلاب يخرجون من المدرسة لإحضار مأكولات أو غيره من الشارع دون ضابط أو رابط ، مشيرة إلى امتلاك لبنى مراد مديرة المدرسة إلى سنتر تعليمى للدروس الخصوصية وإن غالبية المدرسين يعملون لديها فى هذا المكان .
وعلى الرغم من قرار الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم بتغيير لبنى مراد واستبدالها بمديرة أخرى جديدة ، والذى أحدثت طفرة خلال أسبوعين بالمدرسة من نظام وحزم وانضباط بشهادة أولياء الأمور ، و لأن المدرسة تدار بنظام العزبة قدمت لبنى مراد المديرة القديمةالتماساً للمدرسة ، وقع عليه الغالبية العظمى من مجلس السبوبة لديها لتضرب بقرار الوزير عرض الحائط وعادت إلى منصبها رغم أنف الوزير لتسترجع المدرسة إلى سابق عهدها من الفوضى والهرجلة .
ما يحزننى هنا أننى توجهت بالشكوى إلى عزة شعبان مدير المدارس القومية حيث استشعرت من كلامها انحيازها إلى المديرة القديمة ، تحدثت إليها يوم الخميس ردت قائلة : طاب كلمينى السبت ، أكدت لها أن أولياء الأمور على استعداد لمقابلتها حتى تعرف معاناتهم مع لبنى مراد ، وبالفعل اتصلت بها السبت قالت إن قرابة ٣٠ ولى أمر توجهوا إليها ليشتكوا لها الفوضى التي يعيشها أبناؤهم بالمدرسة .
قلت لها لكنهم ليسوا أولياء أمور الطلبة الذين تحدثوا معى ، فأجابتنى : خلاص أنا قابلت دول ومش حقابل حد تانى ، اليوم الثانى الأحد شهد غياب المديرة الجديدة إلهام لتظهر يوم الإثنين المديرة القديمة فى المدرسة من جديد ، أبلغت أحمد خيرى المتحدث الإعلامى للوزير بما حدث و الذى أكد لى انه تم تحويل الموضوع إلى المختصين بالوزارة والبت فيه .
والسؤال هنا هل يحتاج الإصلاح إلى فضيحة كى نحققه ، لولا ظهور الرقص الشرقى لما أزيحت تلك المديرة الفاشلة ، إن كان الرقص الشرقى هو القادر على الإطاحة بأى مدير مدرسة فاسد فى المنظومة التعليمية فمرحباً به .
سيادة الوزير كل ما أطلبه هنا ليس استبعاد المديرة لانه المسكن لجرح وليس العلاج ، الأولى والأهم هو استبعاد مدير المدارس القومية بعد معاناة أولياء أمور الطلاب من الفوضى ، وأصواتهم التى بُحت من الشكاوى ، و مدرسة الليسيه ليس آخرها بل هى الشرارة التي ستشعل هذا الحريق لإنهيار المدارس القومية ، اللهم بلغت اللهم فأشهد .