المتفوقون يعلنون وفاة مدارسهم !!!
بقلم سماح سعيد :
بعد اسدال الستار على اهم مرحلة من مراحل التعليم قبل الجامعى ألا وهى شهادة الثانوية العامة التى مازالت وستسمر عنقا للزجاجة كما يشبهها الغالبية العظمى بإعتبارها مفترقا للطرق ، حيث يرى الطلاب وأولياء أمورهم إنها طوق النجاة لحصول أبنائهم على الوظيفة فيما بعد وياحبذا لو كانت كلية من كليات القمة .
وكم كنت فخورة بحصول 55 طالبا وطالبة على لقب اوائل الجمهورية بشعبتيها العلمى والادبى وكذلك ذوى الاحتياجات الخاصة الذين تبوأوا خمسة مقاعد ضمن هذا الماراثون الذى ينهك الأسر والطلاب سواء مادياً او معنوياً ، خاصة ان الغالبية العظمى من المتفوقين ينتمون إلى أسر متوسطة الحال وهذا لم يمنعهم ابدا من اقتناص فرص التفوق ليثبتوا للعالم ان التفوق لا يحتاج إلى ترف وأموال بل يحتاج إلى كد وإجتهاد رافعين شعارا جديدا “مجانية التعليم تكسب ” .
ولكن ما فجأنى هو أننى تحدثت مع الكثير من هؤلاء الأوائل وسآلتهم عن انتظامهم فى مدارسهم ؟ وكانت أجابتهم واحدة انهم لا يذهبون إلى المدارس وعندما أدهشتنى إجابتهم قالوا لى : هذا نظام عام متبع فى الصف الثالث الثانوى ، ويتم تحصيل الدروس من الدروس الخصوصية أو المجموعات الخاصة
ألم يسمع الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم صوت هؤلاء الطلاب الذين تفوقوا خارج اسوار مدارسهم ؟ ، ألم يستوعب تلك الرسالة التى هى بمثابة ناقوس خطر لك ولغيرك من المسئولين بعدم آهمية المدارس بالنسبة للطالب ، وانها تكاد تكون خاوية من الطلاب والمدرسين بسبب سوء إداراة المنظومة التعليمية بأكلمها ، وكيف تعرف هذه الحقيقة المرة إذا كنت حتى لم تتصل بأوائل الطلبة لتهنئتهم ؟ يا معالى الوزير الذى لا يسمع لأحد نسبة الرسوب فى مدارس المتفوقين 44% لإن من يضعون الإمتحانات الخاصة بهم لم يلموا بطبيعة المنهج ، ألم يحرك فيك هذا ساكناً ؟ .
والأدهى والأمر انه تحدث بالأمس عن مضيه فى تنفيذ المنظومة التعليمية الجديدة ، أنا لا اشكك فى أفكارك التعليمية والتى هى أشبه بالنقش على الماء ، ولكن من الجائز إنك تجرب منظومتك على طلابنا الصغار وان كنت أشك فى نجاحها ولن يسامحك التاريخ إن ألحقت بهم ضررا ،إما إنك تجرب منظومة بداية من الصف الأول الثانوى هذا ما أستجير به لكل صناع القرار فى البلد ، البلد لا تحتمل اهدار المال العام لإنتاج 750 ألف تابلت ستوزع على 3000مدرسة ، وان كانت تلك هى غايتك فى تطوير التعليم فعلى من ستوزع التابلتات ؟ .
رسالتى لك ولأى مسئول ” اتقوا الله فى منصابكم وفى شعوبكم ” وإنزلوا من ابراجاكم العاجية لتصطدموا بالواقع المرير ثم نفذوا بعد ذلك ما تشاءون من الخطط لخدمة مواطنيكم وليس لصناعة المجد لكراسيكم .